Total Pageviews

Wednesday, April 18, 2007

كسر الحلقة



هممت بفتح الباب ولكنه استوقفني :
ــ كام دول يا كابتن ؟
ــ تلاتة جنيه .
ــ تلاته ايه ؟, هات اتنين جنيه كمان
ــ لأ تلاتة كويس .
فتحت الباب ولكنه جذبني من معصمي الأيسر .
ــ لأ ماهو انت مش طالع من هنا الا لما آخد فلوسي .
ــ طب اطلع بينا علي أي أمين شرطة .. واللي يقول عليه أدفعه .
أغلقت الباب , وتحمس هو للفكرة .
ــ قوي قوي ... كده انت تمام , مادام قلت كلمة "أمين" يبقى أنت بتفهم .. أيواااااه ... ماشي .
استرخيت في مقعدي وأنا انتظر اللحظات المشوقة التالية , دار بي الميدان ثم عاد الي نفس المكان تقريبا .
ــ لو تحب كمان نروح القسم قوي قوي ... نروح لو عاوز
ــ طيب ... أنسى موضوع الأمين وبينا ع القسم بقى ... فكرة كويسة
ــ أمال مربيلي دقنك وعامللي فيها شيخ يعني .
ــ لأ دي عياقة حضرتك .. اسمها دوجلاس .
ــ عياقة آه ... طيب ... هو انا طالع آكل عيش ولا أحرق دمي مع الناس .
ــ انا كمان طالع آكل عيش . ثم انت بتزعق ليه ؟ ما قولنا رايحين القسم واللي يقولوا عليه هناك أدفعه انشالله لو قالوا عشرين جنيه .. مش بتقول حقك ؟.
ــ طب أنا مش طالع ع القسم ... وأنا لو عاوز أضربك هنا وآخد حقي منك حضربك ... انت فاكر ايه ؟
ــ طب اضربني . انزل واضربني بقى . وحتروح القسم برده في الآخر .
فجأة ألقى بالنقود تجاهي وصرخ :
ــ أمشي ... خد فلوسك وامشي أنا مش عاوز أشوفك ولا عاوز أجرتي .
أعدت النقود الي جانب المصحف وأنا أبتسم ( لأ خد فلوسك .. التلاتة جنيه برده ) , فتحت الباب وهممت بالخروج فدفعني بعصبية , أمسكت بمعصمه:
ــ بص حتمد ايدك يبقى نطلع ع القسم أحسن .
هممت بالركوب مرة أخرى
دفعني مرة أخرى وهو يصرخ ( بقولك امشي ... مش عاوز أشوفك ولا عاوز فلوسك ) .
ــ طب مش ماشي وحتروح ع القسم .
جاء أولاد الحلال ليلطفوا الموقف . رجل عجوز بلحية بيضاء عملاقة . ( حصل خير )
ــ انا نفسي أعرف انت مش عاوز تروح القسم ليه ؟ خايف من ايه ؟ ها ؟
(حصل خير)
(معلش يا أستاذ)
أنطلق السائق فوجهت كلامي للرجل العجوز .
ــ عاوز ياخد خمسة جنيه من مستشفى أبو الريش بشارع قصر العيني لحد ميدان الجيزة .
( معلش حصل خير )


أكثر ما يثير حنقي هو الظلم , هو الشيء الوحيد القادر علي أن يخرجني من شخصية الخجول الهاديء لأفترس من أمامي مهما يكن ومهما كانت العواقب .
هذا السائق مظلوم من أمناء شرطة المرور مما يفرضونه عليه من (فردة) وإلا فهي المخالفة (التمام) وسحب الرخص , ويحاول تعويض ما يتم سرقته منه بسرقتي أنا .
لذا فأنا اتبع مبدأ (كسر الحلقة) , الكبير يسرق الصغير والصغير يسرق الأصغر حتى يصل الأمر في النهائي علي أنا المواطن , لا شأن بي لما تم سرقته منك أو وقع عليك من ظلم , لا شأن بي لأمين الشرطة وغلاء البنزين وازدحام الشوارع , كان بإمكانك أن تقول لهم (لا) وأنت لم تفعلها لأنك خائف من عصى المقشة التي زرعوها لك بمؤخرتك , أما أنا فسأقول (لا) وسأكسر الحلقة عندي . لن تسرقني لأن هناك من سرقك , فلتقف أمامهم كما وقفت أنا أمامك وقل (لا) ولا تخشى شيئا كما لم أخشى أنا شيئا . كان يمكنك ضربي بالفعل , ولا أنكر أنني كنت خائف من هذا وإن تظاهرت بالهدوء وأنا اعرف انك تقدر علي فعلها حتى بميدان عام . ولكن حتى لو فعلتها فلن أغير من موقفي .
هذه هي وجهة نظري في الإصلاح .
اذا كان الشالوط الكبير يأتي من الأكبر فالأصغر فالأصغر حتى يصل الشالوط في النهاية الي أنا المواطن الغلبان علي هيئة استغلال وسرقة ونصب وبلطجة من تجار وسائقين وموظفين حكوميين , فمن حقي أن أبدأ أنا شالوطا عكسيا صغيرا ربما يصل في النهاية إلي الأكبر فالأكبر .
أنا أقول لا لسائق التاكسي الذي يريد سرقتي
من واجب السائق عندئذ أن يقول لا لأمين الشرطة الذي يريد ابتزازه
ومن حق أمين الشرطة أن يقول لا لرؤسائه
ومن حق رؤسائه أن يقولوا لا لرؤسائهم .
ربما لا يفعلون .. ولكنني فعلت وكسرت الحلقة عندي

ما رأيكم في هذه الفلسفة ؟

25 comments:

Marwa Friday said...

معلش يا عم أشرف ..
السواق غلبان ..بس برافو عليك بجد ..وأحييك على نظرية الشلوت أو فلسفة الشلوت ...تحيااااتي

Ahmed Shokeir said...

فعلا سياسة أعتقد انها تساعد كثيرا في حل كثير من المشكلات التي نعاني منها حاليا
وتكسر بالقوة حدة السلبية التي يعاني منها الكثيرين
لتجعلهم إيجابيين غصبا عنهم

Post of the day

Anonymous said...

يا ريت تلك الروح الايجابية تنتشر
و نقدر كلنا نعملها و نكسر الحلقة من اصغرنا الي اكبر كبير

تحياتي لفلسفتك العميقة بجد

FATMA said...

هي فلسفة حلوة
بس انا عايزة اقولك حاجة انا كنت في كلية سياحة و فنادق كنت بركب من الكلية لحد ميدان الجيزة باتنين جنية و انا في اولى و تانية كلية و بعدين تلاتة جنية و انا في تالتة و رابعة الكلام ده من حوالي تلات سنين و ده تقريبا نفس مشوارك
يعني انت حرام عليك يا مفتري

أبو أمك said...

هو إنت ؟
وأنا أقول إشمعنى النهاردة السواق مصمم ياخد سبعة جنيه لحد الجيزة..مع إنه كل مرة بيرضى بخمسة بس

yamen said...

بص يا عم اشرف..

انت عندك حق في حكاية كسر الحلقة..

بس اللي انا عايز اقولهولك انك مش ممكن تطلب من حد يعمل حاجة انت لو مكانه مش هاتعملها..

انت قلت لا للسواق لانك عارف انه مايقدرش يعمللك حاجة..او بمعني اصح هو ليس شريرا بالقدر الكافي..

انما اللي مطلوب منه انه يقول لا زي بتاعتك دي لناس اشرار اكبر من القدر الكافي بكثير..يعني مش بس هايضربوه..

انما هايذلوا كرامته ويدوسوا علي ادميته وكمان ممكن يبهدلوا اهله واحد واحد..و احنا كلنا عارفين انهم يقدروا يعملوا كده وطبعا هما بيعملوه فعلا..

مشكلة القهر يا عزيزي انه بيخلي خيارات الفرد العادي مش واضحة..يعني يقول لا عشان الحق ويتبهدل ويبهدل اسرته الغلابة زيه معاه ولا يسكت ويحفظ حق مراته وعياله فيه..هو ده برضه مش حق..

وبعدين يا عم اصلا تلاته جنيه قليل من شارع القصر العيني لحد ميدان الجيزة..
ده البنزين غلي يا عم..

تحياتي ليك

karakib said...

الله يعينك أنت لو أخترت السكة دي تبقي صح بس هاتتعب أوي

طهقان said...

معاك حق

الكبير بيضرب اللي تحت منه بالشلوط

بداية من فوووووق
وحتى الزوج المسكين


والزوجة فين..
ما هي فوق الزوج على طول
يعني الشلوط الاخير بيكون من نصيب
طهقان
:)

ودي سياسة

الكبار يغلوا كل شيء

وينهبوا كل شيء
ويخلوا الحرافيش يتخانقوا

مع اني وسواق التاكسي
ومحصل الكهرباء
مظاليم


تهنئة على الموضوع الحلو دا

أشرف حمدي said...

توتة توتة
ربما يكون كلامك سليم خاصة وأن الدكتور يامن يرى نفس الشيء بخصوص قيمة الأجرة
ولكن الموضوع لم يكن بخصوص المال فقط , لقد حاول هذا السائق ممارسة أسلوب البلطجة معي وكان يمكنه أن يطالب بحقه بأسلوب ألطف بكثير من :
" انت مش طالع من هنا غير لما تدفع الخمسة جنيه "
وأنا أرفض البلطجة بكل صورها خاصة حينما تكون بسبب أن هناك من بلطج عليك أولا , لن أدفع أنا ثمن بلطجة أمناء الشرطة عليك ولن أجعل بلطجتهم عليك تصل إلي في النهاية
أشكرك كثيرا علي ردك

yamen
رأيك مهم بالفعل وموضوعي جدا وجعلني أقرأه كثيرا.
معك حق بالفعل
ولكن ما أعرفه جيدا أن سائقي التاكسي يشكلون ما يشبه مجتمعا صغيرا من خلال المقاهي التي يجتمعون بها مثلا , يمكنهم الاتحاد بسهولة للمطالبة بحقوقهم في بنديرة عادلة حتى يكون العداد حكما عادلا بينهم وبين الركاب, يمكنهم الوقوف أمام هيئة شرطة المرور بأكملها .
أذكر أن سائقي ميكروباس فيصل قاموا بعمل اضراب نظرا للإفتراء الشديد الواقع عليهم من أمناء الشرطة فتسببوا في وقف حركة المرور تماما بالشارع لساعات طويلة.
هناك واقعة سيدات المعادي, حيث انقطعن عن شراء اللحوم نهائيا واتبعن نظاما نباتيا لإجبار الجزارين علي البيع بالسعر المعقول حتى تعفنت اللحوم لديهم وراحوا يمرون علي البيوت بيتا بيتا يتوسلون البيع بأي سعر.
لا أدري حقا .. كلامك منطقي جدا ولكن أتمنى أن يكون الحل في الاتحاد والاصرار علي قول لا للبلطجة
تحياتي لتعليقك الرائع

طهقان
أشكرك علي رأيك في الموضوع , تحياتي لمدونتك الرائعة

مروة جمعة
Ahmed Shokeir
epitaph
أبو أمك
Karakib
أشكركم جميعا علي تعليقاتكم واهتمامكم بالموضوع .. تحياتي

Ehab said...

تفكير سليم جدا
بس المشكله انك محتاج فيضان شلاليت صغيره عشان تقدر توصل لحاجه
و فعلا ......... شلوت واحد مش كفايه

Anonymous said...

إهئ إهئ إهئ
كنت كاتبالك تعليق امبارح من الحجم الاكس لارج
بس النت فصل ساعتها ومش هاعرف اكتبه تانى
معلش بقى

أشرف حمدي said...

وينكي
معلش يا وينكي .. بس أنا لن اتنازل عن التعليق :)
ماليش دعوة
لأسباب كهذه فأنا أكتب تعليقاتي بملف وورد أولا .. حصل خير وربنا معاكي في الامتحانات

ehab
عندك حق ... وليكن ذلك شعارنا في المرحلة القادمة :)
شلوط واحد مش كفاية
ولا بلاش نجيب سيرة كفاية في الموضوع لنروح في داهية
تحياتي

Esmeralda said...

تفتكر ان الريس ( اى رئيس منشأه يعنى عشان محدش يفهم غلط مش ناقصين) حيسمع شكوى ضد حد من مرئوسيه لأ و يتخذ اجراء كمان ؟؟؟؟؟ كده حنقضى حياتنا شكاوى بس المهم بفايده
شكرا

reri said...

أحيييييييييييك ... حلقة الفساد كلنا مشاركون فيها سواء بالصمت أو بالمشاركه الفعليه... لو كل واحد بدأ بنفسه البلد دي هتبقي حاجه تانيه... فكرة كسر الحلقه فكره تستحق التشجيع

سلامي ليك

ابن مرّ said...

بصراحة أنا من سكان المنطقة
تلاتة جنيه قليل فعلا على الأسعار
بس حقيقة مش قليل قوي يعني نص جنيه ولا حاجة

هوا فكرة كسلا الحلقة دي رائعة يا أشرف وانت عارف انها من طباعي
بس مش مع واحد مقموع زي

لأ مع أي حد بيقمع مباشرة

معرفش أنا لو مكانك كنت حعمل ايه بصراحة البلد دي تحيّر فعلا

فبركة said...

أقترح يا دكتور أشرف بتدريس نظرية الشالوط العكسى لعساكر الأمن المركزى خصيصا ورؤساء الجامعات تحديدا لكن هل يا ترى من الجدوى أن يتم تدريسها للصحفيين والمحررين زيـى وزى حالاتك؟؟؟

Anonymous said...

we ma a7.desh sora leh m3a swaak el taxi zay elly wa7.deha m3a 7.alid elsawee
HAHAHAHAHAHH
i know u like it
some one

Anonymous said...

البوست ده مكانه فى عمود رأى فى اكبر جريدة مصرية كمان
...........
بجد هايل جدا يا اشرف
سحرنى العنوان بشدة
و الفلسفة رائعة للغاية
و احييك بشدة على صراحتك فى ذكر مثل هذه المواقف
بس عايزك فى استشارة كدة
لو مكانش معاك فكة
و اديته خمسة جنيه
كنت هتعمل ايه عشان تاخد الباقى؟
و انت مش بتاع خناقات
.........................

Michel Hanna said...

تسلم رجلك يا أشرف!

micheal said...

أحييك بشده و يا ريت كلنا نعمل كده لاننا أصبحنا في مجتمع عباره عن حلقلت قهر و ذل متدرجه
تحياتي لك

أشرف حمدي said...

أحمد مختار عاشور
أشكرك بجد علي رأيك :) بصراحة لم أتوقع هذا التأييد من أغلب المعلقين هنا .
ربنا يخليك يا باشا.
بالنسبة لسؤالك فبصراحة لا أعرف
أعتقد أنني سأصر علي الباقي والا فلن أنزل من السيارة . وكنت حقولله برده نروح القسم
ولكن الاحتمال أكبر هو اني حندلق من العربية قبل ما الحق اقول كلمتين علي بعض
!!!

allfollowsome said...

بجد سياسة كسر الحلقة دى لو كل واحد فينا طبقها سواق التاكسى فعلا هيقول لا والامين هيقول للظابط لا والاعلى هيقول للاعلى لا لحد ما الدنيا تتظبط بقى

تحياتى

koukawy said...

برافو تفكير ايجابي و صحيح ميه الميه
و الواحد نوادره مع الفره و الاتاوه كتييييييييييييير
و بقي لما سواق تاكسي قبل ما اركب يقولي هتدفعي كام مركبوش اصل مش لوي دراع

Anonymous said...

موضوع هايل ورائع
والقاء ضوء على موقف متكرر بفلسفة جميلة
وفكرتنى بالنكتة اللى بتقول
أن في مسئول كبير اخذ شلوت من الرئيس فقال
شلوت سعادتك دفعة للأمام..!!!
تفتكر بقى المسئول ده يقدر يرد الشلوت اللى خده

zordeak said...

بالطبع سياسة حكيمة جدا اهنيك عليها

الشجاعة فى انك خدت موقف ولو كانت هتنتهى بضربك


الفكرة اللى ورا الموقف اللى انت خدته فكرة محترمة جدا

وخلتنى افكر فيها انا كمان

واقتنعت بيها

انا لو وقفت وكسرت الحلقة

يبقى ممكن الشلوت يتقلب لاكبر راس فى البلد فعلا


تحياتى

الشيشة طلعت بتعمل شغل اهه

;)

Counter