عيد الشرطة المجيد

متأخرا بعض الشيء , ولكن لا بأس , لا تزال أمامي فرصة لنشر هذه التدوينة , فهي تصلح لكل الأوقات وكل المناسبات السعيدة , سواء أكانت عيد الشرطة أو حتى عيد البطيخ .

24\1\2007
كنت عائدا إلى منزلي بعد يوم عمل مرهق , إنه الأوتوبيس المكيف الذي ما إن أراه قادما من بعيد حتى يخفق قلبي بشدة كمن رأى معشوقته , فقط أخشى أن تجرفني المشاعر يوما فأحتضن الأوتوبيس , ربما يتم تخليد ذكراي بإطلاق اسمي علي محطة سفير باعتباره المكان الذي ضحى فيه الشهيد أشرف حمدي بحياته في سبيل عشقه للمكيف .
بعيدا عن هذه الفانتازيا التي يسببها إرهاق العمل غالبا , دفنت نفسي في مقعد بجانب النافذة كالعادة ونمت كالقتيل , فجأة فوجئت بمن يوقظني , شاب في مثل سني تقريبا يبدو عليه العته
ــ لو سمحت حضرتك ممكن أسألك سؤال.
كدت أقول له : لأ مش ممكن , وأواصل نومي . الا أن قوانين اللياقة تحتم أن أجيب :
ــ اتفضل
ــ هو النهاردة كام في الشهر ؟
ــ 24
وقبل أن يسمح لي باستكمال نومي , ألقى بقنبلته :
ــ يعني بكره يبقى كام في الشهر ؟
ــ 18
واصلت نومي وأنا ألعن أبو الهطل الا أنه ايقظني بعد قليل :
ــ طب معلش حضرتك عندي سؤال تاني
ــ اسأل يا حبيبي
ــ هو الواحد لو حب يبعت تلغراف يبعته منين
ــ من مكتب البريد اللي جنب بيتهم
ــ لازم المكتب اللي جنب بيتي ولا أي مكتب
ــ أي مكتب
ــ طب ينفع أبعته من سنترال ؟
ــ روح السنترال وأسأل
ــ السنترال اللي جنب بيتي ؟
هل أقتله يا ربي أم أكتفي بالقفز من الأوتوبيس ؟
بعد محاولات مضنية للنوم مرة أخرى نجحت في إغلاق عيناي للحظات قبل أن :
ــ هو الواحد لو بعت تلغراف تهنئة بعد المناسبة بكام يوم كده ينفع ؟
ــ آه ينفع
ــ يعني مش لو بعته في يوم المناسبة نفسه يكون أحسن
ــ آه يكون أحسن
ــ ولو اليوم اللي قبله
ــ يكون أحسن
ــ طب بص حقولك , اليوم اللي قبله ولا اليوم نفسه ولا اليوم الي بعده , انهي أحسن ؟
ــ اليوم اللي قبله
المصيبه أنه مسكين مصاب بالبله , لا يمكنني زجره فهو ليس مسئولا عن مرضه , ولكني أيضا من حقي النوم بعد ارهاق العمل الذي لا يرحم .
ــ بقول لحضرتك ايه , لو عاوز أبعت تهنئة بعيد الشرطة أقول ايه
ــ قول اللي انت عاوزه
ــ يعني ممكن أقول : السيد اللواء فلان الفلاني نهنئكم بعيد الشرطة المجيد ؟
ــ مجيد ؟ لأ هو مش مجيد ولا حاجة .
ــ يعني أقول ايه ؟
ــ قول كل عام وانتم بخير
لم أستطع مواصلة الطريق بجانبه فقررت تغيير مقعدي قبل أن أصاب بالبله أنا أيضا , الا أن هذا الشاب المسكين لم يدرك تماما قوة الدعابة التي نطق بها , عيد الشرطة المجيد , طب بذمتكم مش حلوة ؟!