الشيخ محمد سامي

لا أقصد مهاجمة الفنان محمد سامي الذي طالما أسعدنا برسومه الرائعة والمتميزة للغاية كواحد ممن أجادوا رسم الكارتون علي نحو جدير بالاحترام وبحرفية عالية لا غبار عليها .
ولكنه ما إن يتناول الدين في كاريكاتوراته ، حتى يظهر لنا جانبا غريبا من شخصيته يمكنني أن أصفه بالتطرف وأنا مرتاح البال .
في البداية دعوني استعرض بعض أعماله وأعلق عليها .

في هذا الرسم ( والذي لا يمكن وصفه بالكاريكاتور لأسباب سأشرحها لاحقا ) يري محمد سامي أن خروج البنت مع خطيبها أشبه بكونه يلف بيها في كل حتة كأنها بتاعته ، وهو تشويه يستخدمه محمد سامي كثيرا مع العديد من الأمور الحياتية مثل الحب الذي يراه محمد سامي قلة أدب وانحلال ، وخروج البنت مع خطيبها والذي وصفه في إحدى رسومه بسحب الشاب لفتاته من رقبتها بواسطة حبل كالمعزة والأب الذي يسمح بالاختلاط يراه محمد سامي وكأنه قواد وهكذا .

تشبيه الفتاة التي تخرج مع خطيبها كالمعزة .. أي تشويه هذا ؟

في رسم آخر ارتكب محمد سامي جريمة فنية بوضع شرائط سوداء علي أجزاء من جسد امرأة وهو أسوأ ما يمكن فعله في رسم كارتوني ، وقد زاد الطينة بلّة لأن الخيال دائما يجسد صورا أبعد من البذاءة نفسها

لا أدرى ما الذي يحاول محمد سامي أن يخفيه هنا ؟

لقد عبث بخيال القاري علي نحو غريب بالفعل

استكمالا لأسلوب محمد سامي في تنفيذ دور الرقيب علي رسومه وحجب أجزاء منها بالشريط الأسود

.
كما أنه يرسم الفتيات جميعا بلا أثداء أو حتى أدنى بروز من أسفل الملابس للدلالة علي وجودها وكأنها مصيبة وبلوة يجب قطعها تماما وحرقها في النار !
يذكرني هذا بشعبان عبد الرحيم في فيلم مواطن ومخبر وحرامي حينما قام بتحجيب تمثال فينوس .
أو بتلك الفنانة التي تحجبت واستمرت في التمثيل وحينما سألوها كيف ستقومين بدور كليوباترا علي سبيل المثال قالت سوف أؤديه بالحجاب !

ما الذي يحاول أن يقوله محمد سامي هنا ؟

هل كل من ترقص في فرحها عاهرة مثلا ؟

كما أن ربط الرسم بعبارة " قالوا وجدنا آبائنا كذلك يفعلون " يوحي بأن ما يحدث في الرسم نوع من عبادة الأصنام

هذه الفتاة علي حل شعرها من وجهه نظر الرسام لأنها تخرج مع شيرين ورانيا ويمكن تقابل هشام وهاني وهيثم

منطق غريب لا أفهمه .. وكأنه قد أصبح محتوما اذا تقابل بعض الأصدقاء أن يكون ذلك علي فراش مثلا

تعقيبي الأخير هو أن الكاريكاتير أسمي من أن يتحول إلى أداة يروج بها أفكارا ذات طابع أقرب إلى التطرف .
الكاريكاتير ليس مقالا .. ولا يحتاج إلى تعليق من عشرة أسطر . كما أنه لا يحتاج إلى تعقيب أسفل الرسم من عدة أسطر لشرح وجهة نظر الفنان وربط الرسم بآيات من القرآن وأحاديث تظهر احيانا في غير معناها ، ربما يتفق البعض مع أفكار محمد سامي أو رسومه ، ولكن ما أحب أن أؤكده أنا أن هذا ليس كاريكاتير

وما أحب تأكيده أيضا نظرا لعقول البعض التي ترى الدنيا بمنظور سطحي

محمد سامي أختلف معه فكريا

أما من الناحية الفنية فأعتقد أن كلمة بارع هي أقل ما توصف به تقنياته الفنية

...

إذا كان لي أن أقيمها