ز ر ع

صباح الفل لمن يقرأني نهارا ، ومساء العنب لمن يقرأني ليلا
وسواء أكنت تقرأني نهارا أو ليلا فمرحبا بك ، وابتسم فأنت في مدونتي .
وهذه هي مشكلتي بالضبط ، أن أفقد القدرة على إسعاد الآخرين ضحكا وابتساما ، خلقت لذلك وإن كنت أجيد أشياء أخرى إلا أن رؤيتكم تبتسمون يعطيني رغبة لأن أحيا يوما آخر فربما تبتسمون مرة أخرى وربما يبتسم آخرون جدد .
ومشكلتي بدأت حينما ظهر منافسا قويا لي ، بدأ يخنقني ويزاحمني ويتفوق علي حتى أوشكت على الوصول إلى مرحلة العجز التام وربما أرفع الراية البيضاء قريبا وأعترف بفشلي في إسعادكم .
والمنافس هذه المرة هي حكومتنا ، ألطف وأظرف حكومة يمكن أن تراها في أي بلد وأي عصر من العصور ، الحكومة التي كانت ولا تزال تسبقني بالكاريكاتير اليومي على موقع ماشي ، ما إن أسخر من شي ما وأبدأ في المبالغة الكاريكاتورية والمفارقة العبثية حتى أجد أن ما كنت أعدّه ليكون كاريكاتير الغد قد تحوّل بالفعل إلى تصريح رسمي ، وبالتالي يفقد الكاريكاتير معناه لأنه لن يكون سوى تقرير للواقع .
هذه المرة تحديدا شعرت بالعجز عن رسم أي كاريكاتير لطيف فقد كانت خطوة الحكومة أكثر لطفا وظرفا ، الحكومة قررت نشر خمسة وعشرين مليون كاريكاتير متحرّك في شوارع مصر ، لو قضيت حياتي كلها أرسم بلا إنقطاع لعجزت عن الوصول إلى واحد على ألف من هذا الرقم المرعب .
بالطبع أقصد لوحات السيارات الجديدة التي تم اختزال أرقامها وإضافة الأحرف إليها . وطوال شهر كامل وأنا أراقب هذه الأحرف أربع ساعات يوميا ــ وهو الوقت الذي أقضيه بالموصلات ــ وأدوّن التراكيب المبهرة ، تراكيب لو علمت أنها من صنع الحكومة لأغشى عليك من الضحك ، أربطوا الأحزمة وإليكم حصيلة شهر من المراقبة المتأملّة :
ق ص ب : قالوا أن هناك من إخترع سيارة تعمل بعصير القصب وربما كانت هذه واحدة منها ، إذا قلبت الحروف تجدها بصق كمان .
ع ص ر : طبعا ، مش فيه قصب ؟ يبقى لازم يتعصر إلا إذا كان فيه حد يحب يمص بقى دي حاجة تانية
ي أ ج : مالهاش معني ، صح ؟ ولكن لو لاحظتم أنهم يكتبون تحت كل حرف عربي المقابل له باللغة الإنجليزية لوجدتم أن النتيجة هي
GAY
لم أصدق إلا بعد أن رأيت السيارة النبيتي بنفسي وهي تسير بمصر الجديدة ، رقم السيارة معي لمن يريد التأكد .
واللي ما يعرفش معناها يبقى يدوّر في جوجل .
ل ع ب : لاحظ معي أنها تصلح اسم أو فعل ماضي ، لعب ايه ؟ ، إزاي ؟ فين ؟ معرفش
ن ب أ : ربما كان صاحب السيارة صحفيّا
د و ج : وهي واحدة من أشهر اللوحات وأكثرها انتشارا ، فرانكو أراب ، كنت قد رسمت من قبل كاريكاتير عن لوحة سيارة مكتوب عليها كلب ثم أفسدت الحكومة الكاريكاتير بعد أسبوع حينما رأيت اللوحة الحقيقية ، ولكن هل يدخل هذا تحت بند السب العلني ؟
ر ع د : سمعت الرعد في ودانك يا بعيد
ر ج ص : وهناك الرقص البلدي والرجص الصعيدي ، وكل واحد يرجص وينبسط ، هدفنا اسعادكم
ل أ : أظن أن الحكومة تعطي هذه الحروف للمعارضين حتى تميّزهم عن غيرهم ، بالمناسبة حرفان فقط معناها أن رخصة السيارة من الجيزة .
ع ر ب : شايفيني المعنى السامي للعروبة ؟
م ص ر : شايفين الوطنية ؟ مصر تمشي على أربع عجلات ، مصر أربعة راكب .
س م ا \ ع م ا : وكانت جدتي رحمها تقول أن هناك فرق كبير بين السما والعمى ، ولكن كان هذا منذ زمن بعيد
ح ب و : شايفين الحب ؟ حبو بعض ، أنتوا حبو بعض ، ممممموا
ق ر أ : صباح الثقافة وكتب المطالعة الرشيدة ، أبحث الآن عن سيارة ز ر ع ومن يجدها يخببرني فورا .
أ ح أ : ايه سفن ايه ، الله يمسيك بالخير يا أحمد يا مكي ، كانوا زعلانين عشان قلت ايه سفن ايه في فيلمك ، دلوقتي بنشوفها في الشارع عيني عينك
هـ أ : واحد ظريف قام كاتب جنبيها بقلم ماركر : أو أو أو آآآآآو
لم تعد هناك حاجة للكاريكاتير ، يكفي أن تنظر من شرفتك أو من نافذة الأوتوبيس ، وإضحك من قلبك ، ابتسم أنت في مصر
طلب أخوي : من يرى ــ لا من يسمع أو يقال له ــ لوحات ظريفة بهذا الشكل أرجو أن يضيفها في تعليق وله الأجر والثواب عند الله .
تحياتي

أفيونة الشعوب

الدين أفيونة الشعوب
هذه الفكرة الشيوعية ليست صحيحة في حد ذاتها ، ولكن للأسف نحن من جعلناها صحيحة
أكثر ما يثير جنوني هو استغلال الدين لتحقيق أهداف هي أبعد ما تكون عن مباديء الدين نفسه بل في أحيان كثيرة هي على العكس تماما ، بحيث أصبحت أشك في أغلب ما يقال في الكتب وعلى المنابر وعلى شاشات التليفزيون ليل نهار وأتساءل دائما ، ماذا يريدون من وراء ذلك ؟
دعونا نتكلم بصراحة
مصر من الشعوب التي تأسست على مبدأ الدين ، في عهد الفراعنة كان الفرعون هو الإله وبالتالي ضرب الحاكم كل العصافير بحجر واحد ، طاعة الحاكم هي طاعة الرب ، وأوامر الحاكم هي أوامر إلاهية ، ورجال الدين هم رجال السلطة ، كان من المنطقي أن يستمر هذا النظام لآلاف السنين بالطبع . هل يمكنك ان تعترض ؟ أو أن تقول حتى رأيك ؟ معارضتك للحاكم هي في الأساسا معارضتك للرب وبالتالي سيقف الجمع ضدك وتضرب بالنعال من الشعب قبل السلطة ! ولكن لسبب ما وبالرغم من ذلك لم نسمع عن الفساد خلال تلك الفترة ، ويبدو أن الشعب كان يحب الفرعون بالفعل ، كما يبدو أن الفرعون كان يحترم كونه إله ويراعي ألوهيته المزعومة مع الناس !
الدين من الامور التي لا تقبل جدال ، حتى أن الجدال حولها مرفوض دينيا أساسا كما أنه محظور تماما في مجتمعنا على وجه خاص ، لن يمكنك أن تجادل في مسألة الصلاة ، ولا يمكنك أن تقول مثلا رأيي في الصيام أنه قاسي ولا أحبه وأن تدخل تعديلات على عدد ساعات الصيام وفقا لمزاجك الشخصي أو تقرر بأن الخمر لذيذ ولا مانع من شربه ، أو أن الزنى لا ضرر منه فلم لا نفعل ذلك ؟ ، هذه أوامر ونواهي إلاهية لا جدال فيها ولا عليك سوى قبولها سواء راقت لك أو لم ترق . الأمر منتهي . وأنا اتفهمه وأتفق مع ذلك بالطبع .
ولكن كانت هذه ميزة كبيرة لذوي المصالح ، ميزة أنه لا جدال في الدين ، ميزة أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه والدين يمثل له قدسية كبيرة ومنهج حياة كامل منذ أن يسيقظ من النوم وحتى وهو ينام قارئا الأذكار، ما المانع من اللعب إذن لتحقيق مكاسب سريعة ومضمونة بأقل مجهود ؟ ، من هنا بدأت الكارثة ، الدعوة إلى كل شيء وفعل كل شيء والسيطرة على كل الناس بدعوى الدين مع استغلال سذاجة البسطاء ، الشيطان نفسه لم يكن ليفكر في ذلك !
إليكم بعض الأمثلة توضح وجهة نظري
الإرهاب
لابد وأن يكون الإرهاب في مصر ذو طابع ديني ، هذا أمر بديهي ، بالله عليك قل لي كيف تقنع شاب أن يقتل أباه وأمه بل ومجتمعه بالكامل دون أن تكون هناك فكرة دينية مسيطرة عليه ؟ بشكل ما أقنعوهم بأن القتل والذبح والسرقة هي بتكليف من الله وجهاد في سبيله ، وقد نجحت اللعبة تماما لفترة طويلة وأعتقد انها ستواصل النجاح . لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي
السرقة والنصب
النصاب ذو اللحية من أنجح النصابين في مصر ، نحن شعب يؤمن بالمظاهر الدينية في المقام الاول ، أنت لا تحتاج إلا لجلباب ولحية ربما كانت مستعارة لتفتح شركة توظيف أموال أو تجمع تبرعات لبناء مسجد وهمي أو أن تبيع كيلو البطاطس بعشرين جنيه ، ليس بإمكانك أن تبيع التروماي فحسب بل بإمكانك أن تبيع أبو الهول نفسه لو أتقنت دورك ، أخي في الله ، تفضّل هذا المسواك أولا ، لقد توسمت فيك سماحة تدفعني لأن أكسب فيك ثوابا بأن أبيعك أبي الهول ، فأنت مسلم مثلي وقد قررت ألا أبيعه لكافر ، وإلبس يا معلّم إني أحبك في الله
بعد كتابة هذه التدوينة وقبل نشرها بيومين علمت بخبر النصاب الملتحي راسب الثانوية العامة الذي افتتح مركزا طبيا وكان يوزع على المرضى أذكار ومسواك وبونبون ويعظيهم بعض الأعشاب بمبلغ ستمائة جنيه !
الحكم
لن أطيل كثيرا في هذه المسألة الحساسة ولكن ببساطة شديدة فإن الحديث عن تقشّف الرسول وزهده بمناسبة المولد النبوي الشريف الآن ودعوى المصريين أن يقتضوا برسول الله وأن يكتفوا بالخبز الحاف والماء القراح هي حركة خائبة ومكشوفة بل وبذيئة أيضا ، حينما يكون مرتب الطبيب مائة وأربعين جنيه فلا تحدثني عن التقشّف لأنني سأحدثك أنا ومن الدين أيضا عن النصب والسرقة والغش والإختلاس والرشوة التي جعلت مرتب الطبيب على هذا النحو الكاريكاتوري ، لا تحدثني عن قضاء الله وقدره أبدا حينما يرتكب أحدهم خطأ فادحا فيحترق قطار أو يخرج عن قضبانه ويقتل الأبرياء أو حينما تغرق عبّارة ويموت منها ألف شخص أو حينما تسقط عمارة على رأس سكانها ، لا تحدثني عن طاعة أولى الأمر وهم يلهون بالملاهي الليلية ، ولا تحدثني عن القناعة التي هي كنز لا يفنى في حين أن النصابون يهربون بأموال البلد كل يوم ، لا تقل لي أن الانتحاري الفلسطيني إرهابي ولو استشهد فإنه ليس شهيدا وذلك لخدمة فكرة سياسية ما ، لا تظهر لي بشكل مكثّف بعمامتك لتدعوني إلى التبرّع لبناء مستشفى في حين أننا ندفع الضرائب وأموالنا تسرق كل يوم وتحوّل أولا بأول على بنوك سويسرا ، أموال المصريين المنهوبة في الخارج تكفي لبناء ألف مستشفى ، لو حدث زلزالا فلا تقل لي أنه غضب الله على من ماتوا تحت الأنقاض ولكن قبل ذلك تأكد من ضمير المقاولين ، عمارات مصر تسقط من تلقاء نفسها فلا تحتاج إلى زلزال أساسا ، أول شيء يقوله مغتصب الأطفال في برنامج خلف الأسوار هو أنه لا يدري كيف فعل ذلك ، إنه الشيطان الملعون وليس أنا ، أي تحريف للواقع وقولبته في قالب ديني هو عمل خسيس يهدف للحس عقول البسطاء واسكاتهم وقمعهم وكفانا حديثا في هذه النقطة قبل أن أفرقع من جنابي ولكن إليكم هذا المشهد الكاريكاتوري الذي يلخص هذه النقطة .
مراد باشا اغتصب زوجة حسنين الجنايني وقتل أطفاله ونهب أرضه وأجبره هلي العمل عنده بالسخرة ثم قال له : إنت حزين ليه يا حسنين ؟ ربنا بيبتلي المؤمن والمؤمن مصاب ولازم تصبر على قرف الدنيا وبلاويها ، ثم ده قضاء وقدر إنك تقع تحت ايدي يا حسنين ، أنا أمرمط أمك على الأرض وانت ليك الجنة والحور العين في السما ، خد بقى على دماغك ، يا إدريس ، هات لي الحيوان ده متعلّق في الفلكة .
وحسنين نسى أو تناسى أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ونسى أنه في الإسلام لو قتلك سارقك وأنت تحاربه دفاعا عن مالك أو شرفك فستموت شهيد . الصبر على البلاء وليس على الظلم أبدا .
التجارة
وهي ليست نصب ولا سرقة ، هي عمل شريف ولكن حتى العمل الشريف لا أحب أن يختلط بالدين لأن الدين والمال من وجهة نظري لا يجتمعان ، حينما يكون نشر ثقافة الدين الظاهري أساسية لترويج صناعة النقاب والخمار والحجاب والجلباب وبيع المسواك ومكّة كولا ومستخلص حبّة البركة وترويج للبرامج الدينية الإعلانية مدفوعة الأجرعلى الفضائيات ، الدين ليس تجارة ولا وسيلة للربح حتى وإن كان ذلك في إطار العمل الشرعي ، والسبب هو تجنّب الشبهات ، ما دام في الموضوع مال إذن ففي الموضوع مصالح إذن فلن يمكنك أن تفعل أو أن تقول من الدين ما يضر بمصالحك وبالتالي ستتنقي من الدين وكانه أوبن بوفيه ما يناسب مصالحك وتتجنب على الفور ما يضر بها . المثال على ذلك هو إعلان بادي كارينا الذي يحرّف في الدين ، إنه البادي المعجزة الذي يتيح للمحجبة أن ترتدي أي شيء وكل شيء طالما أن البادي كارينا تحته ، كان من السخف ومن القرف أن تظهر محجبات في الإعلان ، هذه تجارة دينية رخيصة ، المثال الثاني هو شركة الإنتاج لفني التي يقع مقرها تحت شقتي تماما وهددتهم أكثر من مرة بالإبلاغ عما يتسببون فيه من إزعاج للسكان من الساعة الواحدة صباحا وحتى مطلع الفجر ، في الفترة الماضية وبمناسبة المولد النبوي توقفوا عن تسجيل أغاني كوز المحبة إنخرم وتعالى بوسني تحت باطي وشرعوا في تسجيل اغنيات دينية رخيصة ومن ثم عادوا مرة أخرى لأغنية شراب حبيبي أبو أستك ، أكل العيش هو ركوب الموجة لذا لا داعي لخلط الأوراق .
المكاسب السياسية
لسبب ما أشعر بأن انتشار النقاب و الحجاب والجلباب وغيرها من مظاهر الدين الظاهري أو قشور الدين ما هو إلا بهدف تحقيق مكسب سياسي لجماعة ما أو حزب ما ، فهذا مؤشر جيد لمدى سيطرة هذه الجماعة على المجتمع كله ، وكلما انتشرت هذه المظاهر كلما أظهر ذلك نجاحا أكبر وكلما اصبح المجتمع مهيّأ لتقبّل أفكار هذه الجماعة ، بحسبة بسيطة جدا ، من هي المهيّأة بشكل أكبر للإنتماء إلى جماعة إرهابية تتخذ الدين وسيلة لها ؟ فتاة عادية على دراية حقيقية بأمور دينها ؟ أم فتاة منتقبة لا تعرف عن الدين سوى أن النقاب عفّة وطهارة وأن غير المنتقبات عاهرات ماجنات ؟ هذه تحديدا من السهل جدا تجنيدها وستراها قريبا ممسكة بكلاشنكوف في ميدان التحرير ، الفتاة المحجبة هي أول من ستهلل لوصول الاسلاميين إلى الحكم وستكون أول من تدعو إلى تجريم الرسم والموسيقى والتمثيل وقد بدأ هذا بالفعل ، الدين لا يجب أن يكون سجادة مفروشة لوصول جماعة ما إلى السلطة .
هذه مجرد أمثلة قليلة ، ولكن أعتقد انها قدمت أغلب ما يدور في ذهني .
عجن كل شيء مع الدين ، عجن الفساد مع الدين وتحويله إلى قضاء وقدر
عجن الإجرام مع الدين وتحويله إلى جهاد في سبيل الله
عجن التجارة مع الدين وتحويلها إلى دعوة اسلامية
إعجن أي شيء مع الدين ولسوف يبتلعه الناس ببساطة .
من كل هذا الكلام أقول وانادي وأتمنى وأرجو أن يفكّر الناس ، لا تقبل ما يقال لك في غير موقعه ، تفقّه في الدين ولا تترك أذنك لأي شخص ، لابد وأن تكون لك وجهة نظر في كل ما يتعلق بأمور دينك ، الموضوع سهل وبسيط ولكنه فقط يحتاج إلى قليل من الشجاعة وعدم تناول الدين باعتباره منطقة محظورة.
مثلا : لو أنت جرّاح تقوم بإجراء عملية جراحية حرجة وأتى ميعاد صلاة المغرب ، هل تترك المريض مفتوح البطن لتصلّي ؟ أنت تعلم أن الله لا يبارك في عمل يلهيك عن الصلاة ولكن هنا ياتي دور عقلك ، أنت ببساطة ذاهب للصلاة لتقتل إنسان ، يمكنك أن تصلّي بعد إجراء العملية ، ماحبكتش يا عم الشيخ التقي ، وتذكر أنه في الحروب الإسلامية كان الجيش ينقسم إلى قسمين ، قسم يصلّي والآخر يراقب ومستعد للقتال ، وبالتالي الجيش كله يصلّي ولكن بالتناوب . الجهل هو ما يجعل الدين أفيونة للشعوب وهو ما يجعل هذه الفكرة صحيحة في حين انها غير ذلك .
للأسف الشديد فإن الدين دون عقل أشد خطرا من الإلحاد ، الملحد العاقل أفضل ألف مرة من الجاهل المتديّن ، لأن الأخير يمكنه بسهولة أن يكون إرهابيا أو نصابا ، هذا لأن الجاهل لن يمكنه أن يكون متديّنا حقا !

ملوخية بالعسل

رسالة موجّهة
إلى الأخ الذي ظهر ببرنامج الحياة اليوم أمس وأتهم مؤسسي جروب : نطالب بحلق شعر صدر تامر حسني بالتفاهة والسطحية والأميّة ، أقول له من خلال مدونتي أن سنوات كثيرة تنتظره حتى يمكنه فهم واستيعاب فكرة السخرية ، ودور الكاريكاتير ، وتوظيف العبث كي يصبح سلاحا أشد فتكا من جعجعات البرامج الحوارية ، تركنا لكم الجديّة أو ما تتدعون أنها جديّة ، فماذا فعلتم ؟ ، الفيس بوك دولتنا نحن الشباب ومن حقنا أن نعبّر عما نشاء وبطريقتنا الخاصة ، ولولا نجاح الجروب وانتشاره وتأثيره لما كنت تجلس الآن تلقي الإتهامات عبثا بهذه السطحية تجاه واحد من أشهر الجروبات التي ظهرت خلال الفترة الماضية . وعلى أية حال ، وبالرغم من أن الجروب لا يحتاج إلى دعاية إضافية إلا انك ساهمت بالمزيد ، لذا وجب أن أشكرك .
دكتور أشرف حمدي ، صاحب فكرة الجروب ومن مؤسسيه
دعونا من ذلك الآن ، ولتبدأ في مناقشة موضوع جديد

قبل أن أفهم على نحو خاطيء بسبب هذا العنوان المستفز وجب التنويه على أنني لا أقصد جعلصة الأفكار ولا كتابة رواية قرنفلية باذنجانية متقولبة ، أنا بالفعل أقصد هذا التشبيه ، ملوخية بالعسل
من المثير للاستفزاز في حفل توزيع جوائز الأوسكار هو استغلال كلمة الفائز بدلا من أن يتحدث عن مشاعره تجاه الجائزة ويشكر من دعموه أن يتحدث عن دعمه هو للشذوذ الجنسي وهو يكاد يبكي من التأثر ، كما أن جائزة الأوسكار يجب أن تمنح لفيلم يتحدث عن دعمه للشواذ أو عن العاهرة الإنسانة الحنونة ذات قلب من ذهب على رأي العبقري دكتور احمد خالد توفيق .
مسألة الشذوذ الجنسي وهي الكلمة التي لا يطيقها الشواذ جنسيا ويفضلون عليها كلمة مغاير ، هي مسألة بسيطة للغاية ، والمشكلة الحقيقية في كونها بسيطة للغاية بحيث لم يعد من اللائق منطقيا وصفها بالمسألة أساسا ، ولكن يبدو أن هناك رغبة ملّحة وغير مفهومة في جعلها قضية ، بحيث يتم تناولها باعتبارها مسألة ديموقراطية أو حقوقية وربما قانونية ودستورية أيضا .
إسمحوا لي أن أتناول الموضوع بعيدا عن جانب الدين ، لا شك أن كل متدين يرفض فكرة الشذوذ الجنسي مع اختلاف الديانة ، ولكني تعودت مناقشة الموضوعات بشكل منطقي بحت بحيث تناسب الملحدين أيضا ، وبحيث تناسب المنفلتين أخلاقيا أيضا ، وبحيث تناسب أي شخص وهبه الله عقلا على اختلاف ثقافته أو ديانته أو طبيعة إنتمائه لأي فكر .
السحاق أو اللواط من وجهة نظري هي شخص يحب الملوخية بالعسل ، يعععع ؟ ربما يع ؟ ، ربما يتقيّأ أحدكم في وجي الآن لمجرد ذكر هذا المثال ، ربما كانت فكرة مثيرة ، ربما نقول ما تيجي نجرّب ، ربما كان من يقرأني الآن يأكل الملوخية بالعسل بالفعل وسعيد معها للغاية . إوعى تكون منهم ياللي في بالي هههههههههه
الأمر أولا وأخيرا هو طبق ملوخية بالعسل على مائدتك الشخصية تأكله وتتلزز به وتلعق بقاياها من الطبق ، هذا شأنك ، سواء أكان حرام ، أو عمل مقرف ، أو عمل غير أخلاقي ، أو عمل ضد كل القوانين الفيسيولوجية على كوكب الأرض هذا أيضا شأنك ، ليس من حقي محاسبتك . أنت حر مام تضر ولو أنك تضر نفسك إذن أنت حر معها والحساب يوم الحساب وليس من حقي أنا محاسبتك ولو أنك سعيد هكذا فتمنياتي لك بأوقات طيبة ولكن بعيدا عني لو سمحت .
ولكن تخيلوا معي هذه المشاهد العبثية
المثال الأول
واحد بيقدم نفسه للمجتمع : مساء الخير ، انا فلان الفلاني من آكلي الملوخية بالعسل
مسخرة مش كده ؟ أنا مالي ؟ تاكل ملوخية بالعسل تاكلها بالبطيخ هذا شأنك الخاص ، لماذا تقدم لي نفسك بإعتبارك شاذ جنسيا ؟ لماذا تصنّف نفسك وفقا لميولك الجنسية ؟ هناك تصنيفات وفقا للمهنة ، وفقا للتيار السياسي الذي تتبعه ، وفقا لمرحلتك الدارسية ، أنا افهم من يقدم لي نفسه هكذا ، فلان الفلاني ، طبيب بشري ، فلان الفلاني ، ليبرالي ، فلان الفلاني تالتة حقوق ، إنشالله فلان الفلاني من كفر البلاص ، اما أن يقول لي أنه شاذ جنسيا فهذا بالفعل ما لا أفهمه وإن فهمته فسيكون التفسير الوحيد أنه يطلب مني أن أفعلها معه ، أليس كذلك ؟
المثال الثاني
تعلن جمعية آكلي الملوخية بالعسل عن المطالبة بحقوق أعضائها في حياة كريمة وفقا لمبدأ المساواة مع آكلي الملوخية بالأرانب
مسخرة برضه مش كده ؟
هي الملوخية بالعسل يتعمل لها جمعية ؟ وآكلي الملوخية بالعسل أصبح لهم حقوق دستورية ؟ هذا هو العبث بعينه ، ما تاكل اللي تاكله هو حد حيشك ؟ ما السر في تصعيد موضوع خاص جدا ليصبح قضية حقوقية ؟ ما هي الحقوق التي يريدها آكلي الملوخية بالعسل في حين أن من حقهم أساسا أن يفعلوا ما يريدون ، أم أنهم يطالبون بأكل الملوخية بالعسل علنا في وضح النهار وعلى الرصيف ؟ أم هو تمهيد للمطالبة بأحقية الزواج بين آكلي الملوخية بالعسل وبالتالي خرق لكل الأديان وتدمير شامل لواحد من أهم دعائم المجتمع وهو فكرة الأسرة السويّة ، وببساطة شديدة ومن الآخر ، حينما يأخذ الرجل المصري البسيط حقوقه كاملة دعونا نناقش حقوق آكلي الملوخية بالعسل وآكلي الشيكولاتة بالخل ، بلا خيبة .
المثال الثالث
أنا توتي فروتي باكل ملوخية بالعسل وعايش في جحيم بسبب المجتمع المتخلف الغبي اللي بينظر لي نظرة مش تمام ، انا بني آدم واللاهي زيكم ، أنا إنسان وليا مشاعر ، وممكن أكون أحسن منكم كلكم ، ثم ده مش ذنبي انا اتخلقت كده ، لازم تقبلوني زي ما أنا ، أوووف بقى .
توتي يا حبيب قلبي إنت اللي عملت في روحك كده ، ودعني أفكر معك وبأسلوبك وبطريقتك ودون أن أقسو عليك
أولا :
لماذا تعلن عن ميولك المغايرة ولن أقول الشاذة لأنها كلمة تجرح مشاعرك ، لماذا تصنّف نفسك وتنشيء مدونة وتدعو الآخرين لقبولك ، أنا نفسي لا أضمن قبولي كرسام كاريكاتير جيد وهذا عمل مشروع بحيث أعجب المجتمع كله ، هناك من تعجبه رسومي وهناك من لا يفهمها أو من لا يحبها ، في حين أنك تتناول قضية مرفوضة دينيا وأخلاقيا وفيسيولوجيا وتريد أن يدعمها المجتمع حتى لا تنجرح مشاعرك وحتى يكون من حقك ممارسة أفعالك علنا وحتى يكون من حقك أن تشجّع آخرين للإنضمام إلى مائدتك ، ولماذا تريد فعل ذلك علنا في حين أن علاقة الرجل بالمرأة في غير إطار الزواج أساسا غير معلنة ولا يمكن أن تكون معلنة رغم إنها علاقة طبيعية فما بالك بالعلاقات المغايرة أو الشاذة كما لا تحب أن ننعتها بذلك الوصف الذي يجرح مشاعرك . أم أنك تطمع فيما هو أكثر من ذلك وتطالب بحقك في الزواج ؟ أخبرني بالله عليك أي نوع من الزواج هذا ؟ ومن سيقبل توثيق عقد زواج بين حسين ومتولّي ؟ وما هو الهدف من زواج كهذا غير الممارسة الجنسية ؟ هذه هي قمة العبث بصراحة .
ثانيا :
تقول أن هذا ليس ذنبك ، بعض مما تقوله صحيح ، ربما كان ذلك بسبب تعرضك لحادث اعتداء وأنت صغير ، ربما كانت هناك مشكلة عضوية ما ، ربما كانت هناك مشكلة نفسية ، أم أنك سعيد بذلك ؟ هل تعترف أولا أن لديك مشكلة أم أنك سعيد بها ؟ لو كنت تشعر أنها مشكلة فإبحث عن العلاج وصدقني لن تندم لو حاولت ، لن ينظر لك الطبيب بقرف ولن يقسو عليك ولن يسبك ولن يضربك ، أما لو أنك سعيد بذلك فأنت حر أيضا ولكن إحترس ، ما تريد فعله خطير للغاية ، وإن كنت لا تقدر خطورته فانت في مشكلة حقيقية لذا وجب أن أخبرك ، أنت حر مالم تبدأ حريتك تتيح لك أن تدعو آخرين إلى ما تفعل ، الموضوع ليس حزب سياسي أو الدعوة لنوع جديد من الإبداع ، لا يا حبيبي صبرك عليا ولا تخلط الأوراق ، أنت ببساطة تدعو وتشجّع على دمار مجتمع وهذا أمر لا شك فيه ولا يقبل كونه مجرد آراء نختلف ونتفق عليها ، لو حدث ذلك فستكون فوضى ما بعدها فوضى ، وتذكر غضب الله على قوم لوط ، عذار ، لن أحدثك ثانية من منطلق ديني ، سامحني ، لذا ونصيحة مني إفعل ذلك في الخفاء ، أيوة ، كونك ترى ما تفعله حقك الطبيعي لا يمنعك من أن تفعلها في الخفاء ، لأن بيني وبينك ، هذا العمل مشين ، تقول لي لالالالالا ليس مشينا وهذا حقي ، اقول لك ، بيني وبينك ماحدش حيفهمك ، حتى لو لم يعجبك كلامي ، تأكد من ذلك . فكما يمارس الرجل الجنس مع إمرأة دون زواج فإن ما تفعله مشين أيضا وإن كنت أرى انه مشين بدرجة أكبر ، لم أرى في حياتي من يفعل ذلك بفخر وإصرار .
في النهاية
وأوجه حديثي إلي المغايرين ودعوني أفترض أن لي ذوق خاص أيضا وهو اللعب في المناخير .
إذا كنتم تريدون المساواة فهناك قواعد تسري عليكم وعلينا ، مع تحفظي الشديد على فكرة التصنيف وفقا للميول الجنسية ولكن هذا ما تريدونه على أية حال .
أولا : ليس من حقك ان تدعوني لفكرتك حول ذوقك الخاص في مسألتك الجنسية كما أنه ليس من حقي أن أدعوك أنا الي ذوقي الخاص في نفس المسألة حول اللعب في المناخير ، لما تيجي تقولي يععع ايه القرف ده إنت إزاي تقول لي كده ؟ أنا برضه من حقي أن أقول لك : يعععععع ايه القرف ده يا منحل ؟ لذا كل واحد حر مع نفسه .
ثانيا : ليس من حقك أن تنشيء جمعية أو مدونة تنادي بذوقك الخاص كما أنه ليس من حقي إنشاء جمعية اللعب في المناخير كممارسة جنسية وفقا لذوقي انا الخاص
ثالثا : ليس من حقك أن تجبر المجتمع على قبولك كما أنه ليس من حقي أن أجبر المجتمع أن يقبلني وأنا ألعب في مناخيري أو مناخير أي شخص ، لذا فإذن هذه يجب أن تظل دائما أشياء شديدة الخصوصية .
رابعا : إذا قررت أن ألعب في مناخيري أو مناخير أي شخص فلن أجد من يقتحم علي شقتي ويطالب بالقصاص مني إلا في حالة كوني أفعل ذلك في إطار جماعات سرية منظمة من أهدافها نشر فكر اللعب في المناخير .
خامسا : ليس من حقك أن تقدم لي نفسك باعتبارك مغاير كما أنه ليس من حقي أن أقدم لك نفسي هكذا : أشرف حمدي بلعب في مناخيري نفففففففف

مثال أقرب لمن يقرفون من مسألة وقضية ومشكلة اللعب في المناخير
نفترض أني أحب البنات الشقراوات النحيفات جدا الطويلات جدا أو أنني أحب السمراوات البدينات أو أنني أحب الفتيات المسترجلات الخشنات ، هل من حقي أن أعلن عن مزاجي الشخصي بل وأصنف نفسي وأقدم نفسي للمجتمع وفقا لمزاجي هذا وأفرض ذوقي الخاص على المجتمع بحيث يتوجب عليه أن يقبلني بمزاجي الجنسي هذا ، هل من حقي المطالبة بجمعية محبي البدينات ؟ هذا شأن خاص وليس عام ، فما بالك بالشذوذ الجنسي المفروض طبيعيا أساسا قبل أن يكون مرفوض دينيا وأخلاقيا

.
هذه هي المساواة التي أفهمها .
ولكن لو تكلمنا بواقعية فأنا أعرف لماذا يفعل الشواذ جنسيا ذلك ، يفعلون ذلك لهدف واحد أبسط من كل هذا الكلام الكبير حول الديمواقراطية وحقوق الانسان ، يفعلون ذلك لمجرد العثور على من يشاركهم نفس الميول ليمارسوا سويا أفعالهم ! بس كده
من ينشيء مدونة باعتباره شاذ فهو يبحث عن رفقاء يقضي معهم ليلته ، أليس كذلك ؟
ما رأيكم ؟

قوقلة اللامتناهي

كأي شيء جديد \ غامض كان شغفي بعالم المثقفين وجلسات مقاهي وسط البلد والكوفية الشهيرة وربما البيريه أيضا والشعر المعقوص على طريقة ذيل الحصان ( للرجال أقصد ) والكتب التي تحمل أسماء أفعوانية مثل قوقلة اللامتناهي أو رواية ورقة بيضاء مضمحلة بفعل الجاذبية أو قصيدة الحلزونة الأرجوانية ، ربما كان انجذابي اللا إرادي إلى صفوة المجتمع ، الصفوة العقلية والفكرية أقصد ، أنا شخص يعيش على الأفكار ، والفكرة عندي أكثر إثارة من قبلة أنجلينا جولي ، ومن أفخاذ النساء جميعا ، الفكرة العبقرية هي التي تبقيني مستيقظا لثلاثة أيام وتجعلني أتقافز كالبرغوث وأهز رأسي كالدراويش في حلقات الذكر مستطعما جمالها وتفرّدها ,، ربما كانت رواية عبقرية ، أو فيلم عبقري ، أو كاريكاتير عبقري ، أو جلسة مع عباقرة .
ولكن من خلال إحتكاكي بطبقة المثقفين لاحظت أن أغلبهم وليس كلهم بالطبع تستهويه فكرة أن يكون مثقفا وأن يمارس ما أتفق عليه عبثا أنه فعل وسلوك ومنهج المثقفين ، هذه الفكرة في حد ذاتها هي الهدف لهم ولا أنكر أنها استهوتني شخصيا ولكني في واقع الأمر لن أقضي حياتي مرتديا كوفية وبيريه عاقصا شعري كذيل الحصان وتحت إبطي رواية بعنوان الأفق المفشوخ دون أن ينعكس ذلك على العملية الإبداعية .
وجدت أنني أكثر حكمة وثقافة من غالبيتهم التافهة ، وعذرا إن قلت تافهة لأنه من الصعب على أن أنمّق الكلمات في حين أنني أرى مستقبلا حالك السواد من الناحية الإبداعية لو استمر نمو فيروس المثقفين على هذا النحو .
في الواقع ربما أكون مخطئا في مسألة تقدير نسبة هذه الفئة ، وأعترف باحتمالية الخطأ في كونها تمثل غالبية المثقفين كما ذكرت ، ربما كانت نسبة ضئيلة ولكن الذي لا شك فيه أنها ظاهرة بدرجة أكبر من المثقفين الحقيقيين ربما لأن المثقف الحقيقي لا يهمه لفت الأنظار إليه ولا يهمه مقاهي وسط البلد بقدر ما يهمه ما سيتم طرحه عليها من أفكار . لذا وجب التنويه إحقاقا للحق .
ولأنني لا أجيد الاسترسال دعوني أقدم لكم بعض مظاهر فئة المثقفين \ مدعي الثقافة التي أقصدها
الغموض : لابد وأن تكون غامضا فيما تقدمه ، لو رواية أكتب فيها : والسماء تحلب العسل الضيق لتفرش على صفحة الماء الرملي براثن جحر منقرض فتموت أزهار السوسن تحت أقدام الورق المنصرم أعواما كثيرة .
حدث هذا أمام الدكتور علاء الأسواني على مقهى بوسط البلد والرجل خجل أن يعلّق صراحة في حين نظرت لدكتور ميشيل حنا صديقي اللدود وإنفجرت نظراتنا بالضحك الصامت ، كان القاص الشاب يتحدث عن رائحة أرجل حبيبته المتعفنة ، والله العظيم بجد مش بهزر .
بالطبع هذا كلام فارغ ، وأغلب من يكتب هذا الخراء الفكري لا يفهم أساسا ما يكتبه ، والباقي يكتب ذلك عن عمد ويكون تعبيرا بالفعل عن فكرة حقيقية ولكن ما قيمتها وقد جعلصتها بحيث أصبحت لا تناسب إلا أنت ، لأن حتى باقي المثقفين لن يفهموا ما تقوله . والفن أي فن هو في الأساس علاقة من طرفين ، الفنان والمتلقى ، وحينما تكون لغة التفاهم بينهما هي ميتافيزقية سلق الجمبري المتحولق فهذا يلغي الفن من أساسه .
الإلحاد : لابد وأن تكون ملحدا ، أو على الأقل تحمل لقبا مثيرا تقدم به نفسك إلى وسط المثقفين ، بهائي ، قرآني ، باذنجاني مخلل ، أنا أفهم جرأة بعض المثقفين في تناول علاقة الإنسان بالله ، كما أفهم الإلحاد حينما يخرج عن دكتور مصطفى محمود في بداياته والذي أصبح بمثابة مفكر إسلامي كبير فيما بعد ، وأفهم مشاعر ربما تكون صادمة للبعض مثل أن يكون الإنسان على خلاف مع الله ، بالبلدي ( ليه كده يا رب ؟ مش فاهم عاوز مني إيه يا رب ولا فاهم خلقتني ليه ؟ ولو أنا مش فاهم ده مش ذنبي ، ليه ما فهمتنيش يا رب؟ ) كلام قاسي أليس كذلك ؟ ولكن على الأقل أنت مؤمن بالرب ! أما الإلحاد فهو لا يليق بطفل في الثانية من عمره لأن وجود الله بديهي ولا علاقة له بدين ، ولقد توصل أجدادنا الفراعنة لفكرة الإله الواحد منذ آلاف السنين ومن السخف بعد كل هذه الأديان التي أنزلت إلينا أن ننكر وجود الله.
هذا الإلحاد ظهر كثيرا على المدونات وتوغل في المجالس الثقافية على نحو مستفز ، يعني تافه وحمار وكمان كافر ؟ كتير قوي مش كده ؟
الإنفلات الأخلاقي : هذه نقطة صعبة وشائكة لأن الأخلاق نسبية ، وما يمكن إعتباره إنفلاتا أخلاقيا للبعض ربما يمثل تطرفا دينيا عند البعض الآخر ! أنا نفسي هناك من يقول عني عم الشيخ وآخرين يعتبرونني منفلتا ، ولكن هناك دائما ما يطلق عليه المتوسط العام ، على الأقل لا يصل الأمر لحفلات جنس جماعي مثلا ، لا اعتقد أن هناك خلاف على كون ذلك أنفلاتا أخلاقيا ، هذا مجرد مثال بالطبع وأعتذر عن تقديم أية أمثلة حول نقطة الإنفلات الأخلاقي لأنها ستثير جدلا كبيرا وهي نقطة فرعية في الأساس ، ربما أذكر فقط مسألة دعم السحاق واللواط باعتباره موضة عصرية ، السحاق واللواط مسألة شخصية بحتة يمكن ان تناقش عند الطبيب النفسي أو متخصص في علم الإجتماع أو المسائل الجنسية ولا علاقة لها بثقافة ولا فكر ولا بالباذنجان المخلل أيضا ، ما أريد التركيز عليه هو فكرة الصفوة بأن الأخلاق تم اختراعها لعامة الشعب أما هم ففوق الأخلاق وفوق الدين لأنهم فنانون عباقرة ومثقفين جهابزة ، وبالتالي هم من يصنع الأخلاق ليتخلّق بها بهائم الناس ! وحقيقة الأمر أن فئة المثقفين يعاني أفرادها من احتباس البول والإسهال وفيروس الانفلونزا ، يأكلون ويشربون ومن ثم .... انت تعرفون بالطبع ! هل ينكر أحد تلك المظاهر الفيسيولوجية ؟ إذن فمبدأ نحن فوق الأخلاق مرفوض منطقيا وليس أخلاقيا أو دينيا فقط .
سؤال فرعي مقرف : هل بول المثقف يختلف عن بول عم حسنين بائع الفول على ناصية شارعنا ؟
أما عن بعض الأمثلة لمن تحدثت معهم في جلسات ثقافية ولم تنطبق عليهم أيا من النقاط السابقة فهم على سبيل المثال وليس الحصر
الفنان جورج البهجوري
دكتور أحمد خالد توفيق
الكاتب بلال فضل
الدكتور علاء الأسواني
الفنان خالد الصاوي
الكاتب والشاعر الغنائي عمر طاهر
الدكتور ميشيل حنا
وعدد كبير من المدونين ورسامي الكاريكاتير يعصب ذكرهم جميعا
مثقفين أهم ، ماحدش فيهم قال إنه ملحد أو قال مثلا : تفشحط الغنداق في قوافل الأرندلي ، وأعترف حقا بأنه لم يحاول أحدهم أن يقبلني من فمي حتى الآن !