Total Pageviews

Sunday, February 21, 2010

حرق شغل كمان مرّة

بالرغم من كوني لا أمثل طرفا في هذا الموضوع ، إلا أنني لم أستطع السكوت عنه خاصة وأنه يتعلق بزملاء مهنة واحدة أكن لهم كل الإحترام والتقدير لهم ولفنهم وحتى وإن لم أتعامل بشكل شخصي مباشر مع بعضهم ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى تعلمون ثورتي الدائمة ضد كل صور الاستغلال والسرقة والنصب مهما اتخذت لها من مسميات أكثر لطافا وأسهل ابتلاعا ، لذا كان من الحتمي أن أكتب عن الموضوع وأدعم زملائي الفنانين لأن هذا اعتبره دوري أولا وأخيرا .

الموضوع باختصار يتعلق باعلان عن مستحضرات تجميل ( ميكياج ) من المفترض أن يذاع على قناة "ميلودي" ، العمل كان من خلال مكتب صغير وبأسعار لا تتناسب مطلقا مع المستوى الفني المتميز الذي ظهر به الإعلان فيما يتعلق بتصميم الشخصية والتحريك خاصة وأنا اتحدث عن فنانين لهم وجودهم الحقيقي وخبرتهم الكبيرة في سوق الرسوم المتحركة وسبق أن اثبتوا دورهم المتميز بهذا المجال من خلال العديد من الأعمال الناجحة التي شاركوا فيها . وأتحدث تحديدا عن سارة سمير مصممة شخصية الإعلان ، وعن المحركين "سمر جمال" و "مصطفى عشري" و "أميرة مصطفى" وكلهم أسماء معروفة تماما داخل الوسط ومعروف مستواهم الفني جيدا .

بعد تنفيذ أعمال الرسم والتحريك بدأ صاحب المكتب في التدخل بالتفاصيل الفنية للعمل وبشكل فج ، الأمر الذي اعتبره من وجهة نظري الشخصية تعديا للحدود وتطاولا على الفنان واهدارا لقيمة إبداعه إذا علمنا أن هذا التدخل لم يكن من شخص متخصص بأعمال التحريك ، وبالرغم من أنني لو كنت بهذا الموقف لرفضت تماما إجراء أية تعديلات على العمل ، إلا أن زملائي وافقوا ، وقاموا بالفعل بتنفيذ العديد من التعديلات ، وفي النهاية ــ وكما هو متوقع ــ لم يعجب العمل النهائي صاحب المكتب ، هذا بعد أن حصل بالفعل على تصميم الشخصية وعلى ملفات التحريك وبالتالي أصبح بإمكانه في هذه الحالة ــ كما أرى ــ استخدام هذه الأعمال والاستعانة بمحركين آخرين لإتمام العمل بعد أن تم انجاز الجزء الأهم والأصعب منه (مجانا) دون مقابل مادي من أي نوع .

هذا التناصح ــ إذا تحدثنا عن الموقف بنوع من اللباقة ، أو "النصب" إذا أردنا تناول الأمر بموضوعية ــ أصبح الحال السائد للعديد من المكاتب والشركات التي ساهمت في انهيار مجال الرسوم المتحركة بمصر ، "الفهلوة" وشغل "التلت ورقات" الذي طال هذا المجال ايضا لينضم إلى قائمة طويلة من المجالات الفنية المنهارة تباعا يوما بعد يوم .

التعامل مع فنانين على هذا القدر من الموهبة والخبرة بهذا الشكل المهين والمهدر لقيمتهم وقيمة اعمالهم ماديا وأدبيا ، وعلى هذا النحو المستمر والمتكرر وهذه الصورة الفجة وهذا القدر من الصفاقة أصبح من المستحيل السكوت عليه ، فإذا كان المجال على حافة الإنهيار أو قد انهار بالفعل في مصر فعلى الأقل من حقنا ان ندافع عن أنفسنا كفنانين قدموا ولا يزالون يقدمون الكثير للمشاهد العربي من المحيط للخليج ، من هذا المنطلق كان على أن أعلن تأييدي الكامل لزملائي وتضامني مع موقفهم ضد هذا السخف .

ولأن الشخصية وأعمال التحريك لم يحصل عليها صاحب المكتب بشكل قانوني ولم يدفع للحصول عليها مقابل مادي من أي نوع وجب هنا إهدار حقوق الملكية لها بنشر رسوم الشخصية واستخدامها كمادة متميزة لأعمال كارتونية مجانية تعرض على شبكة الإنترنت ، فبالرغم من أن ذلك لن يعطي الفنان حقه بالطبع إلا أنه كافي لـ "حرق" الأعمال بحيث لا يمكن استخدامها في أية اعلانات تجارية من أي نوع ، ويسعدني استكمال أعمال التحريك لزملائي الفنانين للمساهمة في ذلك بصفتي مركب ومونتير ومخرج رسوم متحركة .

د. أشرف حمدي
رسام الكاريكاتير



Tuesday, February 16, 2010

الفن والأداة


سكتش لكاريكاتير نشر في موقع مصراوي دوت كوم
مرسوم على تابليت
GENIUS GPEN 4500

المزيد من الكلام الفارغ لأنه مجرد كلام ، ولكن على الأقل أحاول تسكين آلام ضميري ، هكذا أحاول أن أبدو ، ولكن إن توخينا الدقة والواقعية فأنا فقط أقول شوية كلام محشورين في زوري قبل أن أصاب بسكتة دماغية أو فقع مرارة .

ما رأيكم في العبارتين التاليتين على سبيل المثال ؟
مطلوب مصمم فوتوشوب ، مطلوب فنان جرافيك
هناك فارق السماء والأرض بين العبارتين .
العبارة الأولى يقصد بها في لغة اعلانات الوظائف الشخص الذي يجيد العمل على الفوتوشوب ، العبارة الثانية موجهة لمن لديه موهبة التصميم أو الرسم وهي غير مطلوبة اساسا !
هذا شيء وهذا شيئ آخر تماما ، العمل على الفوتوشوب لا يحتاج إلى أي موهبة من أي نوع ، يمكنني أن أعلم أي شخص العمل على هذا البرنامج ، يمكنه أن يحفظ جميع الاختصارات ، يمكنه أن يستخدم جميع أدوات البرنامج وكل عناصر قوائمه بل ويتفوق على أعظم الفنانين موهبة وخبرة ، ولكن التصميم والرسم موهبة لا يمكن تعلمها ولكنها فقط قابلة للتطوير .
هذا هو الفرق بين الأديب والجميّع ، كلاهما يستخدم برنامج الوورد ، كلامها يجيد دق أزرار الكيبورد ولكن موهبة الكتابة لا علاقة لها بذلك .
كنت في البداية أندهش ممن يحصلون على شهادات معتدمة في برنامج مثل الفاينال كت مثلا وهو مختص بعمل المونتاج الرقمي ، ما الذي تعنيه هذه الشهادة ؟ المونتاج شيء وتنفيذ المونتاج على الفينال كت شيء آخر ، لابد وأن تكون مونتير حقيقي ولو بالفطرة ، لابد وان تدرس فن المونتاج أولا بغض النظر عن أداة المونتاج حتى وإن كانت الميفيولا ، كيف تدرس الفاينال كت وانت لا تعرف الفرق بين اللقطة والمشهد مثلا ، ما هو مفهومك عن التوقيت ؟ ما هو استخدام المزج أو الديزولف ؟ كم عدد اللقطات في الثانية الواحدة لنظام البال ، ما هي النتيجة الدرامية لقطع مباشر بين لقطة حفل زفاف ولقطة شخص يبكي في غرفة ، ما هو الايقاع المناسب لمشهد مطاردة ؟ باختصار شديد ، انت تعلمت كيف تقطع ، ولكن هل تعرف متى تقطع ؟ هذا هو فن المونتاج في كلمة واحدة ، متى ؟
المونتاج قبل كل شيء موهبة ، ثم دراسة ثقيلة الظل لفروع كثيرة منها الإخراج والسيناريو والتصوير والمونتاج نفسه ! ، بعد هذا يمكنك استخدام برنامج مثل بريمير أو فاينال كت أو أي برنامج كمجرد أداة ، تماما كالقلم ، أداة ، يمكن أن ترسم به لوحة عبقرية ويمكن أن تشخبط به ، العبرة بما أمكنك انتاجه لا كيف انتجته ولا بأية وسيلة أو أداة انتجته .
على الهامش أقول بأن التابليت ماهو إلا أداة كالقلم ، التابليت مجرد قلم الكتروني يوفر الكثير من الحبر والألوان والأوراق وفي النهاية هو قلم ، يعطيك نفس احساس القلم ونفس حساسية الضغط وبعض الأنواع منه تستجيب لدرجة ميل القلم على اللوحة ، إذا كنت لا تجيد الرسم بالقلم العادي فلن يضيف التابليت لك أي شيء جديد .

سكتش لبورتريه نشر على موقع ماشي دوت كوم تضامنا مع المدون وائل عباس
أو كما أحب أن أسميه : شيخ المدونين
GENIUS GPEN 4500

أقول كنت في البداية اندهش ، لأنني اكتشفت أن سوق العمل بالفعل لا يفرق مثلا بين المونتير وبين من يجيد العمل على برنامج بريمير
كلاهما واحد
وهذه بداية الكارثة ، أو ربما نهايتها .
آلاف المصممين الآن لا يجيدون التصميم بل لا علاقة لهم بالتصميم .
يمكنني التفريق بسهولة بين موقع عربي وآخر أجنبي بمجرد أن اشاهد التصميم والألوان .
مصمم الموقع أو المنتدى العربي يظن أنه فرح بلدي يحتاج إلى طبل ورقص وزمامير ، تطبيقات فلاش في كل مكان ، أصوات مزعجة ، ألوان صارخة ، تأثيرات لا يوجد أي منطق أو جدوى من استخدامها ، صفحات ثقيلة للغاية بطيئة التحميل ، إزعاج بصري وصوتي بكل صوره الممكنة والغير ممكنة بل ومستحيلة الامكان أيضا !.
الكل الآن يجيد الفوتوشوب إذن الكل يجيد التصميم ، الكل يجيد استخدام السماعة الطبية إذن الجميع أطباء ، من حصل على شهادة في برنامج ثري دي ماكس إذن فهو مصمم ومحرك ، أي شهادة تلك في ثري دي ماكس والبرنامج أساسا يشتمل على عدد كبير من التخصصات المختلفة
Modeling
Texturing
Lighting
Rigging
Animating
وغيرها

فريق عمل لعبة أمير فارس قرأت به ستة عشر اسما في تخصص واحد
Camera specialist
هل تتصورون هذا ؟ ستة عشر خبير كاميرا ، لا دور لهم سوى اختيار زوايا التصوير

كل مجال مما سبق موهبة في حد ذاتها ودراسة مستقلة ، كيف نقرأ اعلان يقول : .... ويجيد العمل علي ثري دي ماكس ؟ أي عمل هذا ؟ عمل الحمام محشي الفريك مثلا ؟

لا أستبعد يوما نقرأ فيه : مطلوب كهربائي للعمل على كمبيوتر بنك ، وأهو كله بيشتغل بالكهربا


Sunday, February 07, 2010

بلوك نوت 2

إضغط على الصورة للتكبير

Monday, February 01, 2010

حرق شغل


اسميها حرق شغل ، بمعنى إهدار حقوق الملكية بحيث لا تعد ملكا لأحد وهو ما ألجأ إليه حينما يتم إهدار مجهودي في رسم كاريكاتير أو قصص مصورة أو أي عمل فني ثم يقول العميل : لا والله مش عاجبني مش زي مانا كنت عايز ، انا ماكنتش متخيلها كده .

خلاص يا سيدي حقك عليا واتفضل القلم ارسم انت بدالي اللي بيدور في خيالك .

المصيبة أنك لو استطعت بالفعل ان تدخل في خياله وترى ما يدور هناك بعينك لترسمه لوجدت كوارث بصرية ، هكذا يكون الخيال المريض كأفضل ما يكون .


حينما تختار أشرف حمدي ليرسم لك شيئا فأنت لابد وأن تكون قد رأيت أعمالا له من قبل فأعجبتك فاتصلت به ليعطيك رسومه في مقابل مادي متفق عليه ، المقابل المادي هو أجر الفنان الذي رسم وليس سعر اللوحة وهو مالا يريد أحد أن يفهمه . حينما تشتري كوز ذرة فمن حقك أن تعيب على البائع ، الكوز صغير الكوز محروق الكوز بايظ هذا حقك لأنك تشتري كوز الذرة بالفعل ، في الفن أنت لا تشتري ولكن تدفع أجر الفنان ليقدم اعماله الفنية لك انت وحدك لتتكسب انت منها او تحتفظ بها أو تستغلها تجاريا ، بمعني أن الفنان يبدع " بمزاجه " ، يمارس فنه كما يمارسه وكما استمر يمارسه منذ عشر سنوات فلا يوجد فن تفصيل أو لوحة وفقا لمزاج العميل ، تعبير الفن التطبيقي هذا خاطيء أساسا ، اسمه نحت تطبيقي ، رسم تطبيقي ، نقش تطبيقي ، حفر تطبيقي ، أي شيء إلا كلمة فن هذه ، فالفن لا يمكن بأية حال أن تطوعه وفقا لمزاج العميل ، ماذا لو أن العميل لديه عمى ألوان فما ذنبي أنا أرسم أشياء انا لا أقبلها ؟ لهذا مهما كان العائد المادي كبيرا فأنا أرفض هذه النوعية من العمل تماما ، خاصة حينما يصل الأمر إلى توجيهات خاصة بتكنيك الرسم نفسه ، هذا أقبله حينما أعمل في مجلة رئيس تحريرها فنان ويعود علي أنا بالخبرة أما العميل فليذهب إلى شركة دعاية وإعلان لا إلى فنان .

هذه الأعمال ليست من أفكاري وهي تثبت النظرية القائلة بأن فنان الكاريكاتير كيان مستقل بذاته لا يصح تزويده بأفكار من أي شخص ، ومازلت أرى أن مصطفى حسين وأحمد رجب هما الاستثناء الوحيد لأنهما متناغمان تماما وكلاهما يعرف قدر الآخر وربما كانا الاستثناء الذي يثبت القاعدة.

تحياتي


Counter