Total Pageviews

Friday, February 27, 2009

الدين الجديد


أتتبع دينا جديدا ؟
لا يا خفّة ، أنا اللي مش فاهم إنتوا تبع أنهي دين أساسا
يالك من مارق زنديق ، إنت ماجسوي على فكرة .
ماجوسك ؟ هع هع هع
أرجمووووه

حوار عادي تماما يمكن أن يدور بيني وبين زملائي في العمل ، أي عمل ، وكل عمل ، وكل مجلس وعلى المقهى وعلى المدونة وعلى الفيس بوك ، الموضوع ببساطة أنني لم أعد أفهم كيف يفكر السواد الأعظم من المسلمين في بلدي ، إما أنهم أتبعوا دينا جديدا أو أنا الذي فعلت ، إليكم بعض الأمثلة التي يهمني معرفة رأيكم حولها .
القرآن
ما أعرفه على حد علمي المحدود أن القرآن هو كتاب مقدس ، يحوي نصوصا مقدسة لها قدسيتها التي تستوجب في حالة قراءتها أن نستمع لها بخشوع ، لا أفهم كيف تحول القرآن إلى تمائم وتعاويذ وأسلوب فريد من إزعاج الآخرين ، في وسائل المواصلات لاحظت موضة جديدة وهي تشغيل القرآن بصوت عالي على الموبايل ، يفعل ذلك أحد الركاب دائما ، وهو التطور الطبيعي لظاهرة تلاوة القرآن بصوت عالي بالمواصلات فيما قبل ربما بسبب ظهر جيلا بأكمله لا يعرف قراءة اللغة العربية بشكل سليم ، هناك من ينام خمس ساعات يوميا أو أقل ويريد استكمال نومه بالأوتوبيس المكيف مثلي ، وهناك من يتحدث بالموبايل ، وهناك من هو غير مسلم ، وهناك من يراجع دروسه قبل الامتحان ، هؤلاء من حقهم بعض الهدوء ولا أعتقد أن هناك من يختلف معي في ذلك ، أما الباقيين فمنهم من يقرأ الجريدة أو يتشاجر مع السائق أو يتأمل في أجساد طالبات جامعة عين شمس أو يمسك بيد خطيبته \ صاحبته \ رفيقته وربما يختلس بعض القبلات ، إذن ما هو السر في تشغيل القرآن بصوت عالي ؟ ولمن يتم ذلك ؟ وهل يعتقد فاعل ذلك أنه يكسب ثوابا ؟ هذا السؤال تحديدا ليس من صلاحياتي الإجابة عليه ولكن في اعتقادي الشخصي أنها إهانة للقرآن والله أعلم .
أصل إلى العمل فأجد زميل لي يشغل القرآن بصوت عالي على الكمبيوتر المحمول ، وحينما أطلب منه خفض الصوت ينظر لي بإعتباري زنديقا أو على أقل تقدير يسألني : إنت مسيحي ؟ ، يا سيدي هو عشان بقولك عاوز أشتغل أبقى مسيحي ؟ ده على اعتبار إن المسيحيين بس اللي بيشتغلوا والمسلمين لأ ؟ يقول لي ما تشتغل ! أقول له ما هو يا أشتغل يا أسمع قرآن ، يقول لي دي بركة للمكان عشان ربنا يفتحها علينا .
هذه هي ، هذا ما كنت أقصده ، تحويل القرآن إلى تعاويذ ، شيء ما يجب أن يتلى بالمكان كي تحل عليه البركة ، سواء استمعت له أو لم تستمع ، سواء فهمته أو لم تفهمه . لسبب ما اعتبر هذا وثنية .
الكارثة الحقيقة هو أنني حينما أصمت على مضض وأحاول التركيز في العمل أجده يتحدث معي بعد دقائق عن بت مزة جامدة آخر حاجة شافها إمبارح في حفلة ويستطرد في وصف جسدها ورغبته في النوم معها ، كل هذا والقرآن يتلى على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ! هذا يثير جنوني صراحة

الحجاب
البادي الكارينا أتاح للجميع ارتداء كل شيء ، يمكن للفتاة أن تمشي بالشارع بقميص النوم طالما أنها ترتدي بادي كارينا تحته باعتباره يغطي كل جسدها ، بادي كارينا من وجهة نظري هو طلاء للجسد ، جسد عاري تماما مصبوع بالبمبي أو الأبيض أو الفوشيا ، ولكن الأخطر من ذلك هي موضة الحجاب على الجيبة فوق الركبة ، ربما ترتدي الفتاة حذاء البوت أو شراب فيليه أو لا شيء أساسا ، حجاب من فوق وجيبة قصيرة من تحت وعلى رأي المثل : يقطع من هنا ويوصل من هنا ، بغض النظر عن موضوع الحجاب في حد ذاته فأنا لا أطيق التناقض فهو يسبب لي صداعا ، ولا أطيق شيئ لا أفهمه ، كذلك الحال مع المنتقبات ، رأيت أكثر من منتقبة ترتدي عباية ضيقة للغاية ، عباية تحشر جسدها بداخلها ومرصعة بالترتر ، لا يظهر منها سوى العينين وبالرغم من ذلك تصبغهما بكل الأصباغ والألوان الممكنة ، هذا أيضا لا أفهمه ، ما هو دافعها في الانتقاب إذن ؟

المسواك
وبصفتي طبيب أسنان أقول أن المسواك لا يمكن وضعه مع فرشة الأسنان والمعجون تحت تصنيف واحد فالفرق شاسع ولا مجال للمقارنة ، فرشاة الأسنان هي الأداة العصرية المستخدمة لتنظيف الأسنان ، فلماذا المسواك ؟ هل المسواك مقدس ؟ هو هو عبادة ؟ هل ينتمي إلى الدين من قريب أو بعيد ؟ هل أسناني سنظف ببركة المسواك أكثر من استخدامي للفرشاة ؟ هل ثواب الصلاة بفم نظيف بفعل الفرشاة والمعجون أقل من حالة تنظيفه بالموساك ؟

ما قصدت أن أقوله من خلال الأمثلة السابقة هو التالي
ما الهدف من القرآن ؟ الاستماع إليه وفهمه ؟ أم تشغيله بصوت عالي لإزعاج الآخرين ولتحل البركة بالمكان ولا يهم ما يمكن فعله أو قوله على خلفية تلاوة القرآن كصوت ، هل القرآن صوت أم كلمات ؟ هل هذا دين جديد لا أعرفه ؟
ما الهدف من الحجاب إن كان فرضا كما يقولون ؟ هل هو تغطية الشعر أم الإحتشام وعدم الابتذال ؟
قل لي أرجوك ، هل المسواك سنّة ؟ أم تنظيف الأسنان هو السنّة ؟ هذه نقطة مهمة جدا ؟
هل الخمر حرام ؟ أم غياب العقل هو المحرّم ؟
هل التلفاز حرام ؟ أم العري الذي يعرض عليه هو المحرّم ؟
هل السكين حرام ؟ أم القثتل به هو المحرّم ؟

من وجهة نظري كشخص مسلم ، وأنا لست فقيها ولا داعيا ولا شيخا ، أن الخمر ليس حراما في حد ذاته ، الموضوع أعمق من ذلك ، الحرام هو تناول أي شيء من شأنه أن يغيب عقلك فيتسبب في إقدامك على أفعال مدمرة لمن حولك ، كما يتسبب في عجزك التام أو الجزئي عن أداء العبادات ، والقاعدة تقول أن القليل منه أيضا حرام ، وربما كانت الحكمة في ذلك سد الطريق تماما لأنك لو بدأت للقيلي فستصل للكثير فيما بعد .
إذن الخمر حرام والحشيش حرام والبانجو حرام والهيروين والمورفين والماريجوانا وشم الكلّة وشم أصابع قدميك إن كان ذلك من شانه أن يغيب عقلك . أنا اعرف من يحشش ولا يقرب الخمر لأن الحشيش لم يرد ذكره بالقرآن !
هل المسواك سنّة ؟ إطلاقا ، المسواك شيء غير مقدس ومن حقي أن أتهكم عليه كيفما أشاء دون أن أخشى لومة لائم ، السنة هي نظافة الفم ، تنظفها بمسواك بفرشاة بجن أزرق المهم أن تنظف فمك .
الحجاب فرض ؟ حتى وإن كان فرضا ، الحجاب ليس فرض ولكنه الإحتشام ، أن تصل الفتاة إلى مبدأ الاحتشام في حد ذاته ، بحجاب ، بجلابية ، بطاقية ، ببرنيطة ، بملابس فضفاضة ، بملابس بسيطة ، بملابس غير لافتة وفقا لمجتمعها وبيئتها هذا هو المطلوب كما اعتقد والله أعلم ، أما التمسك بالحجاب من فوق وميني جيب من تحت فهذه إزدواجية
أعتقد أنها لو خلعت الحجاب وغطت به أفخاذها سيكون هذا ألطف وأصح وأجمل أيضا .
إذن من منا ينتمي إلى الدين الجديد ؟ أنا أم هم ؟
أنا أفكر وأحاول معرفة الهدف وراء تعاليم الدين ، وهم يطبقون المراسم ويعاملون القرآن باعتباره تمائم والمصحف باعتباره طوطم والمسواك باعتباره صنم ، أما الصلاة فلا يهم ان تنهى عن فحشاء أو منكر بل ربما تؤدي صلاتك وتسب الدين لزميلك في العمل عادي جدا خالص وفقا لدينهم الجديد .

Saturday, February 14, 2009

محرقة الميكروباص


طال غيابي عن عالم التدوين الفترة الماضية ، المتابعين المخضرمين للمدونة يعرفون جيدا حالة الإكتئاب التي لازمتني طويلا بسبب عملي السابق بمجال الكتابة التقنية والذي استنفذ الكثير من طاقتي العصبية والنفسية والصحية إن صح التعبير ، وكان لابد من إستراحة قليلة حتى يمكنني البدء من جديد نافضا عن نفسي غبار العامين الماضيين والصدأ الذي بدأ ينهش في موهبتي كفنان كاريكاتير ، عدت مرة أخرى لمجال الرسوم المتحركة كرسام ستوري بورد هذه المرة ، وهو المجال الذي وجدته الأنسب لي من بين عشرات التخصصات التي مررت عليها سريعا خلال تجارب سابقة ، هذا يحتاج إلى تدوينة كاملة قريبا بإذن الله أحدثكم فيها عن هذا المجال الشيق \ المرهق \ المتعب \ واللذيذ
!
في حديث لي مع الصديقة رانيا رضا زميلة الدراسة والثقافة والفن ، ذكرت لي شعورها تجاه سائقي الميكروباص ، تلك الفيروسات التي كان يجب القضاء عليها منذ فترة طويلة ، الورم الخبيث الذي تفشى بالشارع المصري فأصبح استئصاله بمثابة مجازفة بحياة المصريين جميعا ، وهو الجاري تحقيقه مع نهاية العام الحالي ، إلغاء الميكروباص !
إلغاء الميكروباص ؟؟؟ هذا محض أحلام يقظة ينسجها المواطن في خياله حينما يتعرض لهذا النوع الفريد من البلطجة الذي يدفع مالا في مقابله ! ولكن الموضوع قيد المناقشة الآن ومن المتوقع تنفيذه فعليا حيث سيتم استبدال الميكروباص بالميني باص، ولنا هنا وقفة ، في البداية دعونا نستعرض قائمة من الجرائم التي ترتكب في كل لحظة في عالم الميكروباص .
التحرش الجنسي :
سائق الميكروباص متحرش بطبعه ، سواء لفظيا أو تحسيسيا ، وإن لم يكن متحرشا فهو يستقطب فتيات المدارس الساقطات ليعمل عليهم دكر ، أكثر ما يثير حنقي أن أكون عائدا من الجامعة أو من العمل وأجد سائق الميكروباص يرفض ركوبي حيث أنه خصص عربته لنقل فتيات المدارس فقط وبالذات المقعد الأمامي الذي يتيح له تحسس أرجل البنات بدلا من الفتيس ، هذا يحدث بشارع فيصل تحديدا بالمناسبة .
البذاءه : سائق الميكروباص بذيء بطبعه ، لن يجعل خمس دقائق تمر من حياته دون أن يسب ويلعن ويبصق ويخرج أصواتا أنفية قبيحة ، وجميع السائقين يتحدثون بلغة التضجين الملازمة لشاربي البانجو ومبلبعي الصراصير ، والبذاءة تطول الركاب وسائقي العربات الملاكي والمارة في الشارع على حد سواء .
البلطجة : ودعونا نتحدث عن وجه واحد منها وهو الإعتداء بالضرب على الركاب ، وعندي قصتين عن هذه النقطة ، الأولى عن مواطن ركب امامي الميكروباص بنهاية فيصل فسأله السائق عن وجهته فأجاب :الجيزة ، فأمره السائق بالنزول لأنه بالطبع يقوم بتقسيم الرحلة لعشر رحلات على الأقل فرفض الراكب ، فنزل السائق وفتح الباب وإنهال على الراكب بعشرين صفعة ودستة من الشتائم البذيئة وبعد أن انتهى ركب سيارته ورحل في هدوء ، القصة الثانية كانت أمامي أيضا بميدان عبد المنعم رياض ، الزحام شديد والسائق يرفض الإعلان عن وجهته ، يسأله شاب : فين ياسطى ؟ فلا يجيب ، فين يسطى ؟ لا يجيب ، وفي النهاية ، فين ياسطى فأجاب : مش رايح في حتة ، فرد عليه الشاب : أحسن ، أحسن هذه لم تعجب السائق فنزل وإنهال عليه ركلا وصفعا وسرق نظارته الشمسية وطلب من رفاقه مشاركته في عجن الشاب .
السرقة : تقسيم الخط الواحد هي سياسة متبعة لدى جميع السائقين ، كنت معتادا على الركوب مع شيخ تظهرعلى وجهه سماحة وطيبة وطهارة مع زبيبة الصلاة التي تنير جبهته ، الجيزة ياسطي ؟ يقول لي إركب يا إبني ، يا سلااااام ، اللهم قوي إيمانك يا شيخ ، ركبت معه بعد أسبوع فسألته : الجيزة ياسطى ؟ فانقلبت سحنته وبدا وجهه مثل فردة الشبشب التي قتلت لتوها صرصورا وقال : جيزة ايه يا عم إنتااااا ؟ أنا أخرى الطوابق ، فصرخت فيه : حتى إنت ياشيخ ؟ ثم جريت من أمامه لأنني لمحته يفتح الباب . خط الفيصل جيزة على سبيل المثال يتم تقسيمه إلى المحطات التالية : آخر فيصل ومريوطية وطوابق وتعاون ومطبعة وطالبية ومساحة وجيزة ، ثمانية أضعاف الأجرة كي تصل إلى الجيزة وإن لم يعجبك الأمر فلتصمت تماما وإلا .... إنت سيد العارفين .
الحوادث : والحوادث المرورية بسبب تهور السائقين وطمعهم في عمل أدوار كثيرة خلال وقت قصير مما يجعلهم في حالة سباق دائم ضاربين بكل القواعد المرورية عرض الحائط وطوله أيضا ، بالإضافة إلى البانجو الذي أتلف أنسجتهم الدماغية وأصبحم مثل الزومبي .
الإزعاج : ليس فقط ما ينتج عن السباب والمشاجرات والكلاكسات ولكن الأهم هو هوايتهم الأزلية لسماع أرخص وأحط الأغاني خاصة أغنية انا مش عارفني أنا مش أنا على الشاوند شيستن ( ساوند سيستم ) مع علو الصوت العميق (البيز) عن الصوت العادي للأغنية فتشعر بأن قلبك وأحشائك ترتج داخلك .
أما عن مزايا الميكروباص فقد ضاعت وسط كل هذه المساويء ، ميزة المواصلة المريحة والسعر المناسب انتهت بعد حشر الأجساد بالمقعد الخلفي ( رابع ورا ) ورابع قدام وخامس متشعلق على الباب وسادس على حجر السائق ، مع تقسيم الخط ومضاعفة الأجرة عدة مرات يمكن أن نقول بالفعل أنه لم تعد هناك محاسن ولا فتكات حتى لهذا الإختراع الفاشل .
إذن هل إلغاء الميكروباص هو الحل ؟
لا أعتقد ذلك ، استبداله بالميني باص سينتج عنه نفس المشاكل ولكن على نطاق أكبر وأشمل وأوسع ، المشكلة ليست في الميكروباص ولكن في ثقافة البلطجة والنصب والفهلوة وإنحطاط الأخلاق بالشارع المصري .
ولأنني يائس بطبعي فأعتقد أن الحل هو محرقة ( هولوكوست) جماعية للسائقين ، ويجب ترك بعض السائقين دون أن يحرقوا حتى يعرف العالم لماذا كنت أحرق السائقين كما فعل هتلر .
ما رأيكم ؟ هل أنا متجنيا إلى درجة كبيرة على السائقين ؟ أخبروني .

Counter