رأيي في الرسوم المتحركة المصرية

إضغط على الصورة للتكبير

أو إضغط هنا لقراءة المقال على موقع الجريدة

أجرت جريدة البيان هذا الحوار معي حول فن الرسوم المتحركة في مصر والعالم العربي

ولأن لساني عاوز قطعة ولأن الموضوع حارق قلبي فقد قلت كل شيء بصراحة شديدة ربما تتسبب في بعض أو كثير من المضايقة للعديد من أصدقائي بالوسط الكارتوني إن صح التعبير ، ولكنني لست نادما على كلمة واحدة مما قلته

عموما المقال أمامكم وفي انتظار تعليقاتكم

تحياتي

Ma7lasgy

حلس . يتحملس . محلسة . إذن فهو محلسجي
لدي موهبة أنعم الله بها علي وهي إستشعار الشخصيات إن صح التعبير ، شيئا لا يمكن وصفه بدقة ولكن بشكل ما يمكنني تكوين صورة شديدة الوضوح لأي شخص أقابلة للمرة الأولي وخلال لحظات قليلة .. بداخلي مؤشر يقول لي بأن هذا الشخص طيب وقلبه أبيض وما في قلبه على لسانه ومن غير المحتمل أن أتعرض منه لأي نوع من الضرر ويمكنني تسليمه رقبتي دون ذرة خوف من أي شكل من أشكال الغدر ، ولكن من الوارد جدا أن أن يخبرني المؤشر بأن هذا شخص ملعون وشيطان رجيم ووغد منحط وأنه سينتهز أول فرصة ليطعنني من الخلف ، والعجيب في الأمر أن هذا الإنطباع لا علاقة له من قريب أو بعيد بملامح الشخصية الخارجية أي لا علاقة له بعلم الفراسة ، لقد قابلت ملاعين كثيرين بملامح طفولية ، والعكس صحيح ، لا أدرى ما هو السر في ذلك ، وكما قلت أعتبرها هبة من الله ، وكأن لكل إنسان موجات غير مرئية يصدرها طوال الوقت ، ويمكنني استقبال هذه الموجات بوضوح تام ومنذ اللحظة الاولى ، لذا يكون ردي فعلي تجاه أشخاص بأعينهم غير منطقي وغير مبرر بالنسبة لهم كأن أبدو عنيفا أو عدوانيا معهم إلى أقصى درجة ، والسر هو انني قد إلتقط منهم موجات شيطانية شريرة مما يجعلني أستخدم كل ما لدي من دفاعات لصد هذا الشر .
ومن الشخصيات المعلونة التي استشعرتها وتأكدت تماما من أن المؤشر الخاص بي يعمل كأفضل ما يكون هي شخصية المحلاس ، وعادة ما يكون عديم الموهبة وقدراته محدودة للغاية لذا فهو يعوض ذلك بالمحلسة والتودد لمن هم قادرين علي تحقيق أغراضه ، ذلك النوع من التودد الغير حميد والذي يصل إلى أعلى درجات النفاق والكذب ، وشخصية المحلاس قابلتها كثيرا ولازلت أقابلها في كل مكان وأصبحت قادرا على إلتقاط موجاتها ربما أفضل من باقي الأنماط البشرية ، وللمحلاس حيل كثيرة لممارسة المحلسة ، فعادة ما يكون مقصرا في عمله أو ربما لا يعمل من الأساس ، ولكن لديه القدرة على إقناع رؤسائه بأنه لم ينم ليلة أمس لأنه ظل يعمل لخمس عشرة ساعة متواصلة ينحت في الصخر ، يمكنه قلب الحقائق ببساطة وإلقاء كافة التهم الموجهة إليه بعد تفصيلها في أسرع وقت ممكن لتناسب جميع من حوله ليظل هو البريء المظلوم المضطهد وليظهر الجميع كما لو أنهم يريدون الفتك به نظرا لكونه موظف نشيط كفء وبالتالي فهم يحقدون عليه ، المصيبة الأكبر أن يكون هو نفسه مصدقا لما يقوله ومقتنعا به تمام الإقتناع وهذا يصل إلى درجة المرض النفسي الذي لا علاج له ، على الأقل العلاج يبدأ من اللحظة التي تقر فيها بأنك ذو شخصية غير سوية وتتعذب من ذلك فتتكون لديك الرغبة في العلاج .
مشكلتي أنني لا أمتلك أي نوع من الذكاء الإجتماعي الذي يؤهلني للتعامل مع هذه النوعية من الشخصيات ، حيث يكون رد فعلي دائما عنيفا وواضحا وقاسيا ومباشرا ، وفي محاولة مني للاستفادة من قدرتي في تشريح الشخصيات قمت بتجسيد شخصية المحلاس لتصبح أول شخصية كاريكاتورية ثابتة لي أتمرن من خلالها على تحويل باقي الأنماط البشرية التي أقابلها كل يوم لشخصيات كاريكاتورية جديدة ، على أية حال هى تجربة جديدة بالنسبة لي وقديمة جدا بالنسبة لفن الكاريكاتير ولكن يهمني بشدة معرفة رأيكم في هذه التجربة التي أراها لم تنضج بالشكل الكافي من وجهة نظري .
يمكنكم متابعة كاريكاتيرات شخصية المحلاس والتي اسميتها محلسجي على موقع ماشي دوت كوم بصفة غير دورية وإليكم بعض النماذج
مع خالص حبي واحترامي وتقديري

خبر لذيذ

وسط كل هذه الظروف العصيبة التي اعيشها ، تظهر بعض الأشياء الصغيرة التي تمنحني بعض المتعة والنعنشة مثل ما حدث مؤخرا على موقع الكاريكاتير الإيراني حيث كنت مشتركا في بعض المسابقات العالمية وفوجئت بالموقع أنه قد قام بنشر أحد الرسوم المشتركة بمسابقة التكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر ضمن كاريكاتير الموقع اليومي

لقد كان هذا احد أحلامي التي ربما لا يشعر أحد غيري بروعتها ، ان تنشر رسومي بصدر هذا الموقع تحديدا بجانب رسوم فناني الكاريكاتير العالميين ، كما ان هذا يعني أن الرسم مرشح بقوة للمنافسة وهو ما أعطاني أملا ولو بسيطا بتعويض صفر الكاريكاتير الذي حصلت مصر عليه العام الماضي والذي أشعر بانني مسئولا عنه بشكل أو بآخر

للأسف اكتشفت الأمر متأخرا وتم تحويل الرسم إلى صفحة داخلية

ولكن بإمكانكم مشاهدتها على هذا الرابط

إضغط هنا

اتكلم أرضي يابن بلدي

اتكلم أرضي يابن بلدي
صوتك بقى واضح قوي عندي
ولكن ليس صوتك فقط ، إن صوت كل المصريين ، صوت الجماهير ، صوت أم فاروق التي تشاركني كل مكالماتي الهاتفية وفيما يبدو أن متعتها الوحيدة هي مراقبة هاتفي ليل نهار ، فمن الوارد جدا أن أكون في حديث مع صديق لي أقول له :
ــ والله يا أخي الشغل بقى صعب قوي والواحد مخنوق يا مان .
ــ يابني هو حد لاقي شغل اليومين دول ؟
ــ مال يابني صوتك متغير كده ليه ؟
ــ لأ يا خويا ده انا أم فاروق ، قوللي بقى مين صاحبك ده ؟
ــ يا ولية إطلعي من الخط حرام عليكي عيب كده بكلم واحد صاحبي
ــ مين دي يا عم أشرف ؟
ــ يا عم اسكت انت كمان لحد ما أشوف حكاية الولية دي إيه .
وفي إحدى المرات رفعت سماعة الهاتف فوجدت اتنين حبيبة أو ماشيين في الحرام ، اتنين حبيبة في تليفون بيتي ، اتنين حبيبة يا عالم في شقتي ، هو يقول :
ــ خلاص يا قمر ، حخلص العيادة وأجيلك على الشقة
فترد عليه بخلاعة :
ــ ماشي يا روحي مستنياك ، هي هي هييييييييي
لذا ، كان من الحتمي أن أتدخل قائلا : -
ــ يا دكتور عيب كده ، أنا عارف مراتك على فكرة وحقول لها ها ها ها "" طبعا أنا لا أعرفه ولا أعرف مراته ""
ــ ايه ده يا مروة ؟ حد داخل معانا في الخط ؟
ــ طب أقفل دلوقتي وانا حكلمك بعدين .
ــ أيوة يا دكتور اقفل انت وسيبني أنا مع مروة شوية عقبال ما تروح لها الشقة بعد ما تخلّص العيادة .
ليس هذا فقط ، بل الأروع من ذلك أنه وبعد انقطاع الحرارة الذي دام لثلاثة أيام ، صحوت اليوم على خبر عودة الحرارة سالمة فهممت بالدخول على الانترنت فورا لمتابعة أعمالي المتأخرة لأكتشف غياب خاصية الزيرو ، وحينما كنا نجرب خاصية إظهار الرقم عن طريق الاتصال برقم هاتفنا الأرضي من هاتف زوجتي المحمول وجدنا سيدة ترد !!!
ــ يا ستي ده رقم تليفوني ، انتي مين ؟
ــ إنت اللي مين يا خويا ؟
وفهمت المصيبة ، لقد حدث تبادل للخطوط ، هي لديها رقم هاتفي وخواصي وانا لدي خط هاتفها في المقابل وبدون أي خواص ، هذا يعني أنني سأدفع مكالماتها وهي ستدفع مكالماتي طوال فترة العطل التي يبدو أنها ستدوم لأكثر من أسبوع كما أخبروني في خدمة الأعطال بشركة المصيّة للاتصالات .
ــ يعني ايه أسبوع ؟ يعني انا حدفع مكالمات الناس لمدة أسبوع ؟ يعني ممكن تكون الناس اللي واخدة الخط بتاعي قاعدين ليل نهار يتكلموا على حسابي ؟
ــ معلش يا فندم ، لو لقيت فاتورة التليفون عالية ابقى اشتكي
ــ أدفع الأول يعني وبعدين أشتكي مش كده ؟
ــ مظبوط يا فندم ، ممكن أحول حضرتك بقى على الاستفتاء الخاص بخدمة الرد على استفسارات العملاء ؟
ــ قوي قوي .. أنا فديكي الساعة ؟
وفي الاستفتاء قمت بإدخال الرقم واحد الدال على سوء الخدمة في جميع الأسئلة المطروحة ، يعني أنا شايط ومولع ومش طايق نفسي وقاعد أدفع في مكالمات ناس تانية ومش عارف أدخل على النت وهي تقول لي استفتساء ؟ الله يحرقكوا بجاز وسخ .
طبعا لا داعي لأن أخبركم بانني عاجز أيضا عن إدخال خدمة دي إس إل للاتصال بالانترنت حيث أخبرتني شركة تي إي داتا أنهم أوقفوا التعامل مع سنترال المريوطية نظرا لسوء الخدمة ، يعني شركة الانترنت مقاطعة السنترال نفسه ، أمال انا المفروض أعمل إيه ؟ أفجر نفسي بحزام ناسف في السنترال ؟ أعمل لهم عمل وأرشه قدام باب السنترال ؟
هل تعلمون ما معني تبادل الخطوط هذا ؟ هذا يعني ببساطة أنني سرقت خط شخص آخر وهو سرق خطي ، يعني سارقين خطوط بأمر من الحكومة ، وفي رمضان كمان .
يا رب ، بحق صيامي النهاردة وبحق حرقة دمي كل يوم من ساعة ما ركبت التليفون وبحق فلوسي المنهوبة وبحق قوت عيالي اللي بيروح في الأرض أشوف شركة اتصالات أرضية تانية يا رب زي شركة اتصالات كده اللي ورت فودافون وموبينيل العين الحمرا ، شركة اتصالات أرضية تانية يا رب عشان المصّية للاتصالات تعرف إن الله حق وإن البلد دي فيها بنى أدمين مش قراطيس ، شركة تانية وتالتة ورابعة يا رب كمان عشان ما ابقاش تحت رحمة الشركة المحتكرة دي ، اللهم آمين يا رب العالمين . إدعوا معايا والنبي وحياة صيامكم في الشهر المفترج ده .
ملحوظة : أعتذر عن نشر أي رد يصلني من الدكتور أحمد نظيف الذي بدأ يعلق على المدونات الآن ، انا عاوز خط تليفون شغال يا ريس زي خط تليفون معاليك الأرضي كده تمام ، مش رد على المدونة أتفشخر بيه قدام صحابي ويتكتب عنه في المصري اليوم .

عمارة أشروفيان - الحلقة الثانية

شايف قميص نوم ؟
عيش أحلى ما في اللحظة

هل هذا لون معروف لأي شخص لديه الحد الأدنى من الثقافة اللونية إن صح التعبير ؟
هل هو البمبى المسخسخ الذي يحكون عنه ؟
لا أدرى في الواقع ، وليس لدي من الشغف لأن أعطي لهذا اللون اسما إن صح ان نطلق عليه لقب لون ، كل ما أعرفه هو أنه لون سخيف قام صاحب الشقة المجاورة بطلاء جزء كبير من الممر به في اعتقاد منه بأن هذا الجزء يتبع أملاكه الخاصة ، وفي كل صباح ، يصفعني هذا اللون وانا ذاهب إلى العمل على قفاي ــ أعني أن اللون يصفعني على قفاي لا أنني أذهب العمل على قفاي وإن كانت الفكرة الأخيرة غير خاطئة تماما ــ وأود ان اعلن هنا ومن هذا المنبر التدويني رأيي بكل وضوح وصراحة ، ليس كفنان ولكن كمواطن عادي بعبش على أرض هذا الوطن الغير عادي ، هذا لون سخيف ، مائع ، مخنث ، مقزز ، مقيء ، قميء ، وغد ، دنيء ، برازي الطابع ، مخاطي الملمس ، بصاقي المغزى ، يتنافى مع أبسط حقوق الانسان في كل مكان وزمان وتحت ظل أحلك العصور سوادا ، اللون الذي عجز الشيطان عن خلطه ، وعجزت الخنافس المتشعلقة على الحوائط عن احتماله ، اللون الذي يعبر عن نكبة ثقافية وفنية عصيبة ، هو لون الجهل حينما يتجسد ، لون الغباء حينما يعلن عن نفسه ككيان مادي .
في دول العالم المتقدمة بتاعة فيلم الإرهاب والكباب ، لا يجرؤ جار على دهان شباك منزله دون الإلتزام بقانون صارم حفاظا على الذوق العام ، الذوق العام يا بشر ، وليس أذواق المصابين بعمى الألوان والعشى الليلي .
في الحلقة القادمة ، أحدثكم عن أحدث الوسائل العصرية التي كانت لعمارة أشروفيان السبق في ابتكارها لإيقاظ النيام وقت السحور ، بل وبعد السحور أيضا ، ولكن هذه حلقة أخرى .

عمارة أشروفيان - الحلقة الاولى

أقطن في عمارة جديدة منذ عام تقريبا ، عمارة أنيقة للغاية ، تتوسطها حديقة كبيرة ونافورة أرستقراطية فاخرة وإن لم أرها تعمل حتى هذه اللحظة ، أكثر سكان العمارة من الأثرياء العرب ، وبعض محدثي النعمة ممن تمثل النقود في أيديهم تباينا شديدا مع هيئتهم التي لا توحى بأي ثراء مادي أو فكري ، يصطف امام العمارة موديلات فريدة من السيارات لا أراها إلا في السينما ــ أفلام الأكشن تحديدا ــ هذا بالإضافة إلى شركة إنتاج فني ومعرض أنتيكات ومؤسسة ديموقراطية مرموقة و ... لحظة واحدة ، قبل أن تبدأوا في طقوس الحسد دعوني أكمل تدوينتي بالله عليكم من خلال سرد بعض المواقف العجيبة بالنسبة لي ، الطريفة ــ ربما ــ بالنسبة لكم .
الشيطان الصغير الذي يقطن بالشقة المجاورة وقد جرت العادة على تسميته بطفل وهذا خطأ لغوي شائع ، كان يلعب بالكبريت في يوم غابت فيه الام عن المنزل ، وفي خلال ثوان امتد الحريق من الملاءة إلى الستائر إلى كل شيء قابل للاشتعال وتحولت الشقة إلى الجحيم ذاته ، هذا شيء لا يهمني بالمرة ، المهم بالنسبة لي هو طبق الاستقبال في شرفتي والذي انصهر تماما هو والسلك وأصبح مجرد قطعة خردة لو قمت ببيعها روبابيكيا لحصلت على جنيهين على الأكثر ، وفي الغالب سأتصدق بهما لبائع الروبابيكيا المسكين ، العجيب أن الطفل لم يعاقب أبدا على ما فعل ولو بتكشيرة وكلمة : إخص عليك يا سوسو ، ولم يقل له أحد ان هذه جريمة ، ولو كنت وافقت بعض المنصحين في تحرير محضر إهمال لهم لكانوا الآن خلف القضبان ، وانتظرت أن يعرض علي أي شخص ولو مجرد عزومة مركبية أن يتحملوا الخسائر المادية التي بلغت مائة وخمسين جنيه ثمن طبق الاستقبال والسلك وتكلفة التركيب ولكن هذا لم يحدث ، وحينما لمّحت في إشارة واضحة بأنه من المفترض أن يتم تعويضي قوبلت بتجاهل تام ولا مبالاة جديرة بموسوعة أم فتحي للتناحة الشعبية ، طبعا انتم تلومونني الآن بمنطق : هما الناس في ايه ولا ايه حرام عليك ، مش كفاية الشقة بتاعتهم اللي ولعت ؟ أقول لكم بأنه تم إصلاح تلفيات الشقة بالكامل والتي يبدو أن تجاوزت مئات الآلاف من الجنيهات في أقل من ثلاثة أيام ، ثلاثة أيام يا بشر وعادت الشقة أفضل مما كانت بعد شراء أثاث جديد وستائر وسجاد وأبواب ومقابض نحاسية وتحف بالإضافة إلى إعادة الطلاء بالكامل طبعا ، هم أثرياء حقا ، أثرياء جدا ، وبالرغم من ذلك لم يفكر احد منهم في كيفية الحصول على مبلغ مائة وخمسين جنيه بالنسبة لي ، هذا مبلغ فادح ، يكفي أسرتي طعاما لمدة أسبوع على الأقل . ربما لو كان احدهم قد عرض علي التعويض لرفضته في أدب ، ولكن ما يثير حنقي هو التجاهل التام ، عموما أنا مسامح .
في التدوينة القادمة أحكي لكم عن البمبى المسخسخ وكيف أنه يثير بداخلي مشاعر عنيفة من الـ ....
ولكن هذه تدوينة أخرى

مطلوب مصمم جرافيك

لدى هواية غريبة بعض الشيء ، وهي تصفح جريدة الوسيط وأهرام الجمعة ومواقع التوظيف للتعرف على المجالات المطلوبة بكثرة في سوق العمل المصري ، وبعيدا عن الصيادلة المطلوبين بكثيرة ، والخادمات اللاتي تبدأ مرتباتهن من ألفي جنيه وانت طالع ، ومندوبي المبيعات الذين يبدو وكأنهم يمثلون نصف العمالة المصرية ، تسوقفني إعلانات طلب مصممي الجرافيك ، ومن كثيرة إطلاعي على هذه النوعية من الإعلانات تحديدا ، وجدت أنها لا تخرج عن عدة نماذج محدودة قلما تتغير ، وجميعها تدعو للسخرية في الواقع ، لذا وجدت أن استعراض هذه النماذج والتعليق عليها مناسبا للمدونة ، حيث أنها تنتمي إلى السخرية المريرة في أوضح صورة لها ، ياللا بينا :
مطلوب مصممات جرافيك
صلاة النبي أحسن ( تخيلوا أداء توفيق الدقن وهو ينطق هذه الجملة ) طب اشمعنى ؟ اموت وأعرف بقى .من المعروف أن مصمم الجرافيك (الدكر لا موآخذة) عادة ما يكون أكثر جرأة ومهارة وخبرة أيضا ، فكما هو الحال مع فن الكاريكاتير ، تصميم الجرافيك يحتاج إلى شخص صايع ودماغه لاسعة ولديه قدرة كبيرة على الابتكار وخلق الأفكار الغير تقليدية ، هذا لا يمنع بالطبع من وجود مصممات محترفات وماهرات ولكن على الأقل مصمم الجرافيك (الدكر) غير مقيد بقوانين المجتمع التي تجبر الفتاة على العودة مبكرا إلى بيت أبيها أو زوجها ، لذا يمكنه السهر وربما البيات في العمل مع كثير من السجائر وربما لفافة حشيش من أجل تفجير قدراته الابداعية ( طبعا بهزر ، بس بجد مصممين كتير بيشربوا حشيش مش عارف ليه ) ، حينما أقرأ عن طلب طبيبات مثلا فهذا أمر مفهوم ، ربما كانت عيادة نسائية روادها من الملتزمات ، التمريض أيضا مهنة نسائية ، من الشائع أيضا عمل المرأة بمجال التسويق أو العلاقات العامة أو الاستعلامات ، كل هذا مفهوم ، أما طلب مصممات جرافيك فإنه يثير بداخلي العديد من التساؤلات الغير بريئة ، اللهم إني صائم .
مطلوب مصمم جرافيك يجيد العمل على ثري دي ماكس ، ومايا ، وفوتوشوب ، وكوريل درو ، وفلاش ، وفري هاند و ...
وياترى مطلوب كمان يكون حاصل على الدكتوراه في الكيمياء النووية ؟ هذا النمط من الإعلانات يعطيني إنطباعا بالهطل ، على سبيل المثال لا يجوز الجمع بين ماكس ومايا في التصميم ثلاثي الأبعاد ، يمكنك الجمع بين أربع زوجات إن شئت ، اما ماكس ومايا سويا ؟ طب اشمعنى ؟ الماكس وحده يمكنك أن تقضي حياتك كلها في دراسته ولن تصل إلى حد الكمال مهما حاولت ، الماكس به تخصصات عديدة مثل البناء والتحريك والتصيير وغيرها وكل مجال من هذه المجالات مصيبة سوداء وبلوة مسيّحة ، ماكس ومايا ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، وكمان فوتوشوب وكوريل درو ؟ . بالمناسبة ، إقرأ وسيط اليوم الجمعة ، مطلوب مبرمج يجيد كل أنواع البرمجة ، آه والله مكتوبة كده ، كل أنواع البرمجة ، يعني بيل جيتس نفسه لو راح إتقدم للوظيفة دي مش حينفع .
مطلوب مصمم جرافيك حديث التخرج
وهذه لا تحتاج إلى شرح ، حديث التخرج معناها أن المرتب مجرد ملاليم ، هو حد لاقي يا عم الحديث ؟
مطلوب مصمم جرافيك خبرة عشر سنوات
والله لو أنا خبرة عشر سنوات بمجال الجرافيك بشكل عملي في السوق فأنا لن أحتاج إلى وظائف الوسيط أو أهرام الجمعة ، حسافر على أمريكا عدل .
مطلوب مصمم جرافيك خريج كلية فنون تطبيقية
لا يا شيخ ؟ ، يعني لو كان خريج هندسة ولا طب ولا آداب قسم علم نفس ما ينفعش ؟ ولو خريج فنون تطبيقية مدبلر عشر سنين وطالع بمادتين في الآخر ينفع ؟ لا علاقة بين الدراسة والفن ، الدراسة مفيدة جدا بالطبع إن كنت موهوبا ، ولكن غير ذلك فلا قيمة لما تقول ، معظم إن لم يكن أغلب مصممي الجرافيك لم يدرسوا بالفنون التطبيقية أو الجميلة ، ولكن لا يمكن أبدا التشكيك في موهبتهم ، بالمناسبة ، اعرف خريجي فنون جميلة لا يجيدون الرسم من الأساس ، لا أعرف كيف دخلوها ولا خيف تخرجوا فيها .
الان اترك المجال لكم للتعليق . تحياتي

تخاريف رمضانية

أشهر رجل في مصر ، بالتأكيد رأيت صورته سواء اكنت مدخنا أم لا ، الرجل ذو القناع الذي أصبحت صورته على كل علبة سجائر فيكي يا مصر ، قرار وزارة الصحة للحد من ظاهرة التدخين بطريقة : لو شربت سجاير تاني حتبقى عامل زي عمّو كده . عم بيومي الذي ظهر على الفضائيات ميت فل وعشرة بسم الله ما شاء الله ، يتظلّم لرفع صورته من على علب السجاير بالرغم من موافقته على أداء هذه التمثيلية المبتذلة أول الأمر ، على أية حال ظهورة في الفضائيات يحقق مزيد من الشهرة له بالطبع ، ولا أستبعد ظهوره في إعلانات الساجير عما قريب على غرار الكاو بوي الأمريكي اللي راكب ع الحصان . طب ما نيجي نهيّس عليه شوية ؟
أعتقد أنه لن يحتاج إلى حمل بطاقة شخصية ، يكفيه إخراج علبة السجائر من جيبه لأي أمين شرطة ، كما لن يقع في الموقف المعتاد بالمصالح الحكومية حينما يكتشف أنه لم يجلب معه صورا شخصية كافية لتخليص أوراقه ، ممكن يلم ست علب سجاير ويقص صورته من عليهم ، ولكن السؤال الذي يحيرني ، هل يجرؤ هذا الرجل على السير بالشارع ؟ أكيد لو حد شافه حيرقع بالصوت : الراجل الفقري اللي قارفنا بصورته أهوه ، هجوووووم . كما أتسائل عن شعوره وهو يرى صورته تدوسها الأقدام في كل مكان وتحتل جزء لا بأس به من صناديق القمامة ، علاوة على شعوره بأنه خلقة لا يريد أحد رؤيتها خاصة على الصبح ، يعني أصطبح بوش الراجل اللي على علبة السجاير مثلا ، طب ده اللي يشوفه يكح مثلا ولا يعمل ايه ؟ طب سؤال كمان ، ليه مافيش صورة على الجنب التاني من علبة السجاير فيها واحدة ست مدخنة ؟ مش الست نص المجتمع ؟ يعني مثلا الراجل يبقى على الوجه الامامي ومراته الناحية التانية وعلى الجنبين صور صغيرة لعياله المدخنين مع تحيات عائلة إبّو

.
محمد شومان الذي صنعوا منه بطلا قوميا بعد إشاعة خبر رفضه تعاقدا جديدا لاستكمال سلسلة أعلانات الضرائب المبتذلة ، شاهدت له اليوم إعلانا جديدا يهدد فيه الأطباء بالضرب طرقا بالشاكوش على أم رؤوسهم مالم يقدموا فواتير ضريبية لمرضاهم ، طب والله كويس إن البلد لسة فيها دكاترة ماسفروش السعودية ، ولسة كمان عندهم إمكانية فتح عيادة

.
العيادة ، سيت كوم جديد على قناة أو تي في أنصح الأطباء بمشاهدته ، ليت الواقع مرحا هكذا ، يذكرني الأمر بمسلسل أوقات حرجة المأخوذ عن مسلسل (إي آر) الشهير ، أجواء طبية نظيفة ، مرحة ، مفعمة بالحماس والأمل، لدرجة انني في وقت ما كان حلمي هو ان اعمل طبيبا في مسلسل ، لو منتج عاوز يعمل مسلسل طب أسنان أنا دفعتي كلها تحت أمره ، اهو على الأقل نلاقي كرسي نشتغل عليه ، ونمارس شوية طب الأسنان اللي اتعلمناهم قبل ما ننساهم

.
طوفان المسلسلات هذا العام يشعرني بالغيظ ، لا لأن الأفكار قديمة ومكررة ومبتذلة وسخيفة إلى أبعد الحدود ، بل لأنني أرى ملايين الجنيهات المهدرة ، والتي لو بنوا لنا بها مستشفى أو مدرسة أو حتى إكشاك سجاير لكان وضع الشباب مختلفا تماما

.
لماذا لا يدرس الطلاب في المدارس أشعار صلاح جاهين ؟ لماذا لا تقرر رواية يوتوبيا على طلاب المرحلة الثانوية؟ لماذا تكون الأشعار والنصوص المقررة دائما سخيفة ورخمة ومقرفة ، لماذا لا نرى سؤالا في امتحان اللغة العربية يطلب ذكر مظاهر الجمال في الأبيات التالية :
عدى النهار .. والمغربية جاية .. تتخفى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه في السكة .. شالت من ليالينا القمر .
لسبب ما ، تلح على هذه الأغنية منذ أكثر من أسبوع ، لم أسمع ماهو أصدق وأعمق منها .
بس خلاص