حجب المواقع الإباحية

سبق وأن تحدثت عن هذا الموضوع من قبل في تدوينة قديمة
الآن أشعر بأنني موشك على التقيؤ من فرط ما أصابني من مرارة ، ولكن أعتقد انه ومن واجبي كشاب مصري مدون أن أطرح الأمر من وجهة نظري تاركا الموضوع برمته بعد ذلك ، فلقد سئمت الكلام بالفعل .
القضاء الإداري يلزم وزارة الاتصالات بحجب المواقع الإباحية عن مصر
كيف أعلق بشكل موضوعي بالله عليكم ؟ هذا قرار كاريكاتوري هزلي فكيف أتحدث عنه بموضوعية ؟
سأجرب ، وأتمنى ألا يرتفع ضغطي مرة أخرى
أولا
أتسائل عن الفئة المستهدفة ، لصالح من هذا القرار ؟ للأطفال ؟ للشباب ؟ للشعب بأكمله ؟ في الواقع أنا لا أفهم ، المواقع الإباحية مثلها مثل أي شيء في الدنيا ، مثل الخمر ، مثل شقق الدعارة ، مثل شم الكلّة ، مثل اللعب في أنفك وتلويث وسادتك بالمخاط الخارج منها ، مثل أي شيء مرفوض دينيا أو أخلاقيا أو مجتمعيا ، هذه الأشياء لا يمكن بأي حال من الاحوال منعها ، ولكنها تقبل التوجيه من خلال حملات التوعية ومن خلال الدعوة الدينية العصرية كما يفعل عمرو خالد ، مثلا بالحديث عن المواقع الجنسية كنت أتمنى أن أجد حملة بعنوان : لا للإباحية ونعم للحب ، طبعا ده كلام أفلاطوني مايكلش معانا بقرش حلاوة ولكن ما المانع ؟ أو أن أجد حملة دينية تقول : الله يراك ، لا للإباحية ، أو حملة على أساس علمي وطبي تقول : المواقع الاباحية تتسبب في تشويه فكرتك عن الجنس ، كل هذا مشروع ورائع وجميل وفي الغالب سيلقى رواجا كبيرا شريطة ألا يكون لصالح أهداف أخرى مثل تهئة المجتمع لحكم الجمعات الاسلامية ، عموما هذا ليس موضوعنا . ببساطة شديدة هذا القرار يعتبر سبة للشعب بأكمله ، الحكومة تقول للشعب : أنتم أطفال ولا تعرفون مصلحتكم ولم تنضجوا بعد ولا يمكن أن نأتمنكم على اطفالكم ولا على انفسكم نفسها ! وبالتالي حجبنا المواقع الإباحية تماما . انا شخص راشد عاقل أبلغ من العمر ستة وعشرين سنة لحظة هذه التدوينة ولي مطلق الحرية ــ وضع تحت كلمة الحرية هذه ألف ألف خط ــ في دخول أي موقع على شبكة الإنترنت وفي اختيار مأكلي وملبسي ومشربي وأعرف تماما كيف أحمي أولادي من أي شيء يضرهم .
ثانيا
لم نعرف لصالح من هذا القرار ، وأيضا لم نعرف لماذا كان القرار ؟
القرار ببساطة شديدة يشجع على رواج الإباحية وبشكل غير مسبوق بالمرة ، حاول أن تمنع الخمور من مصر وستجد من لا يشرب يبحث عنها لمجرد المعرفة ! ، الممنوع مرغوب وهي قاعدة أزلية لا تقبل جدال ، وأكرر سؤالي الذي طرحته من قبل ، هل ترون الناس واقفة أمام محلات الخمور بالطوابير ؟ الطوابير أصبحت حصرية لرغيف العيش والمواصلات فقط ، لماذا ؟ لأن الخمر مباحة وانت حر نفسك ، دينك يحرم الخمر فلا تشرب طبعا ، المحال موجودة وقرآنك موجود ، إذا أردت أن تتبع أي منهما فأنت حر والحساب يوم الحساب طالما أنك لا تضر إلا نفسك ، وأقول بأن حجب المواقع الإباحية سيفجر قنبلة جنسية موقوتة وحالة من الهيستيريا لم تشهد لها إلا بلاد تعرفونها جميعا ، كل من لديه أفلام جنسية سيصبح في خلال ليلة واحدة ملكا متوجا على عرش سوق الجنس الذي سيفتح أبوابه على مصراعيها لكل شاب وفتاة ورجل وأمرأة وطفل أيضا .
ثالثا
هل الحجب سيحجب فعلا ؟
استكمالا لثانيا أقول بأن الحجب لن يحجب أي شيء بل على العكس ، سيكشف كل شيء ، وإليكم السيناريوهات المتوقعة
سيناريو الاكتفاء الذاتي
لن نحتاج هنا إلى مواقع أجنبية ولدينا شباب حلو وعسل وزي الورد ، سيتم تصوير عشرات الآلاف من الصور الإباحية من داخل مصر نفسها وتبادلها من خلال الموبايل وعناوين البريد الإلكتروني وهذا السيناريو يحدث بالفعل ولكن على نطاق ضيق.
سيناريو العبقرية التقنية الفذة
الشاب المصري العبقري ، سيكسر الحجب ، وسينشيء مواقع ومنتديات إباحية لا حصر لها يعصب حجبها ، وسيستخدم كل ما يملك من مهارة في ارسال واستقبال الصور والأفلام بألف ألف طريقة لا تمر على كيبورد السيد الحاجب الرقيب المسكين ، أمل هما اخترعوا البروكسي ليه ؟ .
سيناريو الصاحي بدلا من المجمد
الصاحي صاحي ، ولا يمكن مقارنته بأي شيء آخر ، أوعى بقى للصاحي ، اللي بيلعب ، لا حاجة للمواقع الإباحية طالما هناك دعارة ، بل سيمتد الأمر من الدعارة إلى نطاق الأصدقاء والأصحاب والحبايب والجيران والنادي والكافيه وكله بالإكتفاء الذاتي ، والصاحي يكسب ، قال صور وأفلام قال بلا خيبة .
سيناريو الكبت الوهمي
المواقع الإباحية ليست وسيلة للتنفيث ، ولكن منعها سيولد شعورا بالكبت ، حد فاهم حاجة ؟؟؟ أقصد بأن منع المواقع سيولد شعورا لدى الشاب أنه مكبوت أكثر مما هو عليه من كبت أساسا ، عاجز عن ممارسة حقه الطبيعي في الزواج وعاجز أيضا عن مشاهدته حتى وإن كان لا يشاهده أساسا ، أنا أتحدث عن تأثير القرار نفسيا ، ولا انادي بالطبع بأن تكون المواقع الإباحية للتنفيث ولا أعنى أن الشباب يزور هذه المواقع للتنفيث ، ولكن وجودها حتى وبدون الدخول عليها أفضل من حجبها .
سيناريو الهوس الجنسي
إذا كان الجنس تابو فإن غلق المواقع الجنسية سيجعله ألف ألف تابو ، سنصبح مثل الشعوب التي أصابها الهوس الجنسي فأصبحم لواطا وسحاق ولا حديث لهم إلا عن الجنس ، ستزازد أهمية الجنس كمتعة في غير إطارها المشروع ، ستتضخم المكتبات الجنسية على الهاردات والفلاشات والاسطوانات يوما بعد يوم لانها أصبحت عملة نادرة ، ولها ثمن .
سيناريو آخر مهم
بالطبع سيتم غلق مئات المواقع المدونات الجادة بحجة أنها تحوي صورا إباحية ، في الواقع هي مواقع معارضة ببساطة شديدة ، يسهل تلفيق هذه التهمة لحجب أي شيء حتى وإن كان موقع شبكة السي ان ان الاخبارية نفسها . لقد أعطيت الحكومة الحق في السيطرة على الشبكة وبالتالي توقع منها أي شيء .
ساتوقف عن الكتابة هنا لأنني بالفعل أشعر بالـ ....
لا أجد مزاجا رائقا لإختيار تعبير مناسب ، مافيش فايدة .