لم أدرك أنني لازلت طفلا إلا اليوم !
بالرغم من أنه هناك الكثير من الأشياء التي تستحق أن أفخر بها , إلا أن شعوري بهذه اللعبة العملاقة فاق كل شيء , فاق شهادات الدراسة وجوائز الكاريكاتير ووظيفتي المحترمة وكل شيء .
اسمحوا لي أن أفخر أنني أنا من قام بتجميع " ترابيزة الكمبيوتر " هذه !
اتهموني بالعبط , لا بأس , معكم كل الحق .
ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئا , لقد قضيت ست ساعات أمام تسعين قطعة علي الأقل أحاول معرفة " ماذا " يركب " أين " , انفصلت عن الوجود وتركت باب شقتي مفتوحة ليتسلل اليها أطفال الجيران ويبصقون علي الأرض , ولو أن لصا سرق العفش فلم أكن لأنتبه له وأنا في هذه الحالة .
فجأة وجدت نفسي طفلا يلعب الميكانو , أكبر ميكانو في العالم . لذة رهيبة ربما كانت نابعة من عشقي لهذه اللعبة التي حرمت منها وأنا صغير , التحدي والشغف والانفصال عن العالم كله , يضيع مسمار فأقضي نصف ساعة أبحث عنه دون ملل .
نظرت في ساعتي فوجدتها الثالثة صباحا وكنت قد بدأت في التاسعة مساء .
ملابسي متسخة وكأنني خارج من معركة , ويداي متورمتان بشدة , نزلة البرد التي أعاني منها بدأت في الإعلان عن نفسها بكل شراسة . لم أتناول غدائي حتى الآن . نسيت أنني سأتزوج غدا !
ولكنني سعيد .
وفخور بترابيزة الكمبيوتر هذه لأنها من تجميعي .
ايه رأيكم فيها ؟
بالمناسبة : الكرسي كمان كان خمستاشر حتة وانا برضه اللي مجمعه
!!!