Total Pageviews
Saturday, January 15, 2011
Friday, January 07, 2011
Thursday, January 06, 2011
خلّي عندك صوت ، خلّا عندي أمل !
حينما استرجع أحداث اليومين الماضيين أكتشف حجم المفارقة بين موضوع الفيلم الفائز وحال صانعه ، أعلم أنني متشائم على طول الخط وأهيء نفسي دائما لأسوأ الاحتمالات حتى لا تكسرني الصدمة ويقتلني الإحباط والشعور بالفشل ، وقد توقعت أسوأ الاحتمالات الكاريكاتورية الممكنة والغير ممكنة لدرجة أنني كنت انتظر تفجير الساقية بمن فيها يوم اعلان نتائج المهرجان !
طوال اليومين الماضيين كنت أكرر جملة واحدة: مافيش فايدة ، مافيش فايدااااااااااه
الأفلام المشاركة كثيرة جدا ، أكثر مما كنت أتوقع في الحقيقة ، وأغلب الأعمال المشاركة من انتاج شركات لا أفراد ، وأصغر فريق عمل مشارك في فيلم واحد كان 50 فنانا على الأقل ، حتى أنني سألت نفسي : هو أنا جاي أهبب ايه هنا وسط ده كله ؟
طوال اليومين الماضيين وأنا أشعر بأن اشتراكي بالمهرجان ما هو إلا قرار أحمق اتخذته في لحظة تهور بدافع الطموح المبالغ فيه ، كيف أصمد أمام شركات ؟! شعرت بظلم كبير ولسان حالي يقول : ما اتفقناش على كده !
وبعدما أدير الأمر برمته مرات ومرات في عقلي أصل إلى نفس النتيجة الحتمية : مافيش فايدة
الطريف انني لم أنتبه إلى أن هذه هي نفس الجملة التي كررها بطل الفيلم ! ويبدو أنني قد كتبت الحوار بلساني أنا نفسي وكأنني أعلم مسبقا بالنتيجة .
بعد عرض الفيلم الأول " حزام الكويكبات " يوم 3 يناير صدمني رد فعل الجمهور وزاد من شعوري بالتهور وتأكد لي خروجي من المنافسة كما الخروج من المولد بلا حمص ، هناك خطأ ما لا اعرفه ، هل لأن الجمهور كان محدود جدا هذا اليوم ؟ هل فشلت في الوصول بفكرة الدكتور ميشيل إلى صورة يسهل على المتلقى استيعابها ، أين المشكلة هنا ؟ في الارسال أم الاستقبال ؟! ولكن لماذا أسأل اساسا ؟ ماهو مافيش فايدة !
لم أحضر في اليوم التالي 4 يناير وقررت النوم هربا من أفكاري السوداوية .
في الثامنة مساء هذا اليوم استيقظت على اتصال من ساقية الصاوي يؤكد علي الحضور غدا يوم 5 يناير آخر أيام المهرجان وهو نفس يوم اعلان النتائج ، حاولت أن أفهم السر في هذا التأكيد فلم أتلق إجابة شافية ، وتكرر التأكيد مرارا في المكالمة !
ربما سيفجرون الساقية في هذا اليوم ، وهذه المكالمة ما هي إلا من الإرهابي الذي يريد أن يتأكد من خلاص البشرية مني ! لا يوجد لدي تفسير آخر في الحقيقة سوى أفكاري الكاريكاتورية السوداوية المتشائمة ، ربما جال بخاطري لوهلة أنني فائز بجائزة ما ولكنني طردت الفكرة فورا حتى لا يعميني الأمل فأسقط في بئر الإحباط إلى الأبد .
في اليوم الثالث والأخير وقبل ساعات قليلة من كتابتي لهذه التدوينة تم عرض فيلم خلي عندك صوت .
لم يسبق وأن تمنيت أن يتوقف الزمن ! ، هذه أمنيه جديرة بفيلم خيال علمي ، ولكن كأمنية واقعية ورغبة حقيقية في أن يتوقف الزمن وأن يتم عرضه لقطة بلقطة وعلى مهل ؟ لم يسبق أن شعرت بشيء كهذا .
الجمهور يصفق أم أن هذه هلاوس ؟ الجمهور يصفر أيضا ؟ ياليت كان بإمكاني أن أعيد الزمن الي الوراء للحظات وأسمع التصفيق والتصفير مرة أخرى ! مستحيل
الجمهور يضحك ؟؟؟؟؟؟؟
مين دول ؟؟؟ مين دول ؟؟؟ مين دول ؟؟؟ والله مش جايين معايا .. والله معرفهومش ..
أسأل ميشيل على يميني : مين دول يا ميشيل إنت جايب الكنيسة كلها معاك ولا ايه ؟
أسأل عمرو فكري على يساري : مين دول يا عمرو ؟ إنت جايب المنصورة معاك وانت جاي ؟
مين دول يا جدعان ؟
لا إجابة
لأنني متشائم أيضا توقعت أن يكون ذلك مدبرا
لم أصدق أن هذا جمهور حقيقي يصفق ويصفر ويضحك ويتفاعل مع كل حركة وكل جملة بالفيلم ، تصفيق يكاد يكون متواصل وضحك لا ينقطع .
مستحيل !
وبعد انتهاء عرض الأفلام وبدء توزيع الجوائز كنت قد استنزفت كل ما كان لدي من طاقة نفسية وعصبية ، أبوس ايديكم خلصوني وارحموني بقى وقولولي اني ما فزتش بحاجة عشان أروح انام وانا راضي قوي قوي قوي برد فعل الجمهور وكفاية إني شفت صحابي وحبايبي .
وفاز فيلم "خلي عندك صوت" بجائزة لجنة التحكيم .
هل قالوا فيلم للمخرج : أشرف حمدي ؟
انا سمعت الاسم ده فين قبل كده ؟
يبدو انني بالفعل لا أذكر أي شيء واضح حدث بعد ذلك ، مجرد فلاشات بلا رابط ، أشخاص تهنيء وأحضان وأيادي تمتد بالسلام وقناة تليفزيونية تسجل معي حوارا لا أذكر منه حرف واحد . بالمناسبة ، هل طلب مني الدكتور إبراهيم زكي رئيس لجنة التحكيم و الأستاذ المساعد بأكاديمية الفنون قسم الرسوم المتحركة أن أسلم له نسخة من الفيلم بمقر المعهد ؟! يبدو أنه طلب مني ذلك مرتين أثناء وبعد تسليمي الجائزة !! ، هل سألتني دكتور ليلى عبد العزيز رئيس قسم الرسوم المتحركة بالمعهد العالي للسينما عن جهة انتاج الفيلم ؟ هل اندهشت حينما اخبرتها أن ذلك عمل تطوعي غير تابع لأي جهة انتاج أو أي تيار أو حزب سياسي من أي نوع وبدون أي تمويل أساسا ؟ هل استحسنت ذلك ؟ هل قالت : برافو ؟!
هو فيه ايه ؟ ها ؟ مين دول ؟ انا فين يا جدعان ؟ ايه اللي بيحصل هنا ؟ انتوا قلتوا انا اسمي ايه ؟
حتى الآن أشعر بمن سكب على نافوخي دلو من الثلج ، ها ؟ مين ؟ فين ؟ ايه اللي حصل ؟ طب اللي حصل ده كويس ولا وحش يعني ؟
إحقاقا للحق لابد من أن أشكر الفنانة "سمر جمال" ، اعترف بأن البطل الحقيقي لهذا العمل كان التحريك ، مبروك يا سمر وألف ألف شكر ، فلولا جهودك لم يكن لهذا الفيلم أن يفوز بأي شيء .
أيضا الصديق الذي لم أتشرف بمقابلته حتى الآن : "أحمد أمين" ، متطوعا قام بالأداء الصوتي لدور المعلق ، عمل احترافي يا أمين بجد وألف ألف شكر
شكرا للدكتورة والكاتبة والسيناريست "غادة عبد العال" التي بدأت كل هذه القصة بفكرة أن نقدم عمل كارتوني للحملة .
شكرا لكل من حضر اليوم لتشجيعي ، الفنان الجميل رسام الكاريكاتير المبدع "عبد الرحمن نجم" ، الفنان عمرو فكري قادما من المنصورة ( يا دين النبي ) ، الصديق الذي لم أتشرف بمقابلته إلا اليوم "أحمد رباح" ولا نعرف بعضنا إلا من خلال الفيس بوك . شكرا للفنان هاني عصمت .
شكرا لأميرة ولمصطفى عشري ، فخور بأننا فريق عمل واحد ، شكرا للتوأم \ التوينز الجميل هيثم ومحمد :)
شكرا لصديق عمري دكتور "ميشيل حنا" الذي وقف بجانبي طوال هذه السنوات ، لم يفز فيلم حزام الكويكبات ،ولكنه كان سعيدا لفوزي ، بحبك جدا يا ميشيل وشرف أمي انا بحبك !
شكرا لريهام ومنى حمدي زيدان على الأداء الاحترافي الرائع بفيلم حزام الكويكبات ، الأداء الذي جعلني أتردد كثيرا في تنفيذ الفيلم حتى لا يكون الصوت أقوى من الصورة وهذه حقيقة وليست مجاملة ، والموضوع كان أشبه بمسابقة صغيرة على الفيس بوك لاختيار أفضل الأصوات وهالني روعة الأداء من بين عشرات الأصوات المتطوعة للمشاركة بالفيلم ، ألف ألف شكر للجميع
هل نسيت أحدا ؟
عفوووووااااا
الساقية ولجنة التحكيم !
انا عاجز تماما عن الشكر
لا أجد ما أقوله سوى أن كل هؤلاء قد اشتركوا جميعا في اشعاري بسعادة لا توصف اليوم ، أشعر بالرضا ، أشعر بالتكريم من الجمهور ومن النقاد ومن صرح ثقافي بمستوى ساقية الصاوي . خلي عندك صوت .. خلا عندي أمل !
أحمدك يااااارب وأشكر فضلك أن حققت لي هذه الأمنية من خلال كل هؤلاء .
ألف حمد وألف شكر.