Total Pageviews
Monday, December 20, 2010
Sunday, November 07, 2010
خلّي عندك صوت !
خاص بحملة : خلّي عندك صوت
http://www.vote4egypt.com/
فكرة وسيناريو ، تصميم الشخصيات ، ستوري بورد ، تركيب ، مونتاج : أشرف حمدي
تعليق صوتي : أحمد أمين + أشرف حمدي
تحريك : سمر جمال
إشراف عام : غادة عبد العال
إخراج : أشرف حمدي
تحديث
Friday, October 15, 2010
مناخوليا
كان من الحتمي كتابة هذا الموضوع .. ولكنني أشعر بأسف شديد لكتابته .. فحينما تبدأ في مناقشة موضوع بعنوان ( فيتامين سي وعصير البرتقال ) لتجد من يقول لك : إسمه البِرتقال بكسر الباء .. فترد عليه : لا هي بضم الباء وتحاول العودة إلى الموضوع واستكمال المناقشة ليظهر من جديد ليقول : قلت لك إنها بكسر الباء ولن أسمح لك أن تنطقها بضم الباء أبدا ! وقبل أن تفتح فمك بكلمة تجد آخر يقول لك البرتقال حرام مثلا أو أنه من غير اللائق أن نعصر البرتقال بل أن نأكله بقشره .. فتجد نفسك انك امام مجموعة من المخابيل بالتأكيد ولا يمكن أن نتفق أساسا على لغة حوار في موضوع على هذا القدر من العبث أساسا .. فتضطر آسفا أن تتجاهل الموضوع الأساسي عن فيتامين سي الموجود بالبرتقال لتبدأ جدلا عقيما حول ما إذا كان البرتقال أساسا حرام أم حلال وهل عصر البرتقال أصلا لائق أم غير لائق .
هكذا بالضبط وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تخلف . لن نناقش فيتامين سي أبدا أو فوائدة .. أبدا .. بل سنبحث عن أي شيء مجنون لنتجادل حوله بعيدا عن الموضوع الأساسي كي ندعي العلم والمعرفة .. بالطبع لأن الغرب جاهل ومتخلف وشغل نفسه بقضية فيتامين سي وأهمل طريقة النطق الصحيح للبرتقال بكسر الباء أو بضمّها ونحن نتفوق عليهم في ذلك
هامش إضافي :
أصرخ للناس .. الخطر قادم من الشباك .. أغلقوا النوافذ سوف نموت
الرد يكون : إسمه شباك بضم الشين
ــ يا سيدي حنموت .. اقفل الشباك حنروح في داهية
ــ بقولك اسمه شووووبااااك مش شييييباك
ــ طيب .. اسمه شوووباك بس اقفله
ــ لأ لما اقتنع إنك من جواك مقتنع أن اسمه شوووباك مش شيييباك
كوميديا سوداء بلا شك .. أن تفتح موضوعا فنيا للمناقشة .. حول الفن التجريدي مثلا .. وتكون على استعداد كامل للمناقشة العاقلة المحترمة وترحب بالإختلاف في الرأي حول ما إذا كان الفن التجريدي فن حقيقي له قواعده أم هو مجرد عبث وموضة لا علاقة لها بالفن أم انه حركة فنية يصعب على الكثيرين فهمها إلى آخر أوجه الإختلاف في الرأي مهما كانت متعارضة مع قناعتي انا الشخصية .. ولكن حينما يدخل شخص ليجادلك أساسا حول نقطة أن الرسم أساسا حرام فهذا هو العبث لأنني أصلا لم أفتح المناقشة على هذا الجانب ومن المفترض أن أي نقاش حقيقي لابد وأن يكون على أرض ثابتة نقف عليها جميعا أولا حتى نتفق أو نختلف بشكل حقيقي .. وفي هذا المثال فإن الأرض التي من المفترض ان نقف عليها جميعا للنناقش الفن التجريدي هو أن الرسم فن من أرقى الفنون . ولا يجوز أن نحرمه أو نحلله لأنه غير قابل لذلك أصلا .. الفن أداة مثل السكين .. لا يجوز ان نقول أن السكين حرام أو حلال لإن هذا بالتأكيد عبث وجنون .. تخريط البصل بالسكين حلال .. وقتل الآخرين بالسكين حرام .. الحرام والحلال في الأفعال وليس في الأشياء المادية .. لا يجوز أن نقول أن الخمر حرام ولحم الخنزير حرام فهذا عبث وجنون .. شرب الخمر هو الحرام وأكل الخنزير هو الحرام .. أفعال معينة في ظروف معينة وبطريقة معينة لا أشياء مادية أو مطلقة . يمكنني ان استخدم الكحول في السبرتاية وأنظف به مرحاضي وأطهر به الجروح .. لا أحتاج إلى سؤال رجل الدين في ذلك لأن هذا يدخل في إطار العبث والسفسطة .. لأن الموضوع واضح أساسا ولا يحتاج لتفسير هنا .. شرب الخمر هو الحرام . هل يمكنني انا أجادل في حقيقة مثل هذه ؟
يعتقد كثيرون أنني ديكتاتور متعصب لا يقبل بالرأي الآخر أبدا ولابد أن يكون على صواب دائما ولن يسمح بأي اختلاف مع رأيه .. بالطبع لا .. وهذا تجنّي كبير جدا علّي لسبب بسيط جدا .. ان الناس لا تفهم أن الإختلاف في الرأي لابد وأن تكون له قواعد
.
في الرسم مثلا .. حينما تنقد أسلوبي في الرسم فهناك طريقتين لذلك لا ثالث لهما
إما أن تنقده باعتبارك فنان وعندها سأسمح لك أن تقول انني أرسم بشكل خاطيء تماما ولن أتضايق من ذلك مطلقا بل على العكس سأهتم جدا بكلامك وأحاول أن أتعلم منك وأستفيد من خبرتك بهذا المجال .. هذا هو الفرق بين الفنان إيهاب شاكر مثلا لأنه اتهمني بالفشل ولم ينصحني .. لم يمسك بقلم ليصحح لي أخطائي كما فعل المرحوم الفنان رؤوف عياد وكما يفعل معي أستاذي الكبير الفنان عمرو سليم وغيرهم .. الفنان تاج وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير قام بتوبيخي امام رسامي الكاريكاتير المصريين كلهم منذ 7 سنوات في إجتماع للجمعية المصرية للكاريكاتير بسبب رسم لي ولم أتضايق مطلقا لأنه علمني في هذا اليوم كيف أستفيد من اللون الأسود لأحقق التوازن البصري لرسومي ولم أنس هذا الدرس أبدا ولازلت أذكر هذه المعلومة وأشكره عليها بالرغم من قسوته في انتقادي .. اختلف معي كما تشاء طالما أن لديك شيء أفضل مما أقول أو أفعل يمكنني الاستفادة منه ولسوف اشكرك على ذلك
.
وإما ان تنتقد اسلوبي في الرسم باعتبارك قاريء لم أستطع أن أصل إليه برسومي .. أي انك كقاريء لم تفهم ما هو المقصود من الرسم لأنني لم أرسمه بشكل واضح .. يأتي شخص مثلا ويسألني : هو الراجل اللي في الكاريكاتير ده ماسك ايه في إيده انا مش فاهم ؟ هذا حقك .. فقد كان يجب علي أن أقوم بتوضيح أو تكبير الشيء الذي يمسك به الرجل بالكاريكاتير حتى يسهل فهمه ولهذا يجب علي تعديله .. ولو كنت عنيدا متاكبرا لرفضت ذلك واستهنت برأي القاريء
.
القاريء من حقه أن ينتقدني لأن الفكرة ليست ظريفة مثلا أو غامضة .. ومن حقه أن ينتقدني لأن الفكرة مكررة وتم استخدامها مرارا .
طريقتان فقط .. ولا ثالث لهما كما قلت كي تعترض على أو تنتقد لي أي شيء
أما أن تأتي لتقول لي الرسم حرام وبالتالي تنتقدني وفقا لهذا المبدأ فأبسط رد سأقوله : حرام يبقى ما تشوفوش .. لا تشاهد الكاريكاتير ببساطة طالما ان الرسم حرام .. لو أن هدفك ان تجبرني على قبول هذا المبدأ فانا لن اسمح لك بذلك لأنه يتعارض مع قناعتي الشخصية كأمر بديهي ليس محل نقاش اساسا .. أن تصر بالرغم من ذلك على ان تجادلني في نفس الموضوع فلتتحمل عندها أسلوبي لأن هذا لن يعتبر نقاشا ولا يجوز أبدا تطبيق قواعد النقاش الهاديء والمحترم لأنك قناعتك وقناعتي لا تتغيران أبدا .. انت لن تؤمن أبدا بأن الرسم حلال وانا لن أقنع أبدا أنه حرام فلماذا النقاش أصلا طالما انه بلا فائدة أساسا إلا إذا كنت تريد الشجار .. إذا كان وقتي يسمح بذلك فانا مستعد أيضا للشجار ولا بأس في ذلك .
لن اتناقش بشكل موضوعي أبدا مع شخص ينادي بأكل لحوم البشر . لا توجد أرض ثابتة نقف عليها نحن الاثنان كي نتناقش . أقنعك بماذا وتقنعني بماذا ؟ ما هذا العبث ؟
تريدني أن أقتل الناس وآكل لحمهم وإن رفضت هذه الفكرة تتهمني بالكفر مثلا أو على أقل تقدير تتهمني بأنني لا أحب من يخالفني الرأي .. لا يجوز النقاش هنا أبدا واعتبره نوع من العبث .. هذا ليس اختلاف في الرأي أبدا هذا هو الجنون بعينه.
أنت أساسا لا تحترم أي قوانين أو اعراف انسانية من أي نوع وتأكل لحوم البشر وتريد نقاشا ؟؟؟؟ أي نقاش هذا ؟
حينما ناقشت لارس فيلكس صاحب الرسوم المسيئة عن الرسول كنا نقف على أرض واحدة وهي حرية التعبير
لم اتحدث معه مطلقا من مفهوم ديني لأنه لا يؤمن بديني أساسا فكيف أقنعه بقضية من منطلق دين لا يؤمن هو به .. لذا كان نقاشي معه حول قضية حرية الرأي والتعبير وما إذا كانت مطلقة أم لها ضوابط .. وتناقشت معه في الفرق بين الضوابط والقيود .. ضوابط حرية التعبير شيء آخر تماما غير تقييدها بل ان هذه الضوابط حماية لحرية التعبير نفسها . وفي النهاية كما قلت لكم منذ سنوات على المدونة ان النقاش انتهي بأن لارس فيلكس وعدني بأن يرسم كاريكاتير يشكك في المحرقة (الهولوكوست) طالما أن حرية التعبير مطلقة عنده ولم يرسل الكاريكاتير ولن يرسمه ولن يجرؤ على ذلك .. كيف تدعي حرية التعبير وانت تسب المسلمين ونبي الاسلام وتريد للعالم أن يحترم لك هذا الحق في حين أنك لو شككت في المحرقة لإعتقلت على الفور ولدفعت غرامة باهظة ولإنهال عليك اليهود بالنعال . لذا أثبت لقراء مدونتي ان لارس فيلكس كاذب ولا تشغله قضية حرية التعبير من قريب أو بعيد .. الموضوع ببساطة أنه يريد إظهار المسلمين بشكل همجي من خلال استفزازهم .. هو يتعمد الإهانة لكي تندلع المظاهرات وتنقلب إلى احداث شغب وتخريب ليثبت للعالم أجمع اننا قوم همج وبرابرة ندعو إلى القتل والتخريب .
إما أن تقف على نفس الأرض التي أقف عليها وتناقشني كما وقفت انا على أرض حرية التعبير التي نؤمن بها انا ولاس فيلكس سويا لنتناقش ونتجادل كيفما نشاء .. وإما لا تناقشني أصلا لأن النقاش عندها سيكون عبثي وكأنه حوار كوميدي بين كائن من كوكب زحل وكائن من كوكب المريخ أو حوار بين قنديل البحر ونبات البسلّة ! ولا يوجد بينهما أي أرض مشتركة أساسا كي يقفا أمام بعضهما للنقاش .
أتحدث عن فتوى محمد حسّان بتحطيم الآثار مثلا وتكذيبه لنفسه فيقال لي : لقد أفتى بطمسها وليس بتحطيمها
يا سلااااااااام ؟؟؟ انا اتحدث عن التخريب .. حلوة كلمة التخريب دي ؟؟؟ عشان ما نقعدش نتجادل في كلام فارغ حول الفرق اللغوي بين الطمس والتحطيم .. انا بقى جبت لك من الآخر .. الطمس والتحطيم = التخريب .. لغويا أقفلت هذا الباب في وجهك حتى لا تشغلني في مهاترات عقيمة .
قضيتي ليست هي الفرق بين الطمس والتحطيم
قضيتي هي التخريب والكذب ليست قضية الفرق بين الطمس والتحطيم ولا هي قضية "التراجع" عن الفتوى لأنه لم يتراجع عنها بل كذب .. هي قضية
الكذب هنا فالتزم بها حتى لا يتحول الحوار إلى كلام مجانين
المشكلة اننا في هذا العصر لا نقف أبدا على أرض واحدة
لو رأينا حال المسلمين نجدهم طائفتان كبيرتان .. سنة وشيعة .. السنة وحدها تنقسم على نفسها إلى مئات الاتجاهات المختلفة تماما .. وصل الأمر إلى أن المشايخ يسبّون بعضهم بعضا علنا في القنوات الفضائية كما فعلوا مع عمرو خالد
حتى الاسلام نفسه لم يعد أرض ثابتة لكل المسلمين كي يكون هناك نقاش من الأصل بينهم
اليوم الذي سنناقش بعضنا بعضا بالسكاكين والمدافع اقترب جدااااااااا
فاحذروا
Sunday, October 10, 2010
غزو فضائي
تحدثت من قبل في هذا ولكن هذه المرة ــ وبعد سنوات قليلة من طرحه هنا ــ تخطى الأمر مجرد كونه إتجاه فكري معيّن وحالة ما من التعصب يمكن فهمها وقبولها ومناقشتها بشكل أو بآخر ، إلى حالة عامة متفشّية في مجتمعاتنا وأسمحوا لي أن أصفها بالحالة المرضيّة .
أتحدث عن الهوس الديني .. وإن شئنا الدقة في اختيار تعبير مناسب ربما نقول : الهوس الجاهلي بالدين ... حيث أصبح الحديث عن أي أمر يتعلق برجال الدين بمثابة تعدي على الدين نفسه وهذه كارثة حقيقية إن نظرنا له بشكل مادي بحت .. وشرك بالله لو نظرنا لها من مفهوم ديني أساسا .. ومرض نفسي لو تحدثنا عنه طبيّا .
رجل الدين ليس هو الدين .. وليس هو من جاء بالدين للناس .. رجل الدين ما هو إلا شخص درس علوم الدين إما ليفتي الناس في أمورها وإما للدعوة وإما ليكون أستاذا يعلم الآخرين علوم الدين .. وبين رجال الدين وبعضهم اختلاف حول أمور كثيرة وهذا الاختلاف معناه ببساطة أن يكون منهم على خطأ بالضرورة لأنه من المستحيل أن تكون كل الآراء صحيحة في ذات الوقت ، وهذا ليس عيبا أبدا أن تخطيء وتصوّب ما اخطأت فيه بالإجتهاد .
رجل الدين ليس إله ولا نبي .. رجل الدين ليس معصوما أبدا .. وهو مثل الطبيب والمهندس والسباك والنجار .. فرد من المجتمع له دوره المهم والمحترم والذي يستحق التقدير وليس فوق المجتمع ولا فوق القانون ولا فوق النقض ولا فوق الاختلاف معه .
مالي حرام وعملي حرام .. وداخل النار من الآخر .. بارك الله فيك يا شيخ
ولكن مجتمعنا لا ينظر له هكذا .. بل يراه كائن سماوي مبجّل ومقدس ومعصوم من الخطأ ولا يجوز مطلقا أن تعارضه لأنك لست في مقدار علمه الواسع .. العلم الذي يتيح له قول أي شيء وكل شيء دون أن يجرؤ أي كلب على أن يفتح فمه بكلمة واحدة عاقلة .. حتى وإن كان سؤالا .. لأن السؤال يفتح باب الجدال ومن المفترض أن رجل الدين الجليل لا يجادل السفهاء .
يقول لك ضع رأسك في المرحاض فتضعها فورا دون مناقشة ودون حتى استفسار عن ذا الطلب الغريب والشاذ فرجل الدين لا يخطيء أبدا ولا يمرض ولا يجن ولا يصاب بالخبال .
حينما ظهر علينا المواطن \ محمد حسّان بفتوى عبقرية تتيح لأي شخص أن ينقّب أسفل منزله للبحث عن الآثار ثم طمسها ثم بيعها حلالاً بلالاً، هتف له دراويشه : بارك الله فيك يا شيخنا العظيم .. وحينما ظهر في اليوم التالي ينفي تماما ما قاله جملة وموضوعا ويكذّب فتواه رغم أنها مسجلة صوتا وصورة في بجاحة فريدة من نوعها وكذب بيّن هتف المدّحاون أيضا : بارك الله فيك يا شيخ وأحسنت قولا . لم يجرؤ احد ان يقول أنه كاذب فالشيخ الجليل لا يكذب أبدا. والمشكلة لم تكن أبدا في التراجع عن فتواه فهذا حق مشروع له بالرغم من خطورة إصدار فتوى دون التأكد منها .. ولكن المشكلة في الكذب .
ماهو يا الناس اتجننت يا أنا اللي مش طبيعي !
وحينما قمت بعمل مونتاج يجمع بين قول الشيخ الأول وقوله الثاني ليرد على نفسه ويكذّب نفسه بنفسه قالوا لي : الشيخ أحل طمس الآثار وليس تحطيمها !!! لا يا شيخ ؟؟؟ طمسها وليس تحطيمها .. هناك فرق بالطبع .. أحل مثلا ثقبها وليس خرمها .. عجبنها وليس دعكها .. كسرها وليس تحطيمها ، فحتها وليس حفرها
.
فتوى كهذه كافية لهدم تراث شعب بأكمله وبيعه على الرصيف .. الحضارة الفرعونية لم يتبق منها سوى الفن والمعمار وما كتب عنها كتب التاريخ .. يريد الشيخ ببساطة بيع كل هذا .. لا .. بل طمسه أولا قبل بيعه طالما وجدته في أرضك وهو ملكك . بمعنى انني لو عثرت على مومياء الاسكندر الأكبر تحت بيتي فهي من حقي أفعل بها ما أشاء وليست من حق البشرية كلها . من حقي بيع عظام الاسكندر مثلا لطلبة كلية الطب "بتلتوميت جنيه" . أو بيع التابوت بالكيلو في ميدان العتبة .. أو حتى أستخدم المومياء كحطب وشي أكواز الذرة عليها .
ليس هي الفتوى الأولى من هذا النوع وليست هذه قضيتي الأساسية
القضية أنني أصبحت ممنوعا من نقد أي شخص بلحية في أي مقال أو كاريكاتير .. فقد أصبحت اللحية نوع من العصمة والحصانة الدينية تتيح لصاحبها وفقا لطولها أن يتحكم في عقول البشر الذين تحولوا إلى روبوتات بالريموت كونترول يمكن توجيهها عن بعد لفعل أي شيء يخطر على بالك طالما أظهرت لهم لحيتك .. أصبحت اللحية مثلا علامة ممنوع الاقتراب أو التصوير .. أصبحت اللحية فوق حرية التعبير المشروعة . فإن صاحبها مبعوث الإله وليس بشرا عاديا وليس مواطنا عاديا ولا يطبق عليه ما يطبق على سائر البشر .
في أحد التعليقات على خبر فتوى المواطن محمد حسّان يقول المعلّق : والله يا شيخ لو أمرتنا بتحكيم الآثار لحطمناها كلها ولم نبق على أثر واحد في مصر
ويقول آخر : أنت أحب إلي من أمي وأبي
ويقول ثالث بالحرف الواحد : أشهد انك أشرف الخلق بعد سيدنا محمد والصحابة
نحن أمام غزو فضائي وليس مجرد حالة ما من التعصّب .. الفضائيين يستحوزون على أجساد المصريين ويسيطرون على عقولهم .. لانه ببساطة شديدة جدا فإن هذا الكلام يتعارض مع الدين الاسلامي نفسه .. يتعارض مع موقف سيدنا أبي بكر الصديق حبنما قال : أيها الناس، فإني وليت عليكم و لست بخيركم .. فإن أحسنت فاعينوني وإن أسأت فقوموني ويتعارض مع الحديث الشريف :
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، :
(لا تـكــونـوا إمَّـعــة، تـقــولـون: إن أحســن الـنــاس أحـســنـّا، وإن ظـلــمـوا ظـلــمـنـا، ولـكــن وطـنــوا أنـفــسـكـم، إن أحـســن الـنــاس، أن تـحــسـنـوا، وإن أســاؤوا فـلا تـظــلـمـوا) رواه الترمذي
سيدنا أبو بكر شخصيا يقول إن أسأت فقوموني !
والكلام عن الإمعة هذا كلام رسول الله وليس كلامي .. ولكن يبدو أن المواطن محمد حسّان يتمتع بميزة خاصة تجعله فوق الأنبياء والمرسلين
الشعبية التي اصبح يتمتع بها المواطن محمد حسّان لدى الناس والتي جعلته يتكسّب من جهلهم ملايين الجنيهات تمثل خطرا حقيقيا على النخبة العاقلة الباقية ( ولا أدعي أنني منهم ) وهي النخبة التي تمثل الأمل الوحيد في صلاح هذه الأمة التي ماتت وتعفّنت فلم يبق لها سوى التعصب الديني وراء مشايخ مرتزقة .
حينما تجد نفسك مثلا متهما بالجهل والتخلف والإلحاد أمام شخص غبي أحمق لا فرق عنده بين سيمفونية لبيتهوفن وصوت ظراطه لمجرد أنه بلحية وأنت لا .. أي شخص .. فقط له لحية .. وتجد من يقول لك : هل أنت في مثل علمه كي تعارضه وتتطاول عليه يا كلب ؟
الجهل شيء ولكن العناد في الجهل بهذه الطريقة شيء آخر تماما
لو كنت في مثل علمه ــ حتى وإن كنت كلبا ــ لكان من المستحيل أن أفتى الناس بالرضاعة من أثداء زميلات العمل .. ولم أكن لأفتى بطمس وتحطيم وبيع وتجارة حضارة مصر وتراثها .. ولم أكن لأنادي بختان الإناث باعتباره فرض واجب على كل مسلم أن يختن ابنته .. ولم أكن لأحرم الفنون جميعا شكلا وموضوعا .. ولم أكن لأنادي بمنع تعليم البنات بالجامعة .
وإن كنتم أنتم على مقدار ما من التعقل لما كنتم مهللين مستحسنين طائعين لأي شخص انقطعت عنه المياه فلم يحلق لحيته منذ شهور .. آمين .. آمين يا شيخ المرسلين ولتصب لعنة السماء على كل من يعارضك .
هذا الخبال الذي أصاب الجميع لا علاج له .. تحاول ان تكسر أصنامهم التي عبدوها ولو بمجرد كاريكاتير تناقش فيه هذه الأزمة فتنصب عليك اللعنات من كل مكان وتنهال عليك التعليقات والتهديدات الغبية متناهية الغباء تقطر حقدا وغلا وجهلا وتخلفا .
رجال الدين بشر محدود الإدراك كغيره من البشر .. وُجب على غيرهم تقييمهم وتقويمهم ونقدهم .. حينما يتعلق الأمر بالإقتصاد يجب مناقشة الفتوى مع خبير اقتصادي أولا .. وحينما يتعلق الأمر بالطب وجب ماقشة الأمر مع طبيب .. حينما يتعلق الأمر بالفن فلا يجوز لك ان تفتي بأي كلام لا تفهمه بل إرجع إلى فنان أولا لتفهم عن ماذا تتحدث .. اما إدعاء العلم الكامل والحق الكامل في التدخل بكل أمور الناس من خلال الدين فهو مرفوض تماما .. التدخل الذي وصل إلى أن يأتي الشيخ ليعلمني كيف أنام مع زوجتي وكيف أغسل أسناني وكيف أقضى حاجتي وفقا لمزاجه هو الشخصي وليس من مجرد رؤية دينية ، وعليّ السمع والطاعة .. شكرا يا شيخ فلدي كل الكتب الدينية والعلمية التي تعلمني هذه الأشياء ولا حاجة لي بعلم فضيلتك .
من حقي أن أسمع الجميع .. وأناقش وأسأل وأقتنع وأفهم وأحلل وأدرك .. من حقي أن أسمع عمرو خالد ومصطفى حسني وأقرأ لمصطفى محمود وللشيخ الغزالي والإمام محمد عبده .. من حقي الاعتراض على التعصب والجهل .. من حقي معارضة مشايخ يتهمونني بالإثم والضلال لأنني فنان تشكيلي ويحرّضون الناس علي وعلى أهل الفن .. الأمور الدينية ترجع إلى اجتهاد الانسان نفسه وليس الانصياع .. ترجع إلى البحث والتنقيب .. التنقيب عن الفكرة وليس عن الآثار بالمناسبة .. أن تستمع إلى كل الآراء المتاحة وتحاول من خلالها أن تصل إلى قناعة شخصية تجاه الأمور التي تحيّرك .. لا أن تترك أذنك وعقلك لأي شخص بلحية ليملي عليك ما يجب أن تفعله وما يجب أن تتركه .
هذا رأيي ولن أتراجع عنه .. فاقتلوني أو اصمتوا
حكم الغناء والعياذو بالله
Monday, September 13, 2010
حدوتة مصرية
أعتقد انها المرة الأولى التي أحكى فيها هذه القصة المدهشة .. ربما لم أجد لها مناسبة من قبل كي أحكيها ، ولكن اعتقد أنه قد حان الوقت الآن لتدوينها .
والدي هو الدكتور حمدي محمد أحمد ابراهيم من أسرة شديدة الفقر .. جدي كان صانع للطرشي وعمل كبقال بالأجرة ثم كغفير في شركة ميلك لاند .. وأسرة والدي مكونة من 5 أفراد يعيشون في غرفة واحدة في بيت قديم ببين السرايات ، وقد زرت هذه الغرفة منذ فترة ولم أصدق انها بهذا الضيق أبدا .
وبالرغم من الفقر الشديد استطاع والدي الإلتحاق بكلية طب قصر العيني (القاهرة) والفضل في ذلك كان للثورة التي سمحت للفقراء دخول الكليات بلا واسطة ، ولكن يظل الفقر حائلا بين والدي والدراسة فحتى مع مجانية التعليم كانت الكلية مكلفة أيضا ، كان أبي يحتاج لكتب ومراجع قبل اختراع تصوير المستندات .. وكان الفقر يجعله عاجزا على حضور السكاشن والمحاضرات بحذاء بالي ممزق وقميص مرقع .
وحينما طفح بوالدي الكيل قرر كتابة رسالة لجمال عبد الناصر رئيس الجمهورية ! يبدو أن الجنون وراثة في عائلتنا
ومخلص الرسالة هو كالتالي :-
السخرية من قول رئيس الجمهورية بأنه "فتح أبواب الجامعات للجميع فئات الشعب" ووصف والدي ذلك انه فتح الباب الحديدي فقط بالمعنى الحرفي للعبارة ، ولكن الجامعات لا تزال أبوابها مغلقة فعليا أمام الفقراء وأن مجانية التعليم مجرد كذبة ونكتة سخيفة للضحك على عقول البسطاء .
بالإضافة إلى بعض الاتهامات الأخرى شديدة اللهجة يغلب عليها طابع التهكم والسخرية
وأنهى رسالته بتهديد جمال عبد الناصر بالقتل والجملة كانت : " حقتلك يا جمال يا عبد الناصر وحقتل نفسي "
------------------------------------------
يقولون أن الفقير لم يعد لديه شيء ما يخسره خاصة حينما يصل الفقر إلى مرحلة عدم القدرة على شراء حذاء أو كتاب أو قميص أو حتى قلم جاف . لهذا لم يعد لوالدي شيء ما يخسره .
ما حدث بعد أيام هو أن الجيران شاهدوا مجموعة من الرجال بالبدل الرسمية يسألون عن منزل \ غرفة محمد أحمد ابراهيم .. سألوا عنه وعن ابنه حمدي واخواته .. حينما سألهم الجيران : انتوا عاوزين ايه من حمدي ؟ .. أجابوا : بنسأل عنه عشان هو متقدم لبنت من عيلتنا .. فكان ردهم وهو يحدقون بملابسهم الفاخرة : وهو حمدي ده مقامكم يا بهوات ؟ ده مش لاقي ياكل .. ده شحات .. وانتوا مقامكم عالي مايصحش .
بعدها بيوم كان والداي بالكلية يجلس بمحاضرة بالصف الأخير وهو يداري خرق ما بقميصة على ما يبدو ، فجأة اقتحم بعض الرجال المحاضرة وسألوا عن الطالب حمدي محمد .. أدرك والدي انها النهاية .. واقتادوه مباشرة إلى سيكرتير رئيس الجمهورية ! .. وعرضوا عليه خطابه واستجوبوه لساعات طويلة .. بالطبع والدي كان في قمة الرعب ويبدو انه ادرك متأخرا فداحة التصرف المجنون الذي قام به في لحظة طيش .. لم يكن يدرك أن الخطاب سيصل إلى الرئاسة بالفعل ، كان يكتبه كنوع من التدوين كما نفعل نحن الان على المدونات والفيس بوك .. مجرد كلمتين محشورين في الزور .. مجرد فضفضة .. اما أن يصل الخطاب بالفعل إلى الرئاسة فهذا أمر يفوق الخيال . ولكن هذا لم يكن أقصى ما فاق الخيال بهذه القصة .. فبعد ساعات من الاستجواب قال له السكيرتير :
طب ياللا عشان تخش جوّه
ــ جوّه فين حضرتك ؟
ــ تخش للريس
ــ ريّس مين سيادتك ؟
ــ الرئيس جمال عبد الناصر يابني
يا نهار اسد ومهبب ومنيل ؟ .. رئيس الجمهورية ؟ والذي هدده أبي بالقتل ؟ والذي سخر منه وتهكم عليه ؟.
من الصعب وصف حالة والدي وقتها .. انا نفسي حينما اتخيل هذه الواقعة ارتجف رعبا فما بالك ببطل القصة نفسه .
وأدخلوا والدي على الرئيس !
الانطباع الأول كما يقول كل من قابل الرئيس جمال عبد الناصر أن له كاريزما غير عادية ، هاديء ومحترم ومهيب
ــ ايه يابني اللي انت كاتبهولي ده ؟
ــ ........
ــ عاوز تقتلني ليه ؟
ــ .......
ــ ايه مشكلتك ؟
ــ .....
ــ يابني ما تنطق انا مش فاضيلك
هنا بكى والدي (أقل واجب) وأخذ يشرح له ظروفه والتي يعرفها الرئيس مسبقا من خلال التحريات . وبعد ان انتهى والدي من الكلام :-
ــ ماشي يا دكتور .. ليك دلوقتي سكن في المدينة الجامعية عشان تعرف تذاكر .. وليك تاخد كل الكتب بتاعتك من الجامعة مجانا .. ودي بطاقات تقدر تروح بيها وتشتري هدوم من عمر أفندي .. وده مرتب شهري لحد ما تخلص دراستك في الكلية .. وياللا روح ذاكر وما تضيعش وقت
.
وفي عدد مجلة صباح الخير ( للأسف لا أذكر التاريخ وسأضيفه قريبا كتحديث ) تم نشر التالي بقلم الرئيس جمال عبد الناصر
إلى ابننا حمدي ابراهيم ( وهو اختصار لاسم والدي ) .. اتمنى لك مستقبل باهر وليكن عملك في خدمة الفقراء والمحتاجين .. إمضاء الرئيس جمال عبد الناصر
التاريخ التقريبي هو قبل وفاة جمال عبد الناصر بعامين . ولازلت أبحث عن هذا العدد بأرشيف مجلة صباح الخير .
انتهت القصة
ولا تعليق من جانبي
----------------------------
التحديث
الواقعة حدثت سنة 1968 ونشرت القصة بمجلة صباح الخير في موضوع بعنوان : مآثر جمال عبد الناصر سنة 1970
Sunday, September 12, 2010
تاج
شكر خاص لمحمد ناصر الدين الهلالي الذي استطاع ان يخرجني من حالة اللاتدوين والتي طالت حتى ظننت أنني لن أعود للكتابة مرة أخرى . ربما كان السبب هو شعوري بأن التدوين أصبح مجرد فضفضة وأحيانا نوع من النواح دون نتيجة حقيقية ، وربما لشعوري بأنني قد قلت كل شيء يمكن أن يقال ولم يعد هناك أي جديد سوى المزيد من المشاكل أو القضايا التي ربما ترفع ضدي بسبب ما أقوله ، ولعل فترة التوقف الطويلة هذه نوع من التدوين الصامت كالكاريكاتير بدون تعليق ! على أي حال سأجيب على الأسئلة التي مررها لي هذه المرة على وعد بموضوع جديد كل أسبوع بإذن الله .
مَنْ أهم الكتاب الذين قرأتَ لهم ؟
محمود سالم كأول كاتب أقرأ له (المغامرون الخمسة طبعا ) ، ودكتور أحمد خالد توفيق وهو الكاتب الوحيد المستمر معي منذ أيام المراهقة حتى الآن ، عبد الحميد جودة السحار والذي جذبني نحو الأعمال الروائية ، توفيق الحكيم ، يوسف إدريس ، مصطفى محمود ، علاء الأسواني ، أحمد مراد .
من هم الكتاب الذين قررت ألا تقرأ لهم مجددا؟
ههههههههههه سؤال من الصعب جدا الإجابة عليه لأن منهم أصدقاء لي ! ، ولكن يمكن ذكر اسم نبيل فاروق دون إبداء أسباب حاليا على الأقل ، وبشكل عام أيضا قررت ألا أقرأ للكتاب المتحذلقين مدعي الثقافة ممن يكتبون : انشطرت السماء نصفين فبالت الأرض على نفسها لتنبت أزهار الضمير باثقة نابضة بأعماق المادي المتردل في غياهب الفضاء السرمدي! وكذلك الكتاب معدومي الثقافة والموهبة أساسا والذين يعتمدون على لحس المؤخرات أو الكتابة في مواضيع اللواط والسحاق لمجرد الفرقعة الاعلامية .
في صحراء قاحلة ، أي الكتب تحمل معك؟
لو أن هناك كتاب بعنوان : كيف تعيش في الصحراء ، لحملته معي ، وبعيدا عن التحذلق فسأختار كتاب : يوتوبيا لدكتور أحمد خالد توفيق .
ما هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا ، وتتمنى قراءة كتبه ؟
ستيفن كنج بلغته الأصلية !
ما هي قائمة كتبك المفضلة ؟
يوتوبيا ، العسكري الأسود ، النداهة ، تراب الماس وفيرتيجو ، وداعا أيتها السماء ، عودة الروح ، يوميات نائب في الأرياف ، أينشتين والنسبية لمصطفى محمود ، نادي القتال .
ما هي الكتب التي تقرؤها الآن ؟
عزازيل ، وكتب انجليزية متنوعة بفن الإخراج والستوري بورد .
اللي بعت الدعوه ؟
محمد ناصر الدين الهلالي
Thursday, August 26, 2010
حزام الكويكبات .. فيلم كارتون قصير
سيناريو : دكتور ميشيل حنا
أداء صوتي : رهام حمدي + منى حمدي
ستوري بورد وتصميم شخصيات وتحريك وخلفيات وتركيب ومونتاج وإخراج : أشرف حمدي
Saturday, August 14, 2010
المسحراتي
تابعوا مسلسل المسحراتي .. يذاع يوميا على القناة الثانية تردد 11488 أفقي الساعة الثانية إلا عشر دقائق بعد منتصف الليل
وعلى قناة نايل لايف الثانية إلا خمس دقائق بعد منتصف الليل
Monday, July 26, 2010
إمرح مع الجودة
امرح مع الجودة
قصة مصورة جديدة على موقع بص وطل
سيناريو دكتور أحمد خالد توفيق
رسوم دكتور أشرف حمدي
إضغط هنا
Friday, July 16, 2010
30 طريقة للموت
Thursday, June 17, 2010
قانون أم محمد
الكوميديا الحكومية لا تتوقف أبدا من خلال التصريحات الرسمية ، خاصة تلك التي يدلي بها السيد الوزير يوسف بطرس غالي وسيادة النائب الأستاذ أحمد عز ، بل تتطور إلى كوميديا سوداء من نوع خاص جدا جدير بأن ننظر له بعين الإعجاب .
كوميديا لا تكف لحظة عن مفاجأتك بالجديد ، ولا تكف عن إثارة دهشتك ، تماما كما ينصحني فنان الكاريكاتير الأستاذ عمرو سليم دائما بقوله : لا تكف عن إثارة دهشة القاريء بكاريكاتير يحمل أفكارا جديدة ومبتكرة .
والإبتكار في الكوميديا هذه المرة كان هائلا ، قفزة عملاقة تنطلق بها الحكومة نحو آفاق أوسع لم نكن نتخيل أنها موجودة أصلا فضلا عن رؤيتها بأعيننا التي أصابها قصر النظر وإدراكنا الذي تبلّد .
والموضوع ــ كما أختصره على طريقتي ــ هو قصة شاب سكندري عادي جدا ، لا ينتمي إلى أي تيار ديني أو سياسي . شاب يهوى التلحين والتوزيع الموسيقى ويستخدم لوحة مفاتيح موسيقية (أورج) موصلة بجهاز الكمبيوتر الذي لا يكاد يبتعد عنه لحظة إلا للضرورة ، يهوي أيضا تربية القطط السيامي ، ويهوي صيد الأسماك ، ويهوي الإنترنت بالطبع إن كان من الممكن ان نعتبر الإنترنت هواية ، عاش في أمريكا لفترة ، وأخوه يحمل الجنسية الأمريكية ووالدته لديها جرين كارد وخاله طبيب أسنان ، يعني قطط وسمك ومزيكا وأمريكا ونت ، مش بقولكم شاب عادي تماما ؟ ما المثير هنا ؟
المثير أنه قتل على ايدي أثنين من المخبرين على مرأى ومسمع أكثر من 60 شخص في وضح النهار ، هكذا تقول القصة
والسبب ؟
هممممممم ، السبب ، هذه نقطة مهمة وتحتاج إلى تأمل.
هذا هو أول شيء فكرت فيه حينما علمت بالخبر وقتما كان مجرد صورة بدون قصة .. السبب .. ما السبب \ الدافع الذي يجعل مخبر لا سلطة له تقريبا ــ أو قل : أقل من أقل سلطة في البلد ــ يقتل شابا كهذا "قطط وسمك ومزيكا وأمريكا ونت" ، سؤال محير أليس كذلك ؟
طب ونحتار ليه ؟
بسيطة .. إسألوا فضيلة المخبر
ولكن ما وصلنا لم يكن كلام فضيلة المخبر فحسب ، بل كان بيانا رسميا من وزارة الداخلية نفسها يوضح ملابسات الحادث .
خالد محمد سعيد "قطط وسمك ومزيكا وأمريكا ونت" هو في واقع الأمر تاجر مخدرات (واحد) ومتحرش جنسيا بالبنات (اتنين) ومتهرب من الخدمة العسكرية (تلاتة) وفي حوزته أسلحة بيضاء (أربعة) ومطلوب في 4 قضايا سرقة (آدي خمسة) ويارب ماكونش نسيت حاجة تاني ، لالالالا مش هو اللي قتل كينيدي الصراحة البيان لم يقل ذلك أبدا . ولكنه اكتفى بهذه التهم الخمس
وحينما حاول المخبر تفتيشه قام خالد ببلع كيس بلاستيكي يحوى مخدر البانجو فمات الولد من اسفكسيا الاختناق دون أن يلمسه المخبر .
ولكنني متضايق من المخبر وألومه وأعتب عليه ، يعني مخبر وزميله المخبر التاني مش عارفين يطلعوا الكيس من زور الواد ؟ في الحقيقة لا أريد ان أزيد من لومي عليه لأنه ربما كانت أصابع المخبر غليظة جدا فلم تستطع الوصول إلى زور القتيل ، كما انني ألوم خالد أيضا وأعتب عليه جدا ، كيف يبلع كيس بلاستيكي ؟؟؟ أنا اعرف اللي بيتمسك بحتة حشيش قد عقلة الصوباع بيبلعها وبيعمل دماغ حلوة قوي قوي ، انما يبلع كيس بلاستيك باللي فيه ؟؟؟ ده أصغر كيس فيكي يا مصر بيشيل لتر لبن أو كوبايتين عصير قصب أو طبق كشري من أبو خمسة وسبعين .. تبلع كيس يا خالد ؟ كيس بانجو يا خالد ؟
طيب خالد بلع الكيس ومات ، ما الذي جرى لوجه خالد ؟ الصورة لا تحتاج إلى طبيب أسنان مثلي ليشرح ما بها :
كسر في الفك السفلي
كسر في الفك العلوي وفي الأسنان العلوية
كسر في قاع الجمجمة
كسر في عظام العين
بشكل عام الوجه متهتك بشكل بشع .
ده ماكنش كيس مخدرات ده يا خالد ، ده كيس متفجرات ، كيس ديناميت أكيد
لكن كانت هناك روايتين مختلفتين تماما :-
الراوية الأولى تقول أن ما نراه في الصورة هو عبارة عن جثة خالد بعد التشريح ، وبعد التشريح الجثث بيكون شكلها كده هوه يا عالم يا جهلة ياللي ما بتفهموش في الطب .
لهذا فانا اسحب لومي وعتابي السابق وأوجهه ــ وبكل قسوة ــ إلى قسم التشريح بكلية طب قصر العيني عشان ضحكوا عليا وعلموني غلط لما كنت في سنة أولى أسنان ، ماحدش قاللي ليه اننا في التشريح نكسر الفكين والأسنان وقاع الجمجمة وعظام العين ؟ ماحدش قاللي ليه اننا بنقطّع الخد بالشكل ده ؟ عموما شكرا للطبيب الشرعي الذي نبهني إلى هذه المعلومات الهامة التي غاب عن أساتذتي في الكلية شرحها لي .
الرواية الثانية تقول ان خالد وهو طالع من القسم (إلا هو راح القسم ؟؟؟ مش الواد مات يا جدعان وهو بيبلع الكيس في الإنترنت كافيه ؟ ولا انا نسيت ، ولو ماكنش مات هو طلع من القسم ليه ؟ مش ده متهرب من الخدمة العسكرية ؟ وهربان من قضايا وعليه أحكام وبيتحرش بالبنات وتاخر مخضروات ؟ ) ما علينا .. المهم .. وهو طالع من القسم جت عربية خبطته فعملت فيه كده
عربية خبطتته في وشه !
همممممم ، العربية سابت جسمه كله وطارت تخبطه في وشه ؟ ، دي أكيد الحوامة بتاعة مازنجر أم مروحتين ع الجناب دي ، اللي بتطير ، مش عربية ماشية على عجل، كان راكبها "ماهر" وهو جاي يقول : أفتح يا مازنجاااااار ، قام خابط في وش خالد عمل فيه كده .
دي قصة جميلة برضه .
القصة الأجمل بقى هي الصحافة القومية .
الصحافة القومية تصف خالد بـ "شهيد البانجو" ، وتتسائل في استنكار : هو ايه اللي جرى لمصر وشباب مصر ؟ كل الضجة دي عشان واحد حشاش ؟
طيب أنا حجيب من الآخر يا صحافة يا قومية :-
خالد محمد سعيد "قطط وسمك ومزيكا وأمريكا ونت" هو قاتل وسفاح ، مطلوب في 348758234750839475 قضية قتل واغتصاب وسرقة بالإكراه ، السؤال هنا : هي البلد دي فيها قانون ؟ ولا مافيهاش ؟
يعني واحد زي ده يتقبض عليه بهدوء ويتقدم للمحاكة بشياكة ويتعدم بعدالة ، إنما اللي حصل ده تبع قانون ايه ؟ قانون ايه ده اللي يدي حق لحتة مخبر إنه يتهم ويدعي ويحاكم وينفذ الحكم في 20 دقيقة (هي مدة تعذيب خالد بالضبط) ، في 20 دقيقة اتهمت وأصدرت حكمك وقمت بتنفيذه علنا في الشارع قدام 60 شاهد وفي وضح النهار ، 20 دقيقة سلبت فيها روح شاب في مقتبل حياته ، شاب بتاع مزيكا وقطط سيامي وصيد سمك وأنترنت . شاب في مثل عمري مواليد 82 ، شاب ماحدش من جيرانه أو معارفه أو أصحابه قال عليه كلمة وحشة ، شاب عاش حياته كلها في أمريكا وجه مصر عشان يموت ، شاب اسمه خالد محمد سعيد ، أبوه مش لواء ولا أخوه أمين شرطة ولا جوز عمته مأمور قسم الضرب الأحمر .
، آه نسيت ، صح ، ده بقى اللي اسمه قانون "أم محمد" ، الشهير بقانون الطواريء ، مش كده ؟
أنا دلوقتي بس عرفت السبب
Monday, May 31, 2010
كل العيلة سهرانين
تذاع يوميا على قناة طه
ستوري بورد \ تركيب \ مونتاج : أشرف حمدي
Tuesday, May 25, 2010
Monday, May 03, 2010
ممنوع من الرسم
هذه التدوينة ليس الغرض منها النيل من أستاذ كبير في ثقل الفنان مصطفى حسين ، ليس من مصلحتي بالطبع معاداته وليس من الذكاء أن أهاجمه ، وليس من الأدب أن اتطاول عليه وهو في سن والدي ( أو أكبر قليلا ) !
ولكنه موقف كأي موقف ، وقد تعودت الإعلان عن مواقفي بصراحة تامة بغض النظر عن أية اعتبارات ، وربما كانت الدبلوماسية من الأشياء التي أفتقر إليها بالفعل ولكني ــ بالرغم من ذلك ــ لا أتمنى اكتسابها !
في البداية إليكم تفريغ حوار صوتي لشخص يطرح سؤالا للفنان مصطفى حسين بإحداي اجتماعات النقابة والتي يرأسها مصطفى حسين بالطبع باعتباره نقيب التشكيليين
فلان : ...... خريجي تجارة وزراعة طب وآداب والعديد من الكليات الغير متخصصة يزاولون مهنة الفن ، والعديد منهم يكتبون مصمم جرافيك في البطاقة الشخصية ، كل مهنة لابد من تصريح نقابة لمزاولتها ، فلماذا لا تضع النقابة حل لهذه المشكلة ؟
مصطفى حسين : ده ضمن القانون المقدم حاليا في مجلس الشعب
هذه هي المرة الثانية التي يصرح فيها مصطفى حسين بذلك ، قانون يمنع ممارسة الفن التشكيلي لمن لم يتخرجوا في كلية الفنون الجميلة .
هذا بالطبع كلام فارغ . ولا يوجد أي وصف آخر له سوى ذلك .
السؤال خاطيء في الأساس ، ليست كل مهنة لها تصريح نقابة لمزاولتها ، هل هناك نقابة للأدباء مثلا ؟ أو نقابة للباليه ؟ أو نقابة لمبرمجين ؟ أو نقابة لمصممي المواقع ؟
في حقيقة الأمر فإن الفن لا يمكن مقارنته بأي حال من الاحوال مع مجال مثل الطب ، ودعونا نوضح الفارق
الفن موهبة ، الفنان يولد فنان لأنها جينات وراثية ، أو بمعنى أدق يولد ولديه استعداد مسبق لأن يكون فنانا وله حرية الإختيار بعد ذلك ، إما أن ينمي موهبته ــ بعد اكتشافها بالطبع في سن مبكر ــ أو يهملها ليختار مجالا آخر يحقق له طموح معين . إذن الدراسة لن تصنع فنان ، حتى لو جئت بشخص غير موهوب ووضعته في شركة ديزني ليتعلم على أيدي أعظم أساتذة الرسوم المتحركة في العالم فلن يحقق أي تقدم ، في حين أن كتاب واحد قد يقع في يد شخص موهوب من الممكن أن يجعله من فناني ديزني يوما ما ! التصحيح هنا : لا تسمح لشخص غير موهوب بدخول كلية الفنون الجميلة ، أصلح أولا من طلبة فنون جميلة قبل أن تمنع الموهوبين من خريجي الكليات الأخرى من مزاولة الفن .
الطب دراسة وليس موهبة ، الطب يحتاج إلى مهارات يمكنك أن تجدها في نسبة كبيرة جدا من البشر بخلاف الفن ، مهارات الطب المطلوبةــ من وجهة نظري بالطبع ــ هي القدرة على الحفظ ، القدرة على الاستنباط والاستنتاج ، التفكير المنطقي ، التحليل ، والصبر ، وقوة الأعصاب وسرعة البديهة واتخاذ القرارات السليمة في ظل أجواء موترة وضغط عصبي وهذه الصفات الأخيرة يمكن اكتسابها مع التدريب ، أي شخص متوسط الذكاء يمكنه أن يكون طبيب فقط لو استطاع ان يتحمل الدراسة المرهقة ، إذن فالطب ليس موهبة وليس هواية وليس مهارة يمكن اكتسابها بالجهود الذاتية ، لكي تصبح طبيبا فأنت في حاجة إلى كلية الطب ، تحتاج إلى معامل وإلى مرضى وإلى قسم تشريح وجثث وإلى أستاذ يشرح لك بشكل عملي كل شيء ويحتاج الطبيب لكي يكون طبيبا إلى اختبارات عديدة عملي وشفوي وتحريري وفترة امتياز وفترة تكليف وبعدها يمكنك الحصول على تصريح مزاولة المهنة وعضوية نقابة الأطباء ، لأنها أرواح بشر وليست مجرد لوحة سيئة سترسمها ، لا أنكر أنه وبعد كل ذلك قد يرتكب الطبيب أخطاء ولكن هذا نتيجة لفساد التعليم وهذه قضية أخرى
في مجال الطب يمكنك أن تقيس مستوى الطبيب بدقة وببساطة شديدة من خلال الاختبارات سواء التحريرية أو الشفهية أو العملية ، فقط تحتاج إلى أن تفعل الأشياء الصحيحة كما يقول الكتاب ، الفن لا يقاس أبدا ولا يمكن تقييمه إلا وفقا لشروط معينة تتعلق مثلا بقواعد المنظور والنسب التشريحية وغيرها ، هذه القواعد في حد ذاتها يمكن كسرها ، يمكن أن تكسر المنظور ويمكن أن تضرب بقواعد التشريح عرض الحائط ، هل يمكن تطبيق قواعد المنظور والتشريح على لوحات سلفادور دالي مثلا ؟ هل يمكن تقييم لوحات فان جوخ وفقا لمعايير ؟ مستحيل بالطبع ، ولكن في الطب لن يمكنك كسر أي قواعد وإلا ستكون النتيجة كارثية ، لن يمكنك إعطاء حقنة أدرينالين في الوريد وتقول مثلا : انا بعملها كده ، انا مبدع ، انا فنان .. سيموت المريض قبل أن يلعن اليوم الذي وقع فيه تحت يديك . الفن لا يجوز تقييمه إلا في حدود ضيقة للغاية . فعلى أي أساس سوف تمنحني تصريح بمزاولة مهنة الفن ؟ ما هو المعيار ؟ لا معيار إذن لا تصريح .
تصريح مزاولة الفن ؟! هذا تعبير عبثي ولا معنى له . ومن المفترض ألا يخرج مثل هذا القول من فنان مثل مصطفى حسين لأنه يسيء له بالطبع ويجعله يبدو كشخص محدود الذكاء أو محدود الموهبة .
لو مر هذا القانون فبالتالي يمكن وقفالكاتب العبقري دكتور أحمد خالد توفيق أو الدكتور علاء الأسواني عن الكتابة لأنهما ليسا من خريجي كلية الآداب ! الأول طبيب بشري والثاني طبيب أسنان .
ألم أقل لكم أن الأمر عبثي ؟ هل الأديب لابد أن يكون من خريجي كلية الآداب ؟ هل الصحفي لابد وأن يكون خريج إعلام ؟ فلنعطي بعض الأمثلة لمجرد التسلية
يوسف ادريس \ أديب : طبيب بشري
يحي الفخراني \ ممثل : طبيب بشري
عزت أبو عوف \ موسيقي وممثل : طبيب بشري
فؤاد خليل \ ممثل كوميدي : طبيب أسنان
علاء الأسواني \ أديب : طبيب أسنان
نبيل فاروق \ كاتب : طبيب بشري
نزيه \ رسام كاريكاتير : طبيب بشري
ستطول القائمة بالتأكيد مع القليل من التذكر ! يمنكم أن تساعدوا ذاكرتي من خلال التعليقات
كيف سيكون حال الفن لو أنه قد تم منه هذه الأسماء من مزاولة الفن باعتبارهم خريجي كليات غير متخصصة ؟
كيف يمكن أن تمنعني من مزاولة الفن وقد درسته بالجهود الذاتية ومارسته لمدة عشر سنوات على أيدي كبار الفنانين والغريب ان مصطفى حسين نفسه كان ضمن من قيموا اعمالي سواء من خلال انضمامي لفريق عمل مجلة كاريكاتير التي يرأس الأستاذ مصطفى حسين تحريرها ، أو الجمعية المصرية للكاريكاتير والتي يرأسها أيضا مصطفى حسين ، أو من خلال المسابقات التي اشتركت فيها وكان مصطفى حسين رئيس لجنة التحكيم ! أمر غريب بالفعل ، كيف تعترف بي كفنان وتضمني للجمعية المصرية للكاريكاتير ثم تمنعني من مزاولة الفن بأمر القانون ؟
مصطفى حسين بصفاته العديدة كنقيب التشكيليين وكرئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير وكرئيس تحرير مجلة كاريكاتير كان من المتوقع منه أن يدعم الفن بدلا من أن بقضي عليه في سبيل إرضاء أعضاء النقابة التي يرأسها ، من الأولى أن يهتم بمستوى خريجي الفنون الجميلة قبل أن يتحدث عن منع الآخرين من مزاولة الفن لأنني ــ وأتحدث عن نفسي ــ أفضل من الكثير من خريجي هذه الكلية سواء كموهبة أو كخبرة ، وهذا ليس غرور لأنها حقيقة ، هناك من خريجي كلية الفنون الجميلة أعلمهم الكاريكاتير ويطلبون مني تقييم أعمالهم .
أتذكر المقولة الشهيرة : بلد بتاعة شهادات صحيح
وأضيف إليها : وياريت الشهادات كانت بتنفع أساسا