ــ إنتي جاية تشتغلي إيه ؟
ليت الإجابة بسهولة كلمة سواقة ، صدقوني أنا لا أعرف !
أحمد الله أنني لم أتزوج على طريقة الصالونات وإلا لظللت حتى هذه اللحظة أحاول البحث عن إجابة للسؤال التقليدي : وانت بتشغل ايه يابني ! لا أعرف تحديدا ما الذي قالته هند لأهلها عني ، ولكنه على أية حال رحمني من إجابة هذا السؤال .
حسنا ، سأخبركم بكل شيء وأرجو أن تساعدونني في معرفة نفسي .
أنا حاصل علي بكالوريوس طب فم وأسنان جامعة القاهرة ، وعملت كطبيب أسنان تحت التدريب خلال فترة الامتياز براتب شهري حكومي ، وبعدها أصبحت عضوا بنقابة طب الأسنان ، وأدفع أشتراك النقابة كل عام ، ومعي تصريح مزاولة المهنة مما يعني أنني طبيب أسنان معتمد ومن حقي أن أعمل كطبيب أسنان في أي وقت وفي أي مكان داخل مصر ، الناس تعتقد أنني تركت طب الأسنان ولكن هذا غير صحيح ، فحتى وإن لم أعمل به فإنه مصرح لي رسميا العمل في أي وقت ، كما أنني لم أفقد بعد مهاراتي كطبيب لأنني من النوع الذي لا يمكنه أن ينسى مهارة أكتسبها ، وعلى أية حال انا أمارس طب الأسنان على كل من حولي وأكتب التذاكر الطبية لكل من يطلب وحينما أقابل زميل لي يعمل بالطب نتبادل الحدث حول الحالات التي يصادفها ونتبادل الآراء , حينما أقدم نفسي للآخرين باعتباري طبيب أسنان فهذا ليس كذبا أو إدعاءا ، فقط أعطوني مائة ألف جنيه ولسوف أقوم بتجهيز عيادة في ظرف ثلاثة أيام .
ولكنني في الواقع رسام كاريكاتير ، حيث أنني أعمل كرسام محترف بمجلة صباح الخير منذ خمس أعوام تقريبا بالإضافة إلى عملي ببعض المواقع على شبكة الانترنت ، كما أنني عملت بعشرات المجلات والصحف على كل شكل ولون ولدي خبرة لا تقل عن ثمانية أعوام كرسام محترف ومثلهم كرسام هاوي ، حصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية بمسابقات الكاريكاتير وأشتركت في بعض المعارض العالمية والمحلية وعملت ببرنامج القاهرة اليوم لمدة عامين تقريبا ، ولي عشرات اللقاءات التليفزيونية التي تم تقديمي بها كفنان كاريكاتير ، حينما أقدم نفسي كرسام كاريكاتير فهذا ليس إدعاءا ، انها حقيقة .
ولكنني في ذات الوقت أعمل بالكتابة الصحفية ، وعملي الحالي هو كاتب تقني بمجال الصحافة المتخصصة عن الكمبيوتر والانترنت ، ورصيدي ربما يتجاوز مئات الموضوعات والمقالات المتخصصة عن كل ما يتعلق بالكمبيوتر من هاردوير أو سوفت وير ، كما عملت أيضا كصحفي في فترة من الفترات وقدمت العديد من الحوارات مع شخصيات فنية مثل الأستاذ خالد الصاوي والفنان جورج البهجوري وحوارات مع أطباء وحتى مع تجار سيارات ، كما كتبت تحقيقات صحفية عدة من قلب الشارع المصري ، كما أكتب الآن بموقع بص وطل في باب عن السيرة الذاتية للعلماء ، ولي رواية قمت بنشرها على الانترنت وحققت نجاحا مقبولا وجاري الآن تحويلها علي سيناريو لا اعرف مصيره في الواقع ، فبجانب الكاريكاتير أعشق الكتابة الروائية وأمارسها من حين لآخر ، حينما أقدم نفس كصحفي أو ككاتب فهذه حقيقة وليس إدعاء .
ولكن بجانب كل هذا فأنا اعشق الرسوم المتحركة وعملت كمصمم ثري دي بمسلسل قصص القرآن الذي أذيع على القناة الأولى في رمضان قبل الماضي ، بالإضافة إلى بعض التصميمات ثلاثية الأبعاد الخاصة ببعض الإعلانات الخليجية عن منتجات شهيرة ، ربما تندهشون لو قلت لكم أنني لم أشاهد هذه الإعلانات ولا أعرف في الواقع متى تم عرضها لأنني انشغلت بالتأكيد في شيء آخر ، لا أكذب حينما أقول أنني مصمم ثري دي .
كل هذا الذي سبق جنيت منه مالا وعملت به كمحترف وأحيانا بعقود . وبجانب هذا كله أكتب بعض الأشعار كنوع من الهواية وأحيانا اقوم بعمل توزيعات موسيقية على سبيل التسلية وبرمجة ألعاب الفيديو على سبيل المغامرة أحيانا أغني على سبيل الاستهبال .
ولكن ، انا مين طيب في دول كلهم ؟
هناك من يعرفونني كطبيب فقط ، وهناك من يعرفوني كرسام كاريكاتير فقط ، وهناك من يعرفوني ككاتب فقط ، حتى أصبحت في النهاية شخصية أعجز عن استيضاح معالمها حتى أمام نفسي .
لا أجد مجالا واحدا يمكنني أن أواصل العمل به ليصبح هو كل عملي في هذه الدنيا . وإذا حاولت وضع أولويات يأتي الكاريكاتير في المركز الأول من حيث قربه إلى قلبي ، ولكن تأتي الكتابة التقنية في المركز الأول من حيث قربها إلي جيبي ، ويأتي الثري دي في المركز الأول من حيث قربه إلى طموحي ، وتأتي الكتابة الروائية في المركز الأول من حيث قربها إلى مراكز اللذة في عقلي .
ونعود لنقطة البداية ، والسؤال الذي يوجه لي في كل مقابلة شخصية وأقف أمامه عاجزا ، السؤال الذي يلح علي كل ليلة ويصيبني بالإحباط والعصبية دائما :
" انتي جاية تشتغلي ايه " ؟
انا بشتغل ايه ؟ ما هو موقعي من الإعراب على سطح هذا الكوكب ؟
اللي يعرف يقوللي .
ليت الإجابة بسهولة كلمة سواقة ، صدقوني أنا لا أعرف !
أحمد الله أنني لم أتزوج على طريقة الصالونات وإلا لظللت حتى هذه اللحظة أحاول البحث عن إجابة للسؤال التقليدي : وانت بتشغل ايه يابني ! لا أعرف تحديدا ما الذي قالته هند لأهلها عني ، ولكنه على أية حال رحمني من إجابة هذا السؤال .
حسنا ، سأخبركم بكل شيء وأرجو أن تساعدونني في معرفة نفسي .
أنا حاصل علي بكالوريوس طب فم وأسنان جامعة القاهرة ، وعملت كطبيب أسنان تحت التدريب خلال فترة الامتياز براتب شهري حكومي ، وبعدها أصبحت عضوا بنقابة طب الأسنان ، وأدفع أشتراك النقابة كل عام ، ومعي تصريح مزاولة المهنة مما يعني أنني طبيب أسنان معتمد ومن حقي أن أعمل كطبيب أسنان في أي وقت وفي أي مكان داخل مصر ، الناس تعتقد أنني تركت طب الأسنان ولكن هذا غير صحيح ، فحتى وإن لم أعمل به فإنه مصرح لي رسميا العمل في أي وقت ، كما أنني لم أفقد بعد مهاراتي كطبيب لأنني من النوع الذي لا يمكنه أن ينسى مهارة أكتسبها ، وعلى أية حال انا أمارس طب الأسنان على كل من حولي وأكتب التذاكر الطبية لكل من يطلب وحينما أقابل زميل لي يعمل بالطب نتبادل الحدث حول الحالات التي يصادفها ونتبادل الآراء , حينما أقدم نفسي للآخرين باعتباري طبيب أسنان فهذا ليس كذبا أو إدعاءا ، فقط أعطوني مائة ألف جنيه ولسوف أقوم بتجهيز عيادة في ظرف ثلاثة أيام .
ولكنني في الواقع رسام كاريكاتير ، حيث أنني أعمل كرسام محترف بمجلة صباح الخير منذ خمس أعوام تقريبا بالإضافة إلى عملي ببعض المواقع على شبكة الانترنت ، كما أنني عملت بعشرات المجلات والصحف على كل شكل ولون ولدي خبرة لا تقل عن ثمانية أعوام كرسام محترف ومثلهم كرسام هاوي ، حصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية بمسابقات الكاريكاتير وأشتركت في بعض المعارض العالمية والمحلية وعملت ببرنامج القاهرة اليوم لمدة عامين تقريبا ، ولي عشرات اللقاءات التليفزيونية التي تم تقديمي بها كفنان كاريكاتير ، حينما أقدم نفسي كرسام كاريكاتير فهذا ليس إدعاءا ، انها حقيقة .
ولكنني في ذات الوقت أعمل بالكتابة الصحفية ، وعملي الحالي هو كاتب تقني بمجال الصحافة المتخصصة عن الكمبيوتر والانترنت ، ورصيدي ربما يتجاوز مئات الموضوعات والمقالات المتخصصة عن كل ما يتعلق بالكمبيوتر من هاردوير أو سوفت وير ، كما عملت أيضا كصحفي في فترة من الفترات وقدمت العديد من الحوارات مع شخصيات فنية مثل الأستاذ خالد الصاوي والفنان جورج البهجوري وحوارات مع أطباء وحتى مع تجار سيارات ، كما كتبت تحقيقات صحفية عدة من قلب الشارع المصري ، كما أكتب الآن بموقع بص وطل في باب عن السيرة الذاتية للعلماء ، ولي رواية قمت بنشرها على الانترنت وحققت نجاحا مقبولا وجاري الآن تحويلها علي سيناريو لا اعرف مصيره في الواقع ، فبجانب الكاريكاتير أعشق الكتابة الروائية وأمارسها من حين لآخر ، حينما أقدم نفس كصحفي أو ككاتب فهذه حقيقة وليس إدعاء .
ولكن بجانب كل هذا فأنا اعشق الرسوم المتحركة وعملت كمصمم ثري دي بمسلسل قصص القرآن الذي أذيع على القناة الأولى في رمضان قبل الماضي ، بالإضافة إلى بعض التصميمات ثلاثية الأبعاد الخاصة ببعض الإعلانات الخليجية عن منتجات شهيرة ، ربما تندهشون لو قلت لكم أنني لم أشاهد هذه الإعلانات ولا أعرف في الواقع متى تم عرضها لأنني انشغلت بالتأكيد في شيء آخر ، لا أكذب حينما أقول أنني مصمم ثري دي .
كل هذا الذي سبق جنيت منه مالا وعملت به كمحترف وأحيانا بعقود . وبجانب هذا كله أكتب بعض الأشعار كنوع من الهواية وأحيانا اقوم بعمل توزيعات موسيقية على سبيل التسلية وبرمجة ألعاب الفيديو على سبيل المغامرة أحيانا أغني على سبيل الاستهبال .
ولكن ، انا مين طيب في دول كلهم ؟
هناك من يعرفونني كطبيب فقط ، وهناك من يعرفوني كرسام كاريكاتير فقط ، وهناك من يعرفوني ككاتب فقط ، حتى أصبحت في النهاية شخصية أعجز عن استيضاح معالمها حتى أمام نفسي .
لا أجد مجالا واحدا يمكنني أن أواصل العمل به ليصبح هو كل عملي في هذه الدنيا . وإذا حاولت وضع أولويات يأتي الكاريكاتير في المركز الأول من حيث قربه إلى قلبي ، ولكن تأتي الكتابة التقنية في المركز الأول من حيث قربها إلي جيبي ، ويأتي الثري دي في المركز الأول من حيث قربه إلى طموحي ، وتأتي الكتابة الروائية في المركز الأول من حيث قربها إلى مراكز اللذة في عقلي .
ونعود لنقطة البداية ، والسؤال الذي يوجه لي في كل مقابلة شخصية وأقف أمامه عاجزا ، السؤال الذي يلح علي كل ليلة ويصيبني بالإحباط والعصبية دائما :
" انتي جاية تشتغلي ايه " ؟
انا بشتغل ايه ؟ ما هو موقعي من الإعراب على سطح هذا الكوكب ؟
اللي يعرف يقوللي .