اللي مش عاجبهم صورة الخبر عن فتوى لوجوب وجود محرم مع المرأة أثناء تصفح الانترنت نظرا لعهرها ومكرها ، وبيقولوا إنها صحافة صفرا وأكذوبة لعينة
رغم إني سمعت بوداني الشيخ محمد حسين يقوب بيحرم الانترنت أساسا للرجالة والستات ، ما علينا
قمت بإضافة فتوى أخرى رسمية وموقعة ومختومة عن تحريم الورد والزهور ، وانت داخل على عيان خش عليه بقفص جوافة إنما لو دخلت بورد حتبقى كافر متشبه بالكفار
----------------------
حسنا
لنبدأ خطوة خطوة سويا .
ما الذي يحدث حينما تربي لحيتك وتحلق شاربك ؟ أو ترتدي صليبا عملاقا ، أو تسير حاملا علم النادي الأهلى ؟ ، ما يحدث هو أنك تصنف نفسك أولا ، وتعلن عن هويتك الدينية أو عن انتمائك أيا كان ثانيا ، وثالثا وهي الأهم أنك تواجه المجتمع بذلك .
لاحظوا معي أنني لم أرفض هذا السلوك ، أنا اتحدث بمنطق متسلسل حتى يمكننا الوصول إلى نتيجة
حسنا ، اتفقنا أن من يربي لحيته ويقصر جلبابه ويستخدم مسواكه في المواصلات العامة وفي الطرقات أنه يقدم نفسه للمجتمع بصفته مسلم ، سواء أكانت هذه المظاهر صحيحة أم لا ، وسواء أكانت تمثل مظهر ديني سليم أم لا ، المهم أن جميعنا يتفق على كونها صورة المسلم الملتزم بسنة نبيّه والمترسخة في أذهاننا جميعا حتى أنن نطلق على ذلك الشخص عم الشيخ ، حسنا
إذن أنت يا من ربيت لحيتك أصبحت الآن تحمل صفة المسلم الملتزم ، لقد اخترت أن تقدم نفسك وفقا لهذا التصنيف ، لم تتعمد أن تحمل معك المعطف الأبيض مثلا كي تقدم نفسك كطبيب ، بل قدمت نفسك بصفتك مسلم . رائع
هذا الملتحي يستحق الشفقة ، لأنه لابد وأن يراعي قيمة وحجم تعاليم الاسلام في كل حرف ينطق به وكل فعل يقدم عليه بل وكل نظرة تفلت من عينيه ، لماذا ؟ انتم تعرفون لماذا ، ولكن لتوضيح الأمور بشكل تام وكامل فأنت لا تحب أن يقال عن المصري مثلا أنه شخص يتبول بالشارع وتكون هذه هي الصورة المترسخة في عقول الجميع ، لذا فإنه وحينما تقرر التبول بالشارع لا تحمل معك علم مصر أليس كذلك ؟ لن تقف تحت تمثال الحرية مثلا معطيا ظهرك للمارة فاتحا سوستة بنطالك لتمارس فعلك هذا بينما تظهر عبارة انا مصري مع علم مصر على التيشيرت الذي ترتديه ، هذا يعطي انطباع سيء بل انطباع قذر عن مصر نفسها ، ومن واجبي كمصري ألا أسخر ممن يقولون أن المصريين عديمي التحضر بل أن أمسك هذا المصري المشين وأمسح بيه الأرض لأنه أخطأ في حق مصر قبل أن يخطيء في حق المصريين أو نفسه .
هذا هو ما أقصده ، وتعالوا نطبق ما تعلمناه من هذا المثالتخيلوا معي شخصين
كلاهما منحل ، كلاهما لص ، كلاهما كاذب ومنافق ، كلاهما به كل العبر
ولكن أحدهما ملتحي وزبيبة الصلاة تحتل نصف وجهه بينما الآخر يبدو مثلي أو مثل أي شخص طبيعي بالشارع لا تعرف دينه ولا تعرف انتماءه ولا تعرف إن كان أهلاوي أم زملكاوي .
ما هي المشكلة
إنه وحينما يواجه المجتمع بهوية دينية يختلف الأمر تماما ، هو بذلك يمثل صفوة التابعين لدينه ، يمثل درجة من المفترض وفقا لما هو متعارف عليه أعلى من المتدين العادي ، شخص أكثر التزاما بالدين ،أي أنه ومن المفترض كونه يمثل أفضل ما في تعاليم هذا الدين وبالبلدي ، وش القفص ، فحينما يكون وش القفص معفن ــ لامو آخذه ــ فكيف سيكون حال باقي القفص ؟؟؟
ذو اللحية هذا يسيء لي أنا المدخن ذو الشعر الطويل والدبلة الذهب التي تثير استياء البعض باعتبارها حرام ، على الأقل أنه وبالرغم من التدخين ومظهر الفنانين البوهيميين والذي ربما يفهم على نحو خاطيء انه رقاعة وقلة أدب ، بالإضافة إلى دبلتي الذهب التي اعتز بها ، بالرغم من كل ذلك فأنا على خلق ، ولي مباديء ، ذو اللحية حينما يسب بألفاظ بذيئة أو يصرّح بشيء ما متخلف مثل تحريم الفن الجاد الذي لا جدال عليه ويتفوه بأفكار عن القمع ، وبأقاويل كاذبة عن الذبح وسفك الدماء كنوع من الجهاد في سبيل الله وغيرها من الأمور الكثيرة التي تناولتها مرارا من خلال مدونتي ، هو بذلك يسيء لي أنا والذي ربما أكون غير ملتزم بالدين ولكنني انتمي له على اية حال وفخور به ، وكلما أخبرني شخص ما أن الاسلام دين بربري يزداد حنقي لا منه بل ممن أعطى هذه الصورة القذرة عن الدين الذي أنتمي له . أتقبّل كل ما يقوله المسيحيون عن الاسلام مهما كان ، عدا أكاذيب زكريا بطرس ، لأنني أعلم أن هذه الصورة نحن السبب فيها ، أتقبّل كل ما يقوله الغرب عنا كمسلمين عدا ما تنشره اسرائل ، لأنني اعلم أيضا أن علينا كل اللوم في ذلك .
على الهامش ، مظهري ربما يسير السخرية في البداية ، حتى أنني سمعت زميل لي يقول لآخر ــ مين الشاب الباروكة ده هع هع هع ــ حينما تعامل معي هذا الزميل وعرف أنني مهذب وخجول ومرح أصبح يحترمني ، بل أصبح مظهري الذي كان يدعو للسخرية يروق له .الدعوة الحقيقية ليست أبدا أن أدعو فتاة للحجاب
الدعوة الحقيقية من وجهة نظري أن أجعل المسلم يعلم تماما أن دينه لم يكن مطلقا دين دماء وظلم ورجعية وتخلف ، أن الدين أساسه الأخلاق وبعد ذلك يأتي كل شيء ، شخص على خلق ولا يصلي أعتقد والله أعلم أنه أفضل من شخص يصلي ليل نهار وهو كاذب ومرتشي وحرامي ونصاب وسافل ، على الأقل الأول يمكن أن يهتدي ويكمل ما ينقصه من عبادات ، أما الثاني الحريص على كل العبادات وما يقال أنها سنن لن يصبح أبدا في يوم ما صادق ومخلص وأمين ومهذب ، لقد أصبح لديه من النفاق أن يقول : الله الأكبر ثم يسب الدين بعدها مباشرة وأقسم أنني رأيت كثير من هؤلاء بل شيوخ وأئمة مساجد ، منهم إمام يعمل كقواد ومحبوس الآن في قضية سرقة بالإكراه ، هذا هو قمة ما وصلنا إليه من نفاق ، ليس نفاق الرؤساء بل نفاق الرب ذاته .
حينما أواجه المجتمع بصفتي ملتزم ، وأكون حسن الخلق ، لن أحتاج إلى دعوة من أي نوع ، حى غير المسلم سيسأل عن هذا الدين الذي جعل المنتمين إليه على هذا الخلق العظيم ، وأعتقد أن الاسلام انتشر بهذه الصورة . لم ينتشر بحد السيف ولم ينتشر بالإرهاب وعبارة اسلم تسلم التي يتم تحريف معناها بشكل مستفز .
لو رأيت شيخا بعد الآن من المفترض أنه يمثل ديني ويواجه المجتمع باعتباره ملتزم بالدين الذي أنتمي له ، يسب الدين أو يشتم أو يتهم نساء مصر أنهم عاهرات سأبصق في وجهه وفي وجه كل من يعترض طريقي ، هذه ليست مسألة حرية رأي أو تعبير . هذه إهانة شخصية وإهانة للدين .يا يبقى محترم وعنده أخلاق يا يحلق دقنه أسهل لو مش عارف يبقى محترم .
يا البنت تعمل بحجابها اللي فرحانه بيه يا إما تقلعه أسهل لو مش عارفة تبقى محترمة وماحدش يقوللي فرض بقى .
يا إما تعمل بصلاتك يا إما تصلى لوحدك في البيت مع نفسك ، أحسن ما الناس تشوفك طالع من الجامع بتسب الدين وتعاكس البنات .
عشان ما حدش يتضايق بعد كده لما يقال أن الاسلام دين الشبق الجنسي ودين المتخلفين والنصابين والحرامية والمجرمين .
يا أخي ده الواحد بيحاول يبقى كويس على قد ما يعرف عشان ما يديش انطباع زفت عن مهنته كرسام كاريكاتير زي الانطباع الزفت عن الممثل أو المخرج مثلا باعتباره لازم يكون منحل أخلاقيا وطبعا الممثلة لازم تكون عاهرة أو عن الصحفي اللي غالبا شاذ جنسيا أو عن دكتور الأسنان اللي بيصور نفسه بلبوص مع بنات في العيادة ، عشان كده النقابة بترفده ، بتتبرأ منه ، فما بالك بالدين بقى ؟
أتمنى أن يكون البوست السابق مفهوما بالقدر الكافي الآنتحياتي