Total Pageviews

Sunday, November 30, 2008

الاستبحس ومسألة السكس


تفضلوا هذه الرسالة التي وصلتني على صندوق بريدي الإلكتروني :
مصر بلا مواقع جنسية
السيد رئيس الجمهوريه / محمد حسني مباركالسيد رئيس الوزراء / احمد نظيف
لاننا نثق فى شخصكم الكريم ونثق فى انكم تسعون دوما للافضل خاصة فيما يتعلق بتقنية وتكنولوجيا المعلومات فنحن نتوجه لسيادتك كى تستجيب لرغبة الالاف من الاباء والامهات والشباب والبنات كى تُصدر قرار بحجب المواقع الاباحية على الانترنت وحجب خطرها عن آلاف الشباب الذين يتعرضون له يوميا بل وصل الى الاطفال ايضا الذين قد تصلهم صدفه او من صديق سوءوقد تصلهم فى لحظة ضعف او من باب الفضول وحب التجربة الانترنت متاح للجميع الان وبدون تكاليف تذكر وهذا انجاز يحسب لسيادتكم لكنه للاسف هذا الانجاز الرائع على وشك ان يكون وسلة لتدمير شبابنا واطفالنا ليس خافيا على سيادتكم ان حجب المواقع الجنسية قد تم تطبيقة بالفعل فى دول عربية كثيرة ولكن الى الان لم يتم تطبيقة فى اكبر الدول العربية وهى مصرنا الحبيبة فهل يوجد فى مصر سبب منطقى واحد يستدعى عدم حجب تلك المواقع ؟؟ ان كان هناك سبب قوى فنود ان نعرفه وان لم يكن هناك سبب فلما لا يتم غلقها ؟؟؟لو حبينا نتكلم مع حضراتكم بالعامية المصرية فهنقول ان المواقع دى خربت عقول وبيوت واخلاق ناس كثير جدا جدا الدليل واضح لو حضرتك بصيت فى كم قضايا الطلاق فى المحاكم هتلاقى ان السبب الخفى ليها عدم اقتناع الزوج وزوجتة ببعضنتيجة لما يشاهدوة فى تلك الافلام الرخيصة من خرافات مبالغ فيها مما يسبب انهيار زواجهم وبالتالى تفكك الاسرة تفكك الاسرة يعنى اطفال بتضيع وبتتحول اما لحرامية او تجار مخدرات او متعاطين للمخدرات او شاب محبط بسبب عدم قدرتة على الجواز فهيتحول اما لمرتشى او قاتل او او او ولان الشباب هم اهم دعائم المستقبل على الاطلاق والى بانهيارهم هتنهار مصر بل ممكن تختفى اساسافحضرتك ممكن تتخيل كم الخسارة المهولة الى بنتعرض لها بسبب ان المواقع دى مفتوحة فى بلدنا المشكلة الحقيقية ان فيه ناس كانت محترمة جدا والصدفة وحدها قادتهم للمواقع دى واتبدل حالهم للقاع

في البداية : هل هذه صيغة خطاب يوجّه لرئيس الجمهورية ؟ لو حضرت بصيت ، ولو حبينا نتكلم بالعامية ، وخربت عقول وبيوت ، وهتلاقي ، وممكن تتخيل ، ومش ناقص غير كرسيين على قهوة ونقعد نشد شيشة كمان ويمكن نلعب طاولة بالمرّة .

وبهذا الخطاب الكاريكاتوري الساذج والأهطل كان لابد من نشر تدوينة كنت أفكر في كتابتها منذ فترة ، وهي عن مسألة الرقابة .
بإختصار أنت رقيب نفسك ، الامر أبسط مما يتخيله عقل طفل في العاشرة ، ما كل هذا الصراخ الفارغ والنعيق والنحيب سواء على الفضائيات أو الإنترنت أو الصحف وحتى مجلس الشعب الذي ترك كل قضايا الوطن وبدأ يناقش الأفلام والمسلسلات والملصقات ، عضو مجلس الشعب اللي انتخبه الشعب فرضيا يعني سايب مشاكل الشعب وقاعد يتفرج على فيلم سكس طول الليل عشان يصحى الصبح يناقش الفيلم في المجلس ويقول كان فيه كام بوسة وكام حضن اإيه اللي بان إيه اللي مابنش . ايه والنبي ده ؟
محامي آخر لا دور له إلا أن يرفع دعوة قضائية على المطربة أم صدر كبير عشان بتتحرش بيه جنسيا على الشاشة بصدرها ، وانت فتحت التليفزيون على المحطة بتاعتها ليه ؟ ، وهؤلاء المعاتيه يريدون ارسال هذا الخطاب الأهطل لحجب المواقع الجنسية ، لأ وايه مكتوب بالعامية .
نأتي لنفس الإشكالية المملة والسخيفة : هو انت شايف إن التحضر يعني العري
لأ والله ، أنا شايف إن التحضر يعني مقاطعة العري لو كان هذا لا يتفق معك كمواطن لديه أخلاقيات معينة ومباديء معينة ، الأمر بسيط جدا ، لو وجدت أن الفيلم الفلاني يختلف مع معتقادك الدينية أو الأخلاقية أو الانسانية لا تدخله ، وغيرك لن يدخله ممن لهم نفس المعتقدات ، وبالتالي يخسر الفيلم ويسقط بعد أول يوم عرض ويتم رفعه من السينمات ويجلس المنتج زي خيبتها في البيت يقشر بصل . أما الصراخ والعويل وطلبات الإحاطة فهي دعاية مجانية لا يحلم بها المنتج ولم تكن لتخطر له على بال وبالتالي تزداد مكاسبه من الإقبال الجماهيري على الفيلم الذي يطالبون بمنعه ، أما أدخل أشوف عاوزين يمنعوه ليه ، أو على غرار : ده شكله فيلم سكس جامد مادام عاوزين يمنعوه كده ، وتدخل الفيلم فلا تجد به قصة ولا مناظر حتى .
الأفلام في الخارج تخضع لتصنيف عمري شديد الصرامة ، مثلا أنظروا لهذا الفيلم
american pie
ماذا تقراون في التصنيف ؟
R for strong sexuality, crude sexual dialogue, language and drinking, all involving teens.

وماذا عن التصنيف نفسه ومعناه وتفاصيله ؟ أنظروا هذه الوصلة

لماذا أتحدث عن التحضر هنا ؟ لأن هذه الشعوب اختارت لنفسها الحرية ، حرية الرفض وحرية القبول بإعتبار أن أفراد الشعب ناضجين فكريا وثقافيا ، وليسوا مراهقين يحتاجون ماما الحكومة في إرشادهم أو حجب ما يضرهم وتقديم ما ينفعهم في ببرونة ، ومن لا يستطع السيطرة على أطفاله وأبنائه المراهقين فهي مشكلته ، لو أنا إبني متربي كويس مش حيشوف حاجة من دي من غير ما أعمل عليه رقيب بعد سن معين ، لو مش متربي كويس بقى والله لو حبسته في قفص حيشوف وحيتفرج وحيعمل كمان .
دخول السينمات بالبطاقة الشخصية ، ايه المانع ؟
هل هذه دعوة للعري ولنشر ثقافة الأفلام الإباحية ؟ إطلاقا
مين قال ؟ ما قيمة دينك وأخلاقك طالما أنك مسلوب الإرادة تجاه الحرام أو العيب . وما قيمة أن أمنع كل ما هو حرام وعيب بما يتفق مع كل وجهات النظر المختلفة حول تعريف الحرام والعيب ؟ أي منع كل شيء تقريبا بالمناسبة ، ما قيمتي كإنسان له حق الرفض والمقاطعة طالما ان كل حرام وعيب مش موجود أساسا عشان أرفضه وأبعد عنه ؟
ليه ربنا ما قطعش الشجرة المحرمة ؟ مش كان أسهل ؟ أعتقد والله أعلم أن القيمة هنا في تعليم الإنسان مبدأ الإرادة ، هذه الشجرة محرمة ، ولو أكلت منها فستضر نفسك ، سيدنا آدم لم يقطع الشجرة ويريح باله ، ولكنه خاض هذا الصراع الذي صنع منه انسايته حتى بعد أن اخطأ وأكل منها . ونحن جميعا نحاول كبشر ان نتعلم من الخطأ وان نجتنب الشجرة المحرمة .

هي دعوة للنضج ، أن يصبح لديك إرادة ، أن يكون الموقع الجنسي أمامك ولا يحتاج سوى لنقرة بالماوس وترفض دخوله ، أن يكون الفيلم الخليع أمامك وترفض مشاهدته ، من يجبرك على دفع عشرين جنيه لتشاهد فيلم منحط غير أخلاقي ؟ غرائزك التي لا تستطيع السيطرة عليها ؟ مراهقتك وأنت في سن الثلاثين مثلا؟

الدعوة إلى حجب المواقع الجنسية في مصر لا علاقة لها بمسألة البورنو ، الموضوع أخطر من ذلك بكثير ، هذا الفعل يشير إلى طريقة تفكير المجتمع المتردية ، يشتير إلى عدم نضج كامل ، يشير إلى غباء جسيم في أن أطلب من الحكومة المنع والحجب أكثر مما هو ممنوع ومحجوب أصلا إقتداء بدول قمعية متخلفة تعاني من الكبت والشذوذ الجنسي ، أن أفتح الباب لحجب المدونات فيما بعد وحجب الفيس بوك وحجب المواقع الإخبارية المعارضة بحجة انها غير أخلاقية ، اليوم حجب السكس وغدا حجب كل شيء بدعوى أنه مفسدة للمجتمع الفاسد أساسا .
هل نسميه استبحس ؟ أم أن لديه اسما آخر أكثر جدية ؟ إزدواجية ممكن ؟ تناقض ؟ جهل ؟ أم خليط من كل هذا؟

طب أقولكم ، تعالوا نلعب لعبة ظريفة ، جميع من يدخل مدونتي من الراشدين ، هذا على حد علمي ، الوصلة التالية بها صورة جنسية فاضحة ومثيرة
، لا ، لن أضعها في صدر المدونة ، لديكم الحرية الكاملة والإرادة الكاملة في الدخول لمشاهدة الصورة أو عدم الدخول ، يا ترى كام واحد حيدخل ويشتمني ؟ ها ؟؟؟ طب دخلت ليه وانا بقولك إنها فاضحة وعارية وفاسقة وهذا لا يتفق مع أخلاقك ودينك ؟
اللي يدخل يقوللي بس ياريت ما يوصفش الصورة عشان أعرف انشر التعليق أمام الرافضين للصورة .
اتفقنا ؟

Saturday, November 29, 2008

قتل الإبداع


لا ، لأن أكون سوداويا بنفس الطريقة المعتادة ، هذا لن يمنع ان أكون سوداويا أيضا هذه المرة ولكن بطريقة أخرى ، إيجابية أكثر ربما ، أو يمكن أن نقول أنها بجانب ما تحمله من إحباط فهي تحوي أيضا جانبا من الأمل على الأقل في كونها تذكر نماذج أتمنى أن أرى مثلها في مصر ، ولن أطيل عليكم .
قتل الابداع هو المنهج السائد حاليا في مصر ، ولا شك في هذا على ما أعتقد ، ففي ظل هذا المناخ الفاسد أصبح من النادر ظهور فنانين حقيقيين في أي مجال ، وتحول الفن إلى سلعة رخيصة تدر أرباحا لحظية وينتهي بها المطاف سريعا بسلة المهملات ، وأعتقد أن الظهور الأول لهذا النوع من الفن الرخيص بمجال الموسيقى على سبيل المثال كان مع أغنية لولاكي التي رجّت مصر كلها في فترة من الفترات وسرعان ما انتهت هي ومطربها بعد نجاح لم تشهده أغنية في مصر خلال المائة عام الأخيرة ، هل يذكرها أحد الآن ؟ أنا سامع واحد بيقول يااااه انت لسة فاكر ؟ هذا هو ما أقصده بتعبير الفن الرخيص .
وكذلك السينما ، والأدب ، وباقي الفنون المنهارة بدرجات متفاوتة .
والأسباب معروفة لنا جميعا .
مجموعة المعلمين والتجار الجهلة الذين أصبحوا منتجين فطبعوا على الفن من ثقافتهم الضحلة أو المنعدمة وأصبح كل همهم الحصول على مكاسب مادية سريعة ومضمونة بغض النظر عن أية اعتبارت أخرى سواء فنية أو غير فنية حتى .
والمجتمع الذي أصبح يلهث وراء لقمة العيش ولم يعد له من الترف أن يسمع أغنية أو يشاهد فيلما أو يقرأ رواية أو يتأمل لوحة فنية ، وبالتالي أصبح الفن بالنسبة له سلعة أيضا ، مثل علكة بطعم الفواكه الصناعي يمضغها ويبصقها سريعا فور أن يمتص ما بها من سكر .
بالإضافة إلى دعوى تحريم الفن بكل أنواعه طبعا كمساهمة أخرى في إنهيار الفن في مصر .
الأمر لا يحتاج فقط إلى صحوة فكرية وإنما اقتصادية وسياسية وأخلاقية وإجتماعية وربما نفسية أيضا .
ولكن هل المناخ الحالي لا أمل فيه في مسألة إعادة إحياء الفن الحقيقي وسط كل هذا السخف ؟ هناك أمل بالطبع ، ويمكن المراهنة على وعي المتلقى المغيب لسنوات طويلة وإحساسه الذي تبلّد . ولكن المشكلة هنا تبقى بالمنتج المعلّم والتاجر الجاهل ، ملايين الجنيهات يملكونها ولكنها توجّه فقط للفن الرخيص حصريا ولن تجد أي منهم على استعداد لخوض تجربة فنية حقيقية تساهم في بناء هذا المجتمع والإرتقاء بذوقه الذي فسد ، فبدلا من ذلك أصبح الأمر كله مجرد مقادير في طبخة وجبة سريعة لا قيمة لها .
السينما ليست صناعة ، وأكره مقولة صناعة السينما ، السينما من وجهة نظري فن خالص بحت أثناء الكتابة والتمثيل والإخراج ، بعد الانتهاء من الفيلم تماما يصبح الفيلم صناعة سلعة بالنسبة للمنتج ، فيبدأ في ترويج هذه السلعة واستخدام مهاراته التجارية في الحصول على عائد مادي منها . أما لو اعتبرنا السينما صناعة منذ البداية فسيتم طبخ السيناريو ووضع البهارات التمثيلية والإخراجية ، مشهد بالبيكيني وغرفة نوم وأغنية سخيفة وإفيه سمج ومغزى جنسي رخيص ، اضربهم في الخلاط يخرج لك فيلم الموسم .
لن أطيل عليكم أكثر ، ولكن لفترة طويلة وأنا شغوف بمتابعة عشرات النماذج الغربية التي أتمنى أن أشهد تحقيق مثال واحد منها في مصر ، وإاليكم بعضها :
سلسلة أفلام المنشار أو صوو ، هي في الأصل فيلم قصير مدة لا تزيد عن عشر دقائق قام بانتاجه مجموعة من الشباب بامكانيات متواضعة ولكن على مستوى ابداعي مبهر ، الآن صدر الجزء الخامس من الفيلم .
سلسلة روايات هاري بوتر لمؤلفتها التي كانت هي التجربة الأولى لها في الكتابة وكانت تعاني من أزمات كثيرة في حياتها ، حينما وجدت الناشر المتحمس أصبحت أغنى كاتبة في التاريخ وترجمت أعمالها إلى كل لغات العالم تقريبا وتحولت إلى سلسلة أفلام لا تزال تدر عائد فلكي لها .
برنامج آي سي كيو ، مجموعة من الموظفين الاسرائيليين كانوا يعملون في شركة تمنعم من استخدام برامج المحادثة الفورية فقاموا بتصميم برنامج يتيح لهم المحادثة خلسة فيما بينهم ، بعد سنوات قليلة قامت إحدى الشركات بشراء البرنامج ليصبح واحدا من أهم برامج المحادثة لسنوات طويلة .
شركة جوجل بدأت من جراش
مصمم شبكة الفيس بوك الاجتماعية ، مجرد شاب مثلي ومثلك ، وكان الامر مجرد لعب عيال في الجامعة .
مصمم شخصية شريك الكرتونية ، وهو طفل أو طفلة لا أذكر قام برسم وجه شريك أثناء رحلة مدرسية للشركة المنتجة لأفلام الكرتون .
وبالطبع كلنا نعلم قصة بيل جيتس
إذن ما هي المشكلة ؟؟؟ هل المشكلة في مسألة تبني المواهب والصرف عليها وتحويلها من مجرد أوراق حبيسة الأدراج وأفكار حبيسة العقول إلى أعمال فنية تدر مليارات الدولارات ؟ هل هي مشكلة متلقي ؟ مشكلة المنتجين البهائم ؟ مشكلة دولة بأكملها ؟
على الجانب الآخر مجموعة من الشباب قاموا بانتاج فيلم بلا تكلفة تقريبا اسمه رجال لا تعرف المستحيل ، أروع فيلم كوميدي شاهدته في حياتي ، وانتشر على أجهزة الكمبيوتر وعلى الانترنت ، وبعد سنوات طويلة تحمس أحد المنتجين وأستخدمهم في فيلم ورقة شفرة ، والذي فشل فشلا زريعا على ما أعتقد ، ما السبب ؟ اعتقد ان السبب هو غياب المنتج ، المنتج الغربي يستطيع أن يعمل من الفسيخ شربات ، والمنتج المصري أو العربي يصنع من الشربات فسيخ أو يدلق الشربات في البلاعة وخلاص ماهو مش عارف قيمته .
تفتكروا فيه أمل نبدأ من حاجة صغيرة لحاجات كبيرة ؟

Tuesday, November 25, 2008

عن الرعب نتحدث

التدوينة هذه المرة غريبة بعض الشيء ، هي ليست تاج بالمعنى المتعارف عليه ولكنها واحدة من التدوينات التي تكتبوها معي .
ماهي هي أكثر الأفكار إرعابا لكم ؟ لا أقصد ماهي الأشياء المرعبة ولكن الأفكار المرعبة ، ربما أشياء حدثت أو تحدث بالفعل من حين لآخر أو تخشون أن تحدث مستقبلا أو تتوقعون حدوثها وتستعدون لذلك ، لا أدرى السبب في اختيار هذا الموضوع الغريب ولكنها ستكون مادة جيدة لمن يريد كتابة قصص الرعب من خلال التعرّف على مكامن الرعب عند الآخرين ، أذكر أن دكتور أحمد خالد توفيق قال لي بأن أكثر فكرة إرعابا له شخصيا هي فكرة وجود كاميرا تسجّل ما يحدث في منزله أثناء غيابه ، ترى ماذا سيرى عندما يعود ويعرض الشريط ؟ وقد استخدم هذه الفكرة في العدد العاشر من ما وراء الطبيعة بعنوان حلقة الرعب . عموما دعوني أبدأ وستفهمون ما أقصد :

أكثر عشرة أفكار مرعبة بالنسبة لي

أن أمر على شقتي المطلة على الشارع الرئيسي وأنظر إلى شرفتي فأجد شخصا ما واقفا بها مع العلم بأنني لم أترك بها كائنا حيا سوى صرصار الليل الذي في المطبخ ، وقد أغلقت الباب جيدا ورائي ، الأمر الأكثر إرعابا أن أرى نفسي واقفا في الشرفة ! أو أن أتصل بمنزلي من الخارج ويرد علي من له مثل صوتي قائلا : انا أشرف حمدي مين معايا ؟! حدث لي هذا الأمر بالفعل على برنامج المحادثة ميسنجر وكان صديق لي يتقمص شخصيتي بمهارة ويحادثني باعتباره أنا مستخدما صورتي وأسلوبي في الحديث ومعلومات شخصية كنت أظن أنني الوحيد الذي يعرفها ، كدت أموت بالسكتة القلبية وقتها ( مثلوفوبيا )

أثناء استحمامي ، ويدخل الصابون بعيني فيحرقها ، فأعجز عن الرؤية للحظات ، هكذا أصبح بلبوصا أعمى ، فكرة قاسية جدا ، تشعرني بالعجز التام لو دخل البيت لصا وكنت أنا بهذه الحالة ، وعلى هذا القدر المخجل من الضعف ، فضلا عن إحتمالية أن أسقط على جدور رقبتي متزحلقا في الصابونة فأموت على هذا الوضع المسخرة. (بلبوصوفوبيا)

بعد أن أكون قد أنتهيت من قضاء حاجتي جالسا على المرحاض وأكتشف أن المياه مقطوعة ولايوجد ورق تواليت ( متعاصوفوبيا)

حينما أتقلّب على الفراش ليلا ويلعب الظلام لعبته مع المروحة التوشيبا العمودية لتبدو كشخص واقف خاصة وأنها تنظر إلي اليمين وإلى اليسار طوال الوقت (توشيبافوبيا)

أن أستيقظ ليلا أثناء إنقطاع التيار الكهربي وأظن أنني قد أصبت بالعمى ، دائما أصرخ : مش شاااااايف ، أنا إتعمييييييييت ، إلحقوناااااااااي (عينوفوبيا)

أن يتحقق الكابوس الذي رأيته أثناء نومي في ليلة صيف حارة حينما كان إبني في الشهر السادس تقريبا ونطق قائلا : أنا مش عمرو يا عم إنت ، أنا اسمي عبمتجلّي وعاوز أرّوح لمراتي وعيالي ، أنا لا أؤمن مطلقا بتناسخ الأرواح ولكنه كان كابوسا لن أنساه (عبمتجللي فوبيا)

الرسوب في الإمتحان ، كل يوم أحلم بأنني في ليلة امتحان ولا أعرف أي شيء عن المادة ، يراودني الحلم دائما خاصة طوال فترة الصيف ، وحتى بعد تخرجي بثلاثة أعوام كاملة (إمتحانوفوبيا)

سقوط أسناني ، وهو من أبشع الأفكار المرعبة التي تسيطر علي من حين لآخر (سنانوفوبيا)

أن يحكم مصر مجموعة من الوهابيين أو السلفيين أو الإرهابيين أيا كان نوعهم أو تصنيفهم وأجد نفسي مجبرا على ارتداء الجلباب وعدم سماع الموسيقى والتوقف عن ممارسة الرسم باعتباره شركا بالله ومن ثم أجلد في ميدان عام بتهمة ممارسة الفن (إرهابوفوبيا)

أن أموت قبل أن أحقق أيا من أحلامي البسيطة (إبقى قابلني فوبيا)

الآن حان دوركم في البوح بالأفكار الأكثر إرعابا لكم من خلال التعليقات ، ليس بالضرورة أن تكون عشرة أفكار بالطبع ، تكفي فكرة واحدة أو أكثر .

Friday, November 21, 2008

عادة أو عبادة .. مافيش فايدة


النقاب عادة وليس عبادة
هذا هو اسم الكتاب الذي سيتم توزيعه قريبا على المساجد وفقا لما صرّح به محمد حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ، وكما جاء في تصريحه أنه لن يسمح مطلقا بنشر ثقافة النقاب بين السيدات في مصر .
لست بصدد التعليق على هذا التصريح وإنما على ردود الأفعال ، فمن خلال متابعتي التعليقات الخاصة بالخبر على موقع مصراوي على سبيل المثال أكتشفت أمرا في غاية الخطورة ، للوهلة الأولى ظننت أنني أخطأت الموقع وقد قادني محرك البحث جوجل اللعين إلى صفحة من موقع أفغاني مثلا .
ما هذا ؟ كل هذا الكم من الشتائم والاتهامات والسخف والغباء والجهل والهطل والتخلّف ؟! من قام بتكفير الوزير ومن اتهمه بالترويج للانحلال والفجور ومن سخر من اسمه وأطلق عليه زقازيكو وزقزق وزقزوقة المزقزقة ، ومن دعى عليه بالشواء في نار جهنّم ، وو و و ، المصيبة أن جميع التعليقات تدور حول نفس الفكرة الغبيّة ، وحتى الآن لم اجد تعليقا واحدا يقول رأيا مخالفا .
مهزلة ومسخرة بكل المقاييس ولكها تؤكد أمرا واحدا ، لقد وصلنا إلى مرحلة من التخلّف لم يعد بالإمكان مواجهتها بالنقاش في الصحف والبرامج التليفزيونية والكتب والمدونات الخ ، حتى هذه التدوينة التي أكتبها الآن لا قيمة لها أصلا سوى أن أعلن رأيي غير آمل في تغيير أي شيء او إقناع أي شخص .
رحم الله مصر التي لم تكن بها بنت أو سيدة واحدة محجبة او منقبة وكنا في قمّة التحضر والرقي ، كان الناس لا يزال لديهم بعض الذوق والإحترام والأخلاق والأدب .
والآن بعدما أصبحت السفالة سمة سائدة في كل جوانب حياتنا في الشارع وفي العمل وخلف الأبواب المغلقة نتكلم عن النقاب باعتباره رمز العفّة والطهارة كما جاء على لسان أحد المعلقين على الخبر ، عفّتك وطهارتك يا مصر أصبحت مجرد إيشارب أوخيمة سوداء تحوى بداخلها أفكارا أكثر سوادا وتخلّفا .
أفتح نافذة غرفتك وأنظر منها ، وقل لي ماذا ترى وماذا تسمع ؟ هذا هو الفسق والفجور الحقيقي وليس خلع النقاب هو الفجور ، بل أن أفجر الفجور أن ترتدي عاهرة ساقطة لا تساوي في نظري أو في نظر المجتمع تلاتة شلن هذا المدعو نقاب لتتستر على أفعالها ، هذا هو أفجر الفجور .
أفجر الفجور ان أعلق على هذا الخبر بالشتيمة والأباحة وقلة الأدب على أمل أن اكون بذلك حامي حمى الاسلام والفضيلة وأنا بي كل العبر .
هذا المجتمع أصبح يتحدث كثيرا عن الدين ، كثيرا جدا أكثر من أي فترة مضت ، وفي ذات الوقت وياللعجب يفعل عكس ما يقوله بالحرف ، يشتم من يقول أن النقاب عادة وليس عبادة ويتحرّش في ذات الوقت بالفتيات في الشارع بدعوى أنهن غير منتقبات ، يشتم كل من يحاول أن يخطو خطوة نحو التحضّر ويتهمه بالكفر والفسق والمجون بينما سيجارة الحشيش تتدلى من فمه ، يدعو للنقاب ونحن نعاني من مأساة أخلاقية في الأساس ، الأخلاق يا بشر التي هي قبل الدين ، وقد جاء النبي ليتمم مكارم الاخلاق التي كانت موجودة أصلا ! لو لم تكن هناك أخلاق لعبدة الأصنام لما كانت هناك أية جدوى من دين الإسلام ، لو كان الله غاضب على عبّاد الأصنام لنسفهم كما فعل مع قوم لوط ولكن يبدو انهم كانوا يتمتعون ببعض الأخلاق التي تسمح بنمو بذرة الدين ، كان لسة فيهم الرمق والأمل إن ربنا يهديهم.
نحن الآن أبشع من قوم لوط ، ونتحدّث عن الدين طوال الوقت دون أن نفكر مجرد التفكير في إماطة الأذى عن الطريق ولو بوضع طوبة بجانب الحائط ،هدمنا الحائط وألقينا بالطوبة على قطار لتكسر الزجاج وتقتل السائق ــ حادثة حقيقية بالمناسبة وتتكرر كثيرا ــ ثم جعلنا من النقاب أحد أهم مظاهر الاسلام إن لم يكن أهمها على الإطلاق ! يا سلام على التديّن يا سلام
أعجبني عمرو خالد حينما بدأ يتناول موضوعات مثل الإدمان ، هكذا أصبح آكثر واقعية ، وأصبحت دعوته ذات قيمة ، أما لو تحدّث عن الحجاب من الآن وحتى يوم الدين فالحال سيظل كما هو ، ما الفرق بين العاهرة المحجبة وغير المحجبة ؟ هل شعر العاهرة يصنع فارقا في المجتمع ؟ أن تصون فرجها أولا فهذا هو المراد . ولو استطاع رجال الدين ضمان أن يصون ولو تسعون بالمائة من شباب مصر رجالا ونساء فروجهم لكان هذا إنجازا كبيرا، بدلا من الحديث عن النقاب والحجاب .
الآن ... معظم البنات محجبات ، ما النتيجة ؟ هل شعر أحدكم بطفرة أخلاقية ؟
ربنا يحرمك يا مصر

Friday, November 14, 2008

مشاغبات كاريكاتورية

حينما سألني المذيع اللامع والمثقف شريف عبد الرحمن في برنامج مساءك سكر زيادة عما إذا كان قد حجب لي كاريكاتير أو تمت مصادرته من قبل ــ قالها وهو يغمز لي بالمناسبة ــ أجبت بأن ذلك لم يحدث !
لا انكر أنه في بعض الأحيان تحجب بعض الأعمال الكاريكاتورية ، ولكن في أي منها لم أشعر مطلقا بما يمكن أن نطلق عليه تحجيم حرية التعبير أو سقف الديموقراطية المنخفض أو أن جهة ما تريد قصقصة ريشي أو أنه قد تم حجب الكاريكاتير أو منعه أو مصادرته أو غير ذلك من تعبيرات ، والسبب أنني مؤمن تماما بأن لكل مكان خطوط حمراء لا يمكن تخطيها ، وهي أمور لا يجوز لأحد التدخل فيها بل يجب قبولها باحترام تام ، ولكن وفقا لمبدأ الأستاذ عمرو سليم ــ والذي أعمل به بمجال الكاريكاتير ــ فإنه يستوجب عليّ محاولة كسر هذا السقف وتعدى الخطوط الحمراء من حين لآخر كي تتسع مساحة الحرية وكي أظل مشتعلا طوال الوقت فلا يخبو لهب الأفكار ولكي يبقى سن قلمي حادا طوال الوقت ، هذه المرة حاولت تجاوز الخطوط الحمراء في كاريكاتير كان لابد من رسمه بغض النظر عن إمكانية نشره من عدمها ، لو لم أرسمه لأصبت بنوع من الاحتباس الكاريكاتوري وكان من الممكن أن يتسبب في مضاعفة ما أشعر به في الأساس من إحباطات عديدة .
هذا هو الكاريكاتير



في البداية فكرت أن أضع تعليقا على لسان الطبيب يقول : أحدٌ أحد
ميزة هذه الفكرة أنني أسطعت ان أعبّر بأقل عدد مكن من الكلمات عن فكرتي ، هذه العبارة كما تعلمون قالها بلال مؤذن الرسول أثناء تعذيبه على أيدي كفار قريش ، طبعا المعنى واضح !!!
عيب هذه الفكرة أنها ستواجه انتقادات كثيرة جدا نتيجة للفهم الخاطيء ، سيقال انني أسخر من أحد أهم رموز الاسلام وهذا غير صحيح بالطبع ، فالسخرية هنا من الجلاد .
فكرت في تغيير التعليق ليصبح كالتالي على لسان الطبيب أيضا : آدي جزاتنا أننا علمناكم العدّ والحساب
الفكرة هنا مقبولة ، وتتوافق مع قيام الجلاد بعد الجلدات كما في الرسم ، كما أنها حقيقة أيضا ، ولا أعتقد أن الأخوة السعوديين يمكنهم أن ينكروا فضل العلوم المصرية عليهم بدليل المليون وربع مصري العاملين بالسعودين ليس لجمال سواد عيونهم ولكن لان لديهم علم وخبرة وكفاءة غير موجودة هناك .
عيب الفكرة أنها تتعدى الخطوط الحمراء الخاصة بالناشر ، وهو شيء يجب إحترامه كما قلت ولا مجال للجدال فيه .
إذن ، فلأترك التعليق للقراء أنفسهم ، وهذا ما فعلته ، هكذا يمكنني أن أترك للقاريء مشكلة حرية التعبير ليحلها بنفسه ، وأخرج انا بكل خباثة من اللعبة بالكامل .
ولكن تم حذف الكاريكاتير أيضا
لم تكن دهشتي كبيرة ، فأنا أعلم أنني أتجاوز ، وأعلم أنني تعمدّت كسر القواعد ، واللوم عليّ بالطبع وليس للناشر .
ها أنا أنشر الكاريكاتير بمدونتي على مسئوليتي الخاصة تاركا لكم حرية التعليق .
تحياتي

Tuesday, November 11, 2008

أسود بسيط


يقال ــ وهذا على مسئولية الراوي ـ أن آخر ما قاله سعد زغلول قبل وفاته : غطيني يا صفية ، مافيش فايدة
منذ عدة أشهر وانا أقاوم شيطاني الرجيم الذي يوسوس لي أن أشتري خرطوشة حبر أسود للطابعة اتش بي نافثة الحبر، الخرطوشة القديمة أهملتها فجف الحبر داخلها وتلفت تماما ، أحتاج الطابعة لطباعة بروفة صفحات مشروع كتابي الأول كما أنها تنقذني عند الضرورة حينما أحتاج إلى تصوير بعض المستندات أو طباعة السيرة الذاتية أو أوراق خاصة بالعمل وغيرها، ذهبت لشارع العريش حيث أقرب منفذ بيع أحبار من منزلي وقررت شراء خرطوشة أصلية ، وفي المنزل اكتشفت أنها فارغة، آه والله ، فرغت الخرطوشة بعد أول مستند طبعته وكانت طباعته سيئة أيضا ، هرعت لأخرب بيت صاحب المحل وأخذت معي الصفحات شبه البيضاء التي طبعتها في اتهام صريح له بالنصب ، فقام بتجريب الخرطوشة وتأكد من صحة إتهامي ولكنه رفض فكرة أنها غير أصلية ، أقنعته أنها مزيفة بدليل العلامة المائية الرديئة التي تبدو ملفقة للغاية كما أن الطابعة لم تتعرف على الخرطوشة بإعتبارها أصلية بل أظهرت لي رسالة تؤكد غير ذلك ، المهم أعطاني خرطوشة مختلفة مكتوب عليها
HP 21b Simple Black
يا عم ايه حرف البي ده اللي بعد رقم واحد وعشرين ؟

بي يعني بلاك ، اسود يعني ؟
يا راجل ؟ ماهو ممكن بي يعني باد ، زفت يعني ، أو بي يعني بولز ، بيض يعني ، أو بي يعني بتستهبل ، بتستعبط يعني
لالالالا ، دي أصلي وعلى ضمانتي
طيب العلبة شكلها متغيّر ليه ؟
عادي يعني ، زي علب الزبادي كل يوم بيغيروا شكلها
طيب يعني اسود أسود بسيط دي ؟ هو الأسود فيه بسيط ومعقد ؟
جربها بس وحتدعيلي ، انت عارف انا مايهمنيش غير العميل ، والمفروض ما أرجعش الخرطوشة بس برضه مش مهم انا أخسر ، المهم العميل يكون مبسوط .

لم يكن هناك سوى ان أقبل هذه العبوة العجيبة ، والمكتوب عليها بالعربي : للبيع في مصر والمغرب ونيجيريا فقط
فإما أن ألبس الخازوق كاملا وأعود إلي بيتي بالخرطوشة الفارغة المزيفة ، وإما أن أقبل هذا العرض .
وحينما عدت أكتشفت انني لبست نصف خازوق ، حيث ان الأسود البسيط هو إصدار من خراطيش حبر اتش بي الإقتصادية المصنوعة من مواد معاد تصنيعها وتستخدم لأغراض اقتصادية بحتة ، وهي المرة الأولي في حياتي التي أرى فيها اللون الأسود البسيط وهو لون برازي رخيص مقرف ، أسود باهت إلى الرمادي أقرب وطباعة هي الأسوأ في عمر طابعتي مقارنة بأرخص أحبار الملء التي تحقن بها الخراطيش القديمة .
اتصلت به على الهاتف لأتأكد من سعر الأسود البسيط هذا ، وأكدت له أنني وجدتها على الإنترنت مقترنة بعبارة دعائية شهيرة : تباع بنصف ثمن الخرطوشة الأصلية ، وخلاصة المكالمة انني أكدت له لبسي للخازوق ليس أكثر وأعتقد أنه سعيد الان بذلك
.
قبل أن أذهب لشراء الخرطوشة بساعة واحدة كنت قد طلبت نصف كيلو كباب مشكل بأربعين جنيه ، مبلغ فادح وقاسي للغاية ولكني لاحظت الأنيميا التي أصبحت عليها انا وزوجتي فقررت في خطوة عنترية أن أساهم في معالجتها بهذه الطريقة .
كانت من المرات النادرة التي أتأكد فيها أنني أتناول لحم حمير ولم أجرؤ على مصارحة زوجتي بهذا ، فأنا لن أرمي أربعين جنيه في الزبالة لمجرد أكتشافي أن الكباب حميري ، وحتى إن لم يكن حميري فهو معفن على أقل تقدير ، ورائحته مقرفة ويبدو أنه قد تم شيّه منذ أسبوع على الأقل ، وتأكد لي هذا بعد إصابتي بالإسهال في الساعات الاولى من صباح اليوم التالي.
خلاصة ما حدث لي في هذا اليوم ، خسرت مائة وثلاثون جنيه مقابل لا شيء بسبب الغش .
خسرت وقتي وصحتي وأعصابي ودفعت مقابل ذلك مبلغا فادحا بكل المقاييس
من يحميني من الغش ؟ إن كنت لا أستطع أن أبلع اللقمة في أمان فضلا عن شرائي منتج أصلي باهظ الثمن .
تجاربي في هذا المجال كثيرة جدا ، القراء المخضرمون للمدونة يعرفون حكايتي مع محل الأدوات الكهربائية الشهير وموضوع الكاميرا الرقمية المضروبة والتي كلفتني حوالي ألفين جنيه بالإضافة إلى ثلاثة أشهر كاملة في التحقيق والنيابة وفي النهاية كنت على وشك دخول السجن بتهمة السب والقذف والتشهير ودفع غرامة كبيرة أيضا ، أنا من يسجن ؟!!! أنا من يدفع للبائع الغشاش تعويض مادي عقابا لفضحي غشه ؟؟؟ لم يكن امامي سوى التنازل عن البلاغ ومحو التدوينة أمام كل الأوراق المضروبة التي استطاع صاحب المحل تلفيقها بجدارة ليضعني أنا خلف القضبان .
كرهت البلد واللي في البلد واللي لسة بيحب البلد ، أبو البلد على أم البلد على الكباب على الحبر على الأسود البسيط .
الأسود الوحيد الذي أراه هو أسود ثقيل مزفّت يغرق كل شيء من حولي .
مافيش فايدة

Sunday, November 09, 2008

كريم كراميل


الحلوة فاتت من هنا .. قلبي إنهبد وإتشل
ده جمال يعقّد أمّنا .. ويحسسك بالذل
سؤال وخارب عقلنا .. قلنا نروح نسأل
بتعمل بيبّي زيّنا .. ولا كريم كراميل ؟


عن حادثة حقيقية رواها لي محمد خليل أنتيخي الصميم ، وها أنا أفضحه هو ورفقاء السوء بتوع ثانوي ، كانت أيام فقرية ياولاد اللذينا .

Monday, November 03, 2008

علبة سلامون

لن أذهب إلى عملي غدا
أعلنت حالة العصيان ، وتركت لشعوري بالتمرد حريّة التصرف كاملة غير نادم على ذلك .

أجلس بالمقهى أرتعد من البرد ، أو الغضب ، أدوّن هذه الحالة في دفتري وسط عشرات الأفكار والرسوم والمشاريع التي لم \ لن \ لا تكتمل ، أذيب خمس ملاعق من السكر بكوب الشاي ، وأسحب نفسا عميقا من حجر الشيشة التفاح ، يتسلل دخانه إلى كل خلية بجسدي ، أشعر بالاحتراق في حلقي فأعاقبه برشفة من كوب الشاي الساخن وأتبعها بنفس آخر أكثر عمقا فتقعقع قطع الفحم ويندلع منها الشرر تجسديا لما يعتمل في صدري ، الآن يمكنني أن أحكي لكم واحدة من أمسيات الخريف ، حين تعصف بي ذكرى غضب الأعوام الماضية وتنسحق في فكرة واحدة ثائرة غير مبالية بأي شيء.
لن أذهب إلى عملي غدا ، طظ
واحدة لدفتر الحضور والإنصراف ، وأخرى لجهاز الكمبيوتر الذي أضعف نظري وقوّس ظهري ، وثالثة كبيرة لصاحب العمل ، ورابعة لكل شيء في بلدي ، هذه الأخيرة لابد وأن تكون عملاقة وتنطق كالبصاق من فم مريض بالسل .
أحاسب عم جمال وأبتاع علبة سجائر لأكمل حفلة التعذيب لرئتاي حتى الصباح ، وفي غرفتي \ صومعتي ، أجمع ما كتبته بمقهاي على برنامج تحرير النصوص ليتحوّل هو أيضا إلى صورته الرقمية الباردة كعملي اليومي .
لازلت مصرا ، لن أذهب إلى عملي غدا .
هذا الشعور بالغضب الذي لا تريد له أن ينتهي ، ياليته يستمر حتى أحترق به أو أحرق به من يستحقون ذلك عن جدارة .
فأنا لست موظفا أيها الحمقى ، لست موظفا
من هم مثلي لا يمكن أن يصبحوا موظفين ولو بعد ألف عام ، لست ممن يطيعون الرؤساء ويتمحلسون لهم لاحسين أحذيتهم وربما مؤخراتهم إن تطلب الأمر في سبيل الحصول على حقهم الذي هو أقل بكثير من حقهم .
حينما تعلن في البداية أنك طبيب ، يراودهم شعور بالقلق في مدى جديتك لقبول هذا العمل ، وبعد أن تتزوج يشعرون بالإطمئنان ويتأكد لهم أن الأطباء يعانون البطالة بالفعل ، وحينما تنجب ، يتحول الإطمئنان إلى يقين تام بأن أمرك قد انتهى تحت أيديهم ، لقد تمت السيطرة الكاملة ، ومرحبا بك في فندق كاليفورنيا حيث لن يمكنك الفرار
Welcome to the hotel California
لست موظفا ، ولن أكون موظفا ولو بعد ألف عام .
فالإبداع لا يمكن توظيفه ولا يمكن ضمان حضوره وإنصرافه ، الإبداع ليس بالأمر ، اللوائح لن تقوّمه ، والخصم له لن يجعله أفضل .
ألعب دور الفنان البوهيمي عن جدارة وعن خيابة وعن هطل ، والمصيبة أن ذلك ليس بإرادة حرة مني .
وكل ما أجيده لا يريده أحد ، فضلا عن أن يدفع مالا مقابله .
فهو اليوم الذي تجد إحدى رسومك أو كتاباتك ملوف بها أقراص الطعمية على الإفطار .
نسوا أو تناسوا أني فنان ، وبقت حاجتي للمال أمامهم وسيلة للترويض ، والضغط مستمر ويزيد يوما بعد يوم إلى أن يصل إلى مرحلة السحق ، فتجد أنك تنسحق وكنت غير مصدقا لقدرتك على هذا ، تنسحق وتنسحق حتى تتحول إلى برادة إنسان يستيقظ كل يوم في الخامسة والنصف صباحا ، يركب الميكروباس ، ويلحق بالحافلة ، ويقضي نصف يومه في عمل متصل ، يعود ليمارس حياته البيلوجية ككائن يتغذى على الفتات ، ينام ويصحو .
حتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت ، بصيت ، وشفت نفسك في المراية بكيت
هذا لو وجدت الوقت الكافي لتنظر إلى وجهك في المرآة ، تعمل لتأكل وتطعم أسرتك ، تشاهد التلفاز وتخدع نفسك كونك تمارس أفعال البشر ، تنام لأن الجميع يفعلون هذا ليلا ، تصحو لتعمل ، لتأكل وتطعم أسرتك .
لم أعد أذكر متى بدأ هذا التحول ، ولكنني أذكر شعوري بالشفقة نحو نفسي لأنه لا يفارقني لحظة ، لا أحتاج لرؤية وجهي في المرآة لأبكي ، يهمني هذا الكائن الذي يعيش بداخلي وما آل إليه ، هو من يستحق البكاء .
تحولت إلى علبة سلامون محفوظة ، انتهت صلاحيتها منذ عقود ، ولكنها لا تزال محافظة على غلافها الورقي الذي يماثل أغلفة علب السلامون الأخرى .
أضحك كثيرا على هذه الصورة الكاريكاتورية ، أنا مجرد علبة سلامون !
هههههههههههههههههه
ولكن حذار من فتحها تحت وطئة الضغط المستمر ، حذار ، فالله وحده يعلم طبيعة المخلوق الذي تكوّن بداخلها ، وحده يعلم ما يمكن أن يحدث لو خرج المخلوق ليعلن عن نفسه ويواجه أسباب مسخه .

قررت نشر هذه التدوينة الشخصية جدا لأنها تعبر عن شباب جيل بأكمله ، وما أنا إلا علبة سلامون أخرى من نفس الشحنة ، فإن كان يرادوك هذا الشعور ، فلتترك لي تعليقا . تحياتي

Counter