تخاريف رمضانية

أشهر رجل في مصر ، بالتأكيد رأيت صورته سواء اكنت مدخنا أم لا ، الرجل ذو القناع الذي أصبحت صورته على كل علبة سجائر فيكي يا مصر ، قرار وزارة الصحة للحد من ظاهرة التدخين بطريقة : لو شربت سجاير تاني حتبقى عامل زي عمّو كده . عم بيومي الذي ظهر على الفضائيات ميت فل وعشرة بسم الله ما شاء الله ، يتظلّم لرفع صورته من على علب السجاير بالرغم من موافقته على أداء هذه التمثيلية المبتذلة أول الأمر ، على أية حال ظهورة في الفضائيات يحقق مزيد من الشهرة له بالطبع ، ولا أستبعد ظهوره في إعلانات الساجير عما قريب على غرار الكاو بوي الأمريكي اللي راكب ع الحصان . طب ما نيجي نهيّس عليه شوية ؟
أعتقد أنه لن يحتاج إلى حمل بطاقة شخصية ، يكفيه إخراج علبة السجائر من جيبه لأي أمين شرطة ، كما لن يقع في الموقف المعتاد بالمصالح الحكومية حينما يكتشف أنه لم يجلب معه صورا شخصية كافية لتخليص أوراقه ، ممكن يلم ست علب سجاير ويقص صورته من عليهم ، ولكن السؤال الذي يحيرني ، هل يجرؤ هذا الرجل على السير بالشارع ؟ أكيد لو حد شافه حيرقع بالصوت : الراجل الفقري اللي قارفنا بصورته أهوه ، هجوووووم . كما أتسائل عن شعوره وهو يرى صورته تدوسها الأقدام في كل مكان وتحتل جزء لا بأس به من صناديق القمامة ، علاوة على شعوره بأنه خلقة لا يريد أحد رؤيتها خاصة على الصبح ، يعني أصطبح بوش الراجل اللي على علبة السجاير مثلا ، طب ده اللي يشوفه يكح مثلا ولا يعمل ايه ؟ طب سؤال كمان ، ليه مافيش صورة على الجنب التاني من علبة السجاير فيها واحدة ست مدخنة ؟ مش الست نص المجتمع ؟ يعني مثلا الراجل يبقى على الوجه الامامي ومراته الناحية التانية وعلى الجنبين صور صغيرة لعياله المدخنين مع تحيات عائلة إبّو

.
محمد شومان الذي صنعوا منه بطلا قوميا بعد إشاعة خبر رفضه تعاقدا جديدا لاستكمال سلسلة أعلانات الضرائب المبتذلة ، شاهدت له اليوم إعلانا جديدا يهدد فيه الأطباء بالضرب طرقا بالشاكوش على أم رؤوسهم مالم يقدموا فواتير ضريبية لمرضاهم ، طب والله كويس إن البلد لسة فيها دكاترة ماسفروش السعودية ، ولسة كمان عندهم إمكانية فتح عيادة

.
العيادة ، سيت كوم جديد على قناة أو تي في أنصح الأطباء بمشاهدته ، ليت الواقع مرحا هكذا ، يذكرني الأمر بمسلسل أوقات حرجة المأخوذ عن مسلسل (إي آر) الشهير ، أجواء طبية نظيفة ، مرحة ، مفعمة بالحماس والأمل، لدرجة انني في وقت ما كان حلمي هو ان اعمل طبيبا في مسلسل ، لو منتج عاوز يعمل مسلسل طب أسنان أنا دفعتي كلها تحت أمره ، اهو على الأقل نلاقي كرسي نشتغل عليه ، ونمارس شوية طب الأسنان اللي اتعلمناهم قبل ما ننساهم

.
طوفان المسلسلات هذا العام يشعرني بالغيظ ، لا لأن الأفكار قديمة ومكررة ومبتذلة وسخيفة إلى أبعد الحدود ، بل لأنني أرى ملايين الجنيهات المهدرة ، والتي لو بنوا لنا بها مستشفى أو مدرسة أو حتى إكشاك سجاير لكان وضع الشباب مختلفا تماما

.
لماذا لا يدرس الطلاب في المدارس أشعار صلاح جاهين ؟ لماذا لا تقرر رواية يوتوبيا على طلاب المرحلة الثانوية؟ لماذا تكون الأشعار والنصوص المقررة دائما سخيفة ورخمة ومقرفة ، لماذا لا نرى سؤالا في امتحان اللغة العربية يطلب ذكر مظاهر الجمال في الأبيات التالية :
عدى النهار .. والمغربية جاية .. تتخفى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه في السكة .. شالت من ليالينا القمر .
لسبب ما ، تلح على هذه الأغنية منذ أكثر من أسبوع ، لم أسمع ماهو أصدق وأعمق منها .
بس خلاص